سجلت الأيام القليلة الماضية هجمات على قواعد عسكرية تضم قوات أمريكية في أنحاء مختلفة من البلاد، تبنتها "فصائل المقاومة العراقية"، ودفعت الإدارة الأمريكية إلى إصدار قرار بإجلاء دبلوماسيين من بغداد وأربيل، وأحرجت رئيس الحكومة محمد شياع السوادني الذي وجه بمطاردة المنفذين، وفق بيان رسمي.
ولم تعلن الفصائل الكبرى بشكل مباشر مسؤوليتها عن الهجمات، لكنها كانت توعدت بمهاجمة القوات الأمريكية في حال اشتركت لصالح الاحتلال الإسرائيلي الذي يشن أعنف غاراته على قطاع غزة المحاصر، دون نية كما يبدو لتوسيع رقعة المواجهة خارج السياق عمليات القصف المحدودة التي انتهجتها الفصائل منذ اغتيال قاسم سليماني وجمال جعفر المهندس مطلع 2020.
من جانبه، يحافظ زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على منهجه أيضًا بالاعتماد على المسيرات والتظاهرات، دون نية، حتى الآن، لإشراك فصيله المسلح، لكن "روحه الجهادية حاضرة"، كما يقول المتحدث باسم "سرايا السلام" مرتضى البهادلي لـ "الترا عراق".
ويؤكّد البهادلي إنّ "قرار الدخول بمعارك ومواجهات مسلحة متصلة بمواجهة الاحتلال في فلسطين ضمن فصائل المقاومة، مرهون بتوجيهات زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وقناعته بالنسبة للقضية الفلسطينية".
ويقول إنّ "توجهات الصدر الآن واضحة، وجهوده تركز على فك الحصار عن غزة، وإيصال المساعدات، مع مبادرة التنسيق الشعبي مع شعوب دول الجوار للوقوف بتظاهرة الأكفان على الحدود مع فلسطين، وهو ما يتطلب موافقات من الدول المعنية".
ويضيف البهادلي، أنّ "خطاب الصدر هو خطاب عراقي يدعو إلى موقف عربي إسلامي موحد"، مشيرًا في ذات الوقت إلى أنّ الصدر "لن يتأخر في الانضمام إلى محور المقاومة في حال اتخاذ موقف موحد من فلسطين، وسيكون جنديًا وليس قائدًا، كما أكّد في موقف سابق".
وقال المتحدث باسم "سرايا السلام" أيضًا، إنّ "الروح الجهادية والمقاومة حاضرة دائمًا لدى زعيم التيار الصدري، لكن البيئة والأرضية لا تكون مناسبة أحيانًا لمثل هذا الخيار".
وشدد، أنّ "الخطاب الدولي الآن خجول جدًا، ولا يتجاوز بيانا التنديد، مع غياب خطاب عربي إسلامي موحد، وإلاّ لو اجتمعوا على كلمة واحدة لكانت النتيجة مغايرة".
وبيّن المتحدث باسم سرايا الصدر، أنّ العمل يجري الآن على "تحشيد غير مسلح على الحدود، والتوجيهات ستصدر قريبًا حول وقفة لبس الأكفان على الحدود مع الأردن، أو في دولة محاذية لفلسطين حسب حجم التنسيق الجاري من قبل اللجنة المكلفة، وتقييم زعيم التيار لمواقف الشعوب".
من جانب آخر، أشار البهادلي إلى استمرار جهود التيار الصدري لإرسال قافلة مساعدات إنسانية إلى غزة عبر لجنة خاصة تتولى المهمة.
