19-مايو-2019

واشنطن ستتحرك لتدريب 10 آلاف من المناطق المحرّرة وتجهيزهم بالأموال والأسلحة (عزت الشابندر)

في العاشر من أيار/مايو الحالي، أكد محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي، تواتر أنباء عن مشاريع لتسليح المناطق السنية ولأسباب متعددة، حيث قال في تغريدة له على حسابه في "تويتر" إن "تسليح 50 قرية في بادية الجزيرة خطوة جيدة ولكنها غير كافية لمنع هجمات داعش"، مضيفًا "لا بدّ من وجود قوة تدخل سريع وإسناد جوي قادر على تعويض فرق التسليح والتدريب بين القوى العشائرية وإمكانيات الإرهابيين وتدريباتهم".

سياسيون يعاودون الحديث عن تسليح المناطق السنية فيما يؤكد قيادي من الأنبار أن هناك تحرك أمريكي لطرح قضية "إقليم الأنبار" مجددًا

قبل ذلك بقرابة شهرين، كان هناك تصريح صحفي لمدير مكتب منظمة بدر في محافظة الأنبار قصي الأنباري، يكشف فيه عن "تحرك أمريكي لطرح قضية إقليم الأنبار مجددًا". لتأتي هذه التصريحات في وقت تحشد فيه واشنطن كل إمكانياتها لتقليص النفوذ الإيراني في العراق والمنطقة، وقبل شهر واحد من الموعد المزمع لإعلان صفقة القرن سيئة الصيت.

اقرأ/ي أيضًا: الشابندر يكشف عن "مشروع إسرائيلي" في المناطق السنية.. أموال وسلاح ثم انفصال!

وبحسب الراعين الأساسيين للصفقة، المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جيسون ​​غرينبلات، وصهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، فإن الصفقة لا تتعلق بإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فحسب، بل تضع مشروع سلام كامل للمنطقة. ورغم نفي الطرفان جميع التسريبات عن بنود الصفقة، إلا أن التقارير أجمعت على أنها ستعمل على تصفية القضية الفلسطينية ببناء ما يعرف بفلسطين الجديدة، المشيدة على قطاع غزة وأجزاء من صحراء سيناء المصرية، برعاية سعودية إماراتية.

فيما يتوقع القائمون على الصفقة أن يكون العراق عائقًا أمام نقلها إلى أرض الواقع، لأسباب تاريخية وسياسية ودينية.

إذ شهدت الفترة الماضية تصاعدًا في تركيز الماكنة الإعلامية الإسرائيلية على الداخل العراقي، عن طريق السوشيال ميديا، لتطويع الرأي العام الداخلي، وحرفه عن مساره المعتاد الرافض لـ"إسرائيل"، إضافة إلى إشراك عدد من المدونين ومنظمات المجتمع المدني بدراية أو دونها في تنفيذ هذه المهمة، بحسب ما ينقل ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي.

وبينما كان الحديث في الأروقة السياسية يدور حول توازن سني شيعي كجزء من الحملة الأمريكية لإضعاف النفوذ الإيراني في العراق والمنطقة، بحسب أنباء حصلت عليها "ألترا عراق" تفيد، بأن "الأمريكيين خططوا خلال الفترة المحصورة ما بين شهر شباط/فبراير وحزيران/يونيو، لخلق معادل موضوعي للقوى الشيعية المسلحة، عن طريق تسليح العشائر السنية وتقليل نفوذ الفصائل الشيعية، للحد من النفوذ الإيراني في المنطقة"، كانت القضية أكبر من ذلك بكثير.

إذ كشف مصدر رفيع المستوى عن شمول المناطق الغربية في العراق في صفقة القرن.

وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه لاعتبارات أمنية شديدة، في حديث لـ"ألترا عراق" إن "جهات نافذة في الحكومة العراقية حصلت على معلومات تفيد بدخول محافظة الأنبار ضمن بنود صفقة القرن".

