26-ديسمبر-2019

كلما طرحت الكتل السياسية ما يخالف إرادة ساحات الاحتجاجات رُفع سقف المطالب أكثر (Getty)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

مع "تجاهل" الكتل السياسية للمتظاهرين فيما يخص المواصفات التي طرحوها بشأن شخصية رئيس الوزراء، والقوانين الأخرى، جدّدت ساحات الاحتجاج في العاصمة بغداد والمحافظات الأخرى مطالبها، مردّدين هتافات وشعارات لم تخرج عن رفض تكليف مرشحي "تحالف البناء" لتولي منصب رئاسة مجلس الوزراء، وحل مجلس النواب وإجراء انتخابات مبكرة، وتجميد الدستور لحين إجراء التعديلات عليه. 

يزداد موقف الكتل السياسية صعوبة بعد أن طرحت أكثر من اسم لتولي منصب رئاسة الوزراء والذي سرعان ما تقابله ساحات الاحتجاج بالرفض المطلق والتصعيد

المتظاهرون وبحسب أحد النشطاء في ساحات الاحتجاج، لا يهمهم أن يكون الليبرالي فائق الشيخ علي رئيسًا للوزراء، ولا قدوم السياسي محمد توفيق علاوي، فهم لا يريدون للوجوه القديمة أن تكون في عراق الغد، فضلًا عن أنهم طرحوا مواصفات يطالبون الكتل السياسية الالتزام بها. 

اقرأ/ي أيضًا: المحتجون يستبقون "الخميس المقلق" بخطوات تصعيدية: من سيحدّد مصير العيداني؟

فيما يزداد الموقف صعوبة على الكتل السياسية التي تتحكم بمصير البلاد منذ عام 2003 وهي تقف عاجزة عن الخروج حتى الآن بحلول من شأنها أن تخمد الحراك الشعبي في ظل تواصل التظاهرات للشهر الثالث على التوالي، والتي تعتبر الأكبر منذ بدء الاحتجاجات في البلاد، وفقًا لما يقوله عضو مجلس النواب السابق، جوزيف صليوا.

صليوا، وفي حديث لـ"ألترا عراق"، قال إن "المتظاهرين بدأوا في رفع سقف مطالبهم في كل مرة تحاول القوى السياسية تسويف مطالبهم، بمعنى أن الرد في ساحات التظاهر عادة ما يكون عكسيًا".

وللمرة الأولى، تقدم ساحات الاحتجاج منذ إسقاط حكومة رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي الذي قدم استقالته، على رفع سقف مطالبها نحو تجميد الدستور والعمل على حل مجلس النواب، واستقالة رئيس الجمهورية برهم صالح، حسبما يطالب المتظاهر قاسم حداد.

ويضيف حداد، الذي جاء من محافظة بابل، للمشاركة في تقديم الدعم اللوجستي للمتظاهرين في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، لـ"ألترا عراق"، أن "ثمن الدماء التي سالت في ساحات الاحتجاج لا يمكن أن تنتهي باستقالة حكومة عبد المهدي، والمجيء بمرشح متحزب آخر".

وعن موعد فض الاحتجاجات يقول حداد، إن "الاحتجاجات مستمرة حتى الخلاص من جميع الطبقة السياسية الحالية، وضمان إجراء الانتخابات المبكرة في فترة لا تتجاوز الستة أشهر، وإلا، فليعيدوا الحياة للشباب الذين استشهدوا وجرحوا في الساحات، فإذا كانوا قادرين، بكل تأكيد سنعود لمنازلنا".

متظاهر: الاحتجاجات مستمرة حتى الخلاص من جميع الطبقة السياسية الحالية، وضمان إجراء الانتخابات المبكرة في فترة لا تتجاوز الستة أشهر

من جانبه، يرى الكاتب والباحث غالب الشابندر، أن "العراق ليس له برلمان يمثل شعبه"، قائلا في "تغريدة" رصدها "ألترا عراق"، "لم اقتنع يومًا أن البناء القابع في المنطقة الخضراء، وعلى رأسه رئيس البرلمان محمد الحلبوسي (الذي عينه الجنرال الإيراني قاسم سليماني)، مثل العراقيين يومًا أو لامس أوجاعهم".

اقرأ/ي أيضًا: أمام إصرار إيران.. من هو مرشح اللحظات الأخيرة لرئاسة الوزراء؟

واتهم في "التغريدة" نفسها، البرلمان بأنه "ممثل لإرادة ومصالح دول الإقليم والعالم، فمنه خرجت حكومات وقوانين، دمرت كل جميل في هذا البلد".

وكما يرى مراقبون، أن قطار الاحتجاجات الذي انطلق من ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، مرورًا بمحافظات النجف وكربلاء، والديوانية، وبابل، وواسط، وذي قار، والبصرة، وميسان، يأبى أن يتوقف لدى محطة القرارات التي خرج بها مجلس النواب فيما يخص تمرير قانون الانتخابات، والمفوضية العليا المستقلة للبلاد، بل تعالى سقف مطالبها إلى درجة المطالبة برحيل كلي للوجوه القديمة التي تقود البلاد، والمطالبة بتسهيل إجراءات لتسهيل المرحلة الانتقالية، ما يضع الأحزاب والكتل السياسية في مأزق حقيقي.

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

غضب المتظاهرين "يعصف" بالمالكي والحلبوسي.. والسهيل "يودع" المنافسات!

السيستاني يرفض استقبال سليماني.. هل يُعيد "تحالف السلاح" سيناريو سوريا؟