فتح معرض بغداد الدولي للكتاب في 10 حزيران/يونيو 2021 أبوابه لإقامة فعالية الدورة 22 للمعرض بعد قرابة نصف عام على معرض آخر أُقيم لذات الغرض، تحت شعار "الكتاب وطن" بمشاركة دور نشر من مختلف الدول العربية فضلًا عن دور النشر العراقية، وتستمر فعاليات المعرض التي تتضمن أنشطة ثقافية وفنية وأمسيات شعرية وجلسات حوارية حتى 20 من الشهر ذاته.
جاء المعرض بمشاركة أكثر من 200 دار نشر محلية وعربية وأجنبية، توزعت على 4 صالات فقط
وكانت فعاليات معرض بغداد الدولي للكتاب قد انطلقت قبل ستة أشهر، في كانون الأول/ديسمبر 2020 بعد أشهر من التأجيلات، حيث كان من المقرر إقاماتها قبل 9 أشهر من ذلك التأريخ بفعل الإجراءات الوقائية التي صاحبت تفشي فيروس كورونا في العالم.
أرقام: مشاركة أضعف
في المعرض الماضي، الذي حمل اسم الشارع العراقي مظفر النواب، شارك أكثر من 300 دار نشر من 21 دولة عربية وأجنبية بعناوين من مختلف المجالات، بحسب تصريحات للجنة المنظمة آنذاك، على الرغم من تصاعد الإصابات بفيروس كورونا آنذاك والقلق العام من المرض، وأُقيم المعرض في 5 صالات كبيرة.
اقرأ/ي أيضًا: بعد العزلة والخوف من كورونا.. كيف استقبل العراقيون معرض الكتاب؟
أما المعرضُ الجديد، فقد جاء بمشاركة أكثر من 200 دار نشر محلية وعربية وأجنبية، توزعت على 4 صالات فقط، أي بأقل من قرابة 100 دار وصالة عرض عن المعرض السابق.
وكان معرض بغداد الدولي للكتاب الذي أقيم في عام 2018 قد شهد مشاركة قرابة 600 دار نشر عربية وعراقية بالأصالة والوكالة.
إقبال أضعف
لا توجد أرقام معلنة واضحة عن معدلات لشراء الكتب هذا العام والأعوام السابقة، وقد يصعب التقييم على عدد الحضور خصوصًا بإقبال عراقيين من بغداد والمحافظات بصورة دورية على المعرض.
وبحسب استطلاع لـ"ألترا عراق" من خلال جولة في معرض بغداد الدولي، ورغم الإقبال "الواسع" على المعرض الجديد المنطلق قبل أيام، إلا أن نسبة الشراء قُدرت بأكثر من النصف بقليل عن النسب السابقة.
استطلع "ألترا عراق" آراء بعض أصحاب دور النشر في المعرض الذين أشاروا إلى التراجع في نسب البيع خصوصًا ممن شاركوا في معرض بغداد الدولي بدوراته السابقة.
يقول أحد أصحاب دور النشر العربية سبق أن شارك في دورة النواب، وطلب عدم الكشف عن نفسه في حديث لـ"ألترا عراق" ، إن نسبة شراء القرّاء من داره وحتى اليوم السابع من انطلاق فعاليات المعرض بدورته الحالية بلغت قرابة الستين بالمئة عن العام السابق.
أسباب التراجع
يتحدث الزائر للمعرض من العاصمة بغداد أسامة علي لـ"ألترا عراق" عن تأثير تغيير سعر صرف الدولار على قدرة الناس الشرائية ما أضر بنسب الإقبال على شراء الكتب، على الرغم من أن دور النشر وخصوصًا العربية تبيع الكتب بالدينار كما هو مسعّر بالدولار، أي أن الكتاب الذي يحمل سعر "10 دولارات" يباع بـ "10 آلاف دينار" دون النظر لفرق السعر.
من الجدير بالذكر أن المزيد من الفعاليات التي تتأثر بالحالة الاقتصادية انخفضت بفعل ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الدينار، فالتأثر كان بالقدرة الشرائية بشكل عام على كل الاحتياجات، وتأثرت الرواتب وضعفت قيمتها بعد الإجراء الذي بدأ يُنفذ تزامنًا مع إقامة معرض بغداد الدولي بنسخته الماضية نهاية العام 2020.
زوار آخرون أشاروا إلى أسباب أخرى تُضعف الإقبال على المعرض بشكل عام من ضمنها ارتفاع درجات الحرارة مع دخول البلاد النصف الثاني من شهر حزيران/يونيو. ورغم أن اللجنة المنظمة قررت فتح أبواب المعرض من الساعة التاسعة صباحًا حتى التاسعة مساءً، إلا أن السلطات تفرض حظرًا جزئيًا للتجوال يبدأ من الساعة التاسعة مساءً أيضًا، فيضطر الزوار إلا زيارة المعرض في ساعات الظهيرة والعصر اللاهبة.
المزيد من الفعاليات التي تتأثر بالحالة الاقتصادية انخفضت بفعل ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الدينار
في سياق ذلك، دعا آخرون إلى تمديد فترة المعرض التي تنتهي يوم الأحد المقبل 20 حزيران/يونيو لأن مدة 10 أيام فقط غير كافية ليتمكن كل من يرغب بزيارة المعرض واقتناء احتياجاته من عناوين الكتب، بحسب رأيهم.
اقرأ/ي أيضًا: