20-يناير-2024
بلينكن

بلينكن في زيارة سابقة لبغداد (فيسبوك)

مؤخرًا، أجرى وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن زيارة إلى منطقة الشرق الأوسط، حيث زار دولًا عربية عدة فضلًا عن دولة الاحتلال الإسرائيلي، لكن زيارته الرابعة إلى الشرق الأوسط منذ بدء الحرب على غزة لم تشمل العراق، الأمر الذي فُسِّر أنه رسالة أمريكية وعدم ثقة بالحكومة العراقية.

لم يزر بلينكن بغداد في جولته الأخيرة بالمنطقة

وقبل أسبوع، زار بلينكن تركيا ثم الأردن وقطر والإمارات، كما التقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في المملكة، فضلًا عن مصر، والأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفي مطلع كانون الأول/ديسمبر 2023، قال رئيس الحكومة العراقية محمد السوداني إنه بحث مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، عدم اتساع الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة الفلسطيني، بما يهدد المنطقة "والجهود التي يقوم بها العراق لاحتواء التداعيات الخطيرة التي خلفتها الاعتداءات المتكررة على قطاع غزّة".

رسالة أمريكية

 

الكاتب والمحلل السياسي، نظير الكندوري، فسّر استبعاد وزير الخارجية الامريكي لبغداد من زيارته للشرق الأوسط، على أنها رسالة أمريكية تعتبر العراق قد خرج من دائرة الحياد لحل الأزمات في المنطقة.  

وقال الكندوري، في حديث لـ "ألترا عراق"، إن "واشنطن لم  تعتبر العراق طرفًا محايدًا في صراع الشرق الاوسط وتحديدًا في غزة، بل طرف مشارك في هذه الأحداث من خلال انحيازه للموقف الإيراني وتماهيه مع ما تفعله المليشيات واستهدافها للقوات الأمريكية".

وبحسب الكندوري، فإن "العراق خسر ما يأمله بأن يصبح دولة تساهم بالاستقرار وحل المشاكل وتحول إلى طرف منافس لبقية المحاور ولم تعد علاقته مع الولايات المتحدة الأمريكية كالسابق".

يرى مراقبون أن العراق أدار أزمة الشرق الأوسط بشكل سيء ولم يساعد غزة

الموقف الأمريكي المتمثل بعدم زيارة بلينكن، جاء بحسب الكندوري "بعد تصريحات رئيس الحكومة العراقية بشأن استهداف أحد قيادات الحشد في بغداد، ومطالباته بالخروج الأمريكي وهو ما أثّر بشكل كبير على علاقة البلدين "، كما أن "العراق أدار أزمة الشرق الأوسط بشكل سيء ولم يساعد المقاومين في غزة بشكل حقيقي من خلال ضربات الميليشيات، وأيضًا خسر مكانته كوسيط بين المتنازعين".

ووفق تحليل الكاتب، فإن "جولة بلينكن هيّأت المنطقة لحل موضوع القضية الفلسطينية لكنه استثنى العراق لعدم تأثيره أو إمكانية استشارته وبذلك تم إعادته للمربع الأول ليكون ليس له قرار أو تأثير".

 

العراق لم يعد حليفًا

تأتي تحركات بلينكن بينما تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي حربها على غزة مخلّفة عشرات آلاف الشهداء والجرحى ودمارًا هائلًا في البنية التحتية والمدارس والمستشفيات، وكارثة إنسانية كبيرة.

ويرى مراقبون أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي تحمل أجندات تخص مستقبل الحرب على قطاع غزة، وعدم توسع الحرب على الجبهات الأخرى.

ويقول رئيس مركز التفكير السياسي، وأستاذ السياسات العامة في جامعة بغداد، إحسان الشمري، إن تجاهل وزير الخارجية الامريكي لبغداد خلال زيارته للشرق الأوسط "تؤكد أن المعادلة السياسية في العراق لم تعد حليفة للولايات المتحدة".

ليس للعراق تأثير على القضية الفلسطينية بحسب مراقبين

ويوضح الشمري، في حديث لـ "ألترا عراق"، أن "واشنطن باتت ترى في العراق طرفًا ليس محايدًا بملفات الأزمات في المنطقة، وخاصة بعد تصاعد الهجمات ضد الوجود الأمريكي وتصريحات حكومته بضرورة خروح القوات الأمريكية، فضلًا عن عجز حكومة السوداني الواضح إزاء ردع الفصائل وإيقاف هجماتها على المصالح الأمريكية".

باتت "واشنطن ترى بالعراق قريبًا من المحور الإيراني وخسر قدرته على التوازن بعلاقاته"، وفق الشمري الذي أكد ضرورة "الأخذ بنظر الاعتبار عدم تأثير العراق بالقضية الفلسطينية ولهذا قد تم استبعاده لسوء تقديراته في السياسة الخارجية"، معتبرًا تجنب بلينكن زيارة بغداد "بداية فتور علاقة البلدين".

 

احتمالان

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن كان قد زار العراق في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، وظهر مرتديًا سترة واقية للرصاص،  الأمر الذي اعتبره أمريكيون"مخزيًا".

وحدد المحلل السياسي، علي فضل الله، احتمالين وراء تجاهل وزير الخارجية الأمريكي لبغداد ضمن جولته الإقليمية الأخيرة. 

وقال فضل الله في حديث لـ "ألترا عراق"، إن "الاحتمال الأول لتجاهل بلنكين زيارة بغداد هو وجود تحضير تجاه العراق لاستهداف القوات الأمنية والفصائل وهو الأعلى إمكانية للحصول بالتعاون مع الجانب التركي لتسهيل هكذا استهدافات".

أصبح الأمريكيون لا يثقون بحكومة محمد السوداني في إنهاء وجود الفصائل

أما الاحتمال الثاني لعدم زيارة بلينكن وفق فضل الله فهو "كون الجانب الأمريكي أصبح لا يثق بالحكومة العراقية وجديتها في إنهاء وجود الفصائل المسلحة".