أضاف أن "الجزئية المتعلقة بالصفقة، تتضمن عملية تسليح لقوات سنية متحالفة مع السعودية والإمارات ومعادية لإيران"، موضحًا أن "العملية تهدف لخلق توازن سني شيعي داخل العراق على مستوى طائفي".

مصدر خاص لـ"ألترا عراق": جهات نافذة في الحكومة العراقية حصلت على معلومات تفيد بدخول محافظة الأنبار ضمن بنود صفقة القرن 

وتزامن ذلك مع تصريحات نارية أطلقها الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، قال فيها إن "إسرائيل اليهودية تهدف إلى احتلال العراق ويوضحه علم هذا الكيان بالخطين الأزرقين وحسب النبوءة التوراتية "من الفرات إلى النيل بلدكم يا بني إسرائيل"، داعيًا أنصاره إلى الاستعداد "لمعركة كبرى قادمة وأنتم أيها المجاهدون أهل لها وعليكم أن تكونوا بمستوى عالٍ من الجهوزية في حال تعرض البلاد ومقدساته لأي خطر جديد".

اقرأ/ي أيضًا: بسفارة إلكترونية وحيلة اقتصادية.. إسرائيل على أسوار بغداد

وكان القيادي السابق في حزب الدعوة، عزت الشابندر قد كشف عن "مشروع إسرائيلي" في المناطق السنية  "سيولد بعد رمضان" يبدأ بفرض مطالب تعجيزية على الحكومة، مشيرًا إلى أن "واشنطن ستتحرك ضمن هذا "المشروع" لتدريب 10 آلاف من أبناء المناطق المحررة وتجهيزهم بالأموال والأسلحة، مع إعادة إعمار مدنهم بتمويل خارجي". 

فيما صرح رئيس "ائتلاف الوطنية" النيابي، أياد علاوي، خلال حديث متلفز أن "المخابرات الإسرائيلية زودت الولايات المتحدة بصور لمنصات إطلاق صواريخ باليستية موجودة في غزة وسوريا وإيران والبصرة موجهة إلى دول الخليج".

واضاف علاوي أن "مسؤولاً أمريكيًا اجتمع معه، وأبلغه أن الولايات المتحدة قررت إرسال وزير الخارجية مايك بومبيو للتحقيق في موضوع منصات الصواريخ، والتحدث مع المسؤولين العراقيين حول هذا الوضع"، مبينًا أن "إسرائيل قلقة للغاية بشأن هذه المنصات".

وأثارت تصريحات علاوي، غضبًا شديدًا في الأوساط الفلسطينية، لا سيما داخل قطاع غزة. ولا يعرف إن كان رئيس الوزراء الأسبق على صلة بالأطراف العراقية المتورطة بصفقة القرن أم لا.

وإن صحت هذه التقارير، فإن تساؤلات كبيرة تطرح من قبل مراقبين حول خطورة أن يقود المشروع الأمريكي – الإسرائيلي في غرب العراق إلى حرب أهلية جديدة، إذ بيّنت الأيام الماضية خلال التصعيد الأمريكي الإيراني، مدى استعداد الفصائل المسلحة الشيعية المتحالفة مع إيران، لمواجهة مباشرة مع الأمريكيين، ولا يستبعد أن يكون الاستعداد مختلفًا إذا كان العدو إسرائيل.

مصدر خاص لـ"ألترا عراق": الجزئية المتعلقة بإدخال الأنبار ضمن صفقة القرن تتضمن عملية تسليح لقوات سنية متحالفة مع السعودية والإمارات ومعادية لإيران

ورغم الأنباء التي تشير إلى انخفاض حدة التوتر بين واشنطن وطهران في مياه الخليج، إلا أن مسؤولين أمريكيين حذروا إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من الاعتراف بالضفة الغربية تحت "السيادة الإسرائيلية"، مبينين أن "هذا الأمر بشأنه أن يشعل الأوضاع في المنطقة برمتها، بشكل لا يمكن السيطرة عليه".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الجولان توحد العراقيين وتشعل غضبهم

حناجر إسرائيل في بغداد.. إيقاع التطبيع المنبوذ