07-يناير-2020

ألح "مدبر الاغتيال" على ترامب حتى وافق على الغارة الأمريكية ضد قاسم سليماني (الترا عراق)

الترا عراق - فريق التحرير

تتفق المصادر في بغداد، على أن قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، وصل بشكل سري إلى مطارالعاصمة، قبيل فجر الجمعة، حيث اغتيل وإلى جانبه نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، بضربة جوية أمريكية.

سخر وزير الخارجية الأمريكي من رواية عبدالمهدي حول سبب زيارة قاسم سليماني الأخيرة إلى بغداد

لكن رئيس الحكومة، عادل عبدالمهدي أشار إلى عكس ذلك، في كلمته التي ألقاها أمام البرلمان، قبل اتخاذ قرار إخراج القوات الأجنبية، يوم الأحد 5 كانون الثاني/يناير.

قال عبدالمهدي، إن "لقاءً كان يفترض أي يعقد بينه وبين قاسم سليماني في الساعة الثامنة والنصف من صبيحة يوم الجمعة، لكن سليماني قتل قبل ذلك"، مبينًا أن "سليماني كان من المقرر أن يحمل إلى الحكومة رسالة من الجانب الإيراني، ردًا على الرسالة السعودية التي أوصلناها إلى الجانب الإيراني للوصول إلى اتفاقات وانفراجات مهمة في أوضاع العراق والمنطقة".

إلا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، سخر من تلك الرواية والتي تبناها أيضًا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. وقال بومبيو خلال مؤتمر صحافي، : "لا أحد يصدق أن زيارة سليماني إلى بغداد لها صلة بأي جهود دبلوماسية، حتى أن الصحافيين يعرفون ذلك".

اقرأ/ي أيضًا: القصة الكاملة لاغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في بغداد

وأشار بومبيو، إلى ردة فعل الصحافيين على جوابه قائلًا: "من الجيد أن بعضكم يضحك ردًا على هذه الرواية"، مؤكدًا أن "تاريخ سليماني يؤكد عدم صلته بالشؤون الدبلوماسية".

وأضاف الوزير الأمريكي، أن "اتصالًا جرى بينه وبين نظيره السعودي، وقد نفى الأخير خوض بلاده أي مفاوضات للتهدئة عبر قاسم سليماني"، فيما وصف وزير الخارجية الإيراني بـ "رجل دعاية".

وسبق لصحيفة "نيويورك تايمز" أن أشارت إلى احتمالية كانت قد تنقذ سليماني والمهندس من عملية الاغتيال الأمريكية، حيث نقلت عن مسؤول أمريكي قوله، إن "المسؤولين عن عمليات الاغتيال كانوا قد قرروا إلغاء العملية برمتها في حال تواجد مسؤول في الحكومة العراقية ضمن الوفد الذي استقبل سليماني، لكن الهدف كان نظيفًا تمامًا".

"مدبر الاغتيال.."

وبحسب مسؤولين أمريكيين، فإن بومبيو كان هو العقل المدبر لعملية الاغتيال. وذكر تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، إن "بومبيو استيقظ يوم الثلاثاء في الساعة الرابعة صباحًا بعد مكالمة أخبرته أن المحتجين وصلوا إلى خارج السفارة ببغداد. وعندما بدأ المتظاهرون برمي قنابل المولوتوف الحارقة على مجمع السفارة وجد بومبيو نفسه أمام أزمة أمن قومي تهدد دبلوماسييه وبدأ بالاتصال مع وزير الدفاع مارك إسبر، ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي، وماثيو تويلر السفير الأمريكي في العراق".

وأضاف التقرير، أن "وزير الخارجية تحدث عدة مرات خلال الأسبوع الماضي بطريقة أدت إلى قرار ترامب ومصادقته على قتل أكبر قائد عسكري إيراني وهو سليماني"، فيما رأى في منح ترامب البنتاغون الضوء الأخضر لاغتيال سليماني "انتصارًا بيروقراطيًا لبومبيو، ولكنه يحمل معه مخاطر احتمالية تورط أمريكا في حرب جديدة ومستعصية في الشرق الأوسط أو اغتيال شخصية أمريكية بارزة في أي مكان في العالم ردًا على اغتيال سليماني، أو إغلاق المسار الدبلوماسي مع إيران فيما يتعلق بالملف النووي، أو ردة فعل قوية ضد أمريكا في العراق الذي صوت برلمانه، يوم الأحد، على طرد القوات الأمريكية".

لكن أي من تلك المخاطر لم تقف بوجه بومبيو، وفق التقرير، مما يؤكد كما يقول المسؤولون الأمريكيون "هوسه بإيران الذي يمتد على مدى عشرة أعوام من عمله في الكونغرس وإدارته للمخابرات الأمريكية قبل توليه منصب وزير الخارجية".

ونقل التقرير، عن مسؤول أمريكي "بارز" قوله، إن "بومبيو تحدث مع ترامب حول قتل سليماني قبل شهر إلا أن الرئيس والبنتاغون كانوا غير مستعدين للقيام بعملية كهذه".

اقرأ/ي أيضًا: سيناريوهات الرد الإيراني.. هل تجنب الاحتجاجات العراق حربًا بالوكالة؟

كما ذكر تقرير الصحيفة الأمريكية، أن "بومبيو أصبح، ومنذ مقتل سليماني، صوت الإدارة والمدافع عنها حيث تحدث مع الحلفاء وقدم مبررات العملية في مقابلات تلفازية، موضحًا أن "النقاد داخل وخارج الإدارة تساءلوا عن مبرر قتل سليماني".

وقال مشرعون أمريكيون، وفق التقرير إن "الملفات السرية التي أرسلها البيت الأبيض إلى الكونغرس ليس فيها ما يشي بوجود تهديدات محتومة إما من إيران أو الجماعات الوكيلة عنها في العراق". إلا أن بومبيو تجاهل تلك الأسئلة.

قال تقرير أمريكي أن بومبيو هو الذي دبر عملية اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس بعد محاولات اقتحام السفارة في بغداد

وأكد التقرير، أن بومبيو "لم يتلق" دعمًا أوروبيًا بعد عملية الاغتيال، ما دفعه إلى انتقاد ألمانيا وفرنسا. وبالمقابل عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن دعم بلاده للاغتيال.

وختم بالإشارة، إلى أن بومبيو أقام، ومنذ إدارته لسي أي إيه، علاقة وثيقة مع يوسي كوهين رئيس الموساد الإسرائيلي وتحدثا عن التهديد الذي تمثله إيران على كل من أمريكا وإسرائيل، مشيرًا إلى أن بومبيو تبنى في كل مرحلة من مراحل عمله السياسي "مواقف متشددة من إيران. وعندما ترأس سي آي إيه أنشأ مركز مهمة إيران للتركيز على العمليات وتأكيد أهمية إيران كهدف استخباراتي مهم. وفي الخارجية لا يتوانى عن قراءة أي تقرير أو معلومة دبلوماسية عن إيران التي يضعها في الأهمية فوق أي نقطة ساخنة في العالم".

 

اقرأ/ي أيضًا:

تقدير موقف: الأزمة الأمريكية – الإيرانية.. كيف ترد إيران على مقتل سليماني؟

الصدر "يرث" سليماني والمهندس.. هل تتسع العباءة لـ "الميليشيات" والتحرير؟!