10-مارس-2020

3 أسباب للمهمة الإيرانية الأولى في العراق بعد قاسم سليماني (الترا عراق)

الترا عراق - فريق التحرير

بعد انقطاع طويل وفي توقيت حرج، استقبل العراق أول زيارة رسمية إيرانية بعد مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني بغارة جوية أمريكية قرب مطار بغداد مطلع كانون الثاني/يناير، حيث تنشغل طهران بمشاكل داخلية جسيمة، فضلًا عن الاستنفار لمجابهة وباء "كورونا"، في إشارة ربما إلى عمق الأزمة العراقية المتعلقة برئيس الحكومة الجديد.

رأى سياسيون ومحللون في زيارة شمخاني محاولةً لسد الثغرة التي خلفها غياب سليماني وتحركًا لحلحلة ملف تشكيل الحكومة القادمة

ووصل الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني مساء السبت 7 آذار/مارس، إلى العراق وأجرى لقاءات مع رئيسي الجمهورية والبرلمان برهم صالح ومحمد الحلبوسي، إلى جانب فالح الفياض مستشار الأمن الوطني.

اقرأ/ي أيضًا: شامخاني في بغداد.. إيران "قلقة" وخليفة سليماني بمهمة "مستحيلة"

ورأى سياسيون ومحللون، في زيارة شمخاني، محاولةً لسد الثغرة التي خلفها غياب سليماني، وتحركًا لحلحلة ملف تشكيل الحكومة القادمة.

حيث عبر نائب رئيس الوزراء الأسبق والسياسي بهاء الأعرجي، عن استيائه من زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وأكد "ارتباطها بقضية اختيار رئيس مجلس الوزراء المقبل".

وقال الأعرجي في تدوينة له، "عجْزنا عن حلِّ مشاكلنا يعني السماح لبعض دول الجوار بالتدخل بشؤوننا، وما زيارة الوفد الإيراني الرفيع إلا دليل على فشلنا باختيار رئيسٍ للوزراء!".

من جانبه، سرد الخبير هشام الهاشمي 3 أسباب تقف وراء زيارة شمخاني، فيما لم يذهب بعيدًا عن ما قاله الأعرجي حول ارتباط زيارة الوفد الإيراني بمسألة اختيار رئيس الوزراء المقبل.

وقال الهاشمي في تدوينة له، إن "شمخاني جاء لسد الثغرات في الملف السياسي التي أحدثها غياب سليماني وعجز بديله قاآني عن إنجاز المهمة".

وأكد الهاشمي أن المهام التي جاء لاجلها شمخاني، هي "التأكيد على إنجاز مهمة إخراج القوات الأمريكية والتحالف الدولي من العراق"، فضلاً عن "اختيار رئيس وزراء جديد ومساعدة البيت السياسي الشيعي في ذلك"، بالإضافة إلى "تفعيل التفاهمات الاقتصادية العراقية – الصينية".

وفي خطوة مفاجئة وغير معتادة بل ومحرجة للفصائل المسلحة في العراق، التقى شمخاني رئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي، الذي يعد أحد أبرز المرشحين لتولي مهمة تشكيل الحكومة المقبلة بعد فشل محمد توفيق علاوي.

ويواجه الكاظمي اتهامات بـ"تقديم المساعدة" إلى الولايات المتحدة الأمريكية خلال العملية التي أسفرت عن مقتل سليماني والمهندس، من قبل الفصائل الموالية لإيران، وأبرزها كتائب حزب الله.

وناقش اللقاء الذي جمع شمخاني بالكاظمي، "أهمية وثقل دور أجهزة الاستخبارات والأمن في إدارة الظروف والأوضاع الجديدة في البلاد"، وفق ما قالت وسائل إعلام إيرانية.

ويقول المحلل السياسي إحسان الشمري، إن "زيارة شمخاني ومن غير شك، تحمل العديد من الملفات، إلا أن أهمها هو إعادة ترتيب وتقليص خلافات البيت السياسي الشيعي ولاسيما في قضية اختيار رئيس الوزراء القادم".

ويضيف الشمري في حديث لـ "ألترا عراق"، أن "إيران تحاول حاليًا إجادة لعب دور مد التنازلات بما يضمن تخفيف توتر وتعقيد المشهد السياسي في العراق".

لا يستبعد مراقبون ارتباط لقاء شمخاني بالكاظمي بقضية ترشيحه إلى رئاسة الحكومة 

ورأى الشمري، أن لقاء شمخاني بالكاظمي يأتي "ضمن بروتوكولات الزيارة بحكم تشابه التخصص بين رئيس جهاز المخابرات العراقي مصطفى الكاظمي، والأمين العام للمجلس اللأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني"، لكنه لم يستبعد أن يرتبط اللقاء باحتمالات تولي الكاظمي مهمة تشكيل الحكومة، واستطلاع وجهات نظره السياسية ومدى استعداده لاستمرار التعاون بين بغداد وطهران.

 

اقرأ/ي أيضًا:

"انهيار تاريخي" ينذر بـ"كارثة" في العراق.. السعودية تعلن "الحرب"!

العراق يواجه مصير التفتيت والاقتتال.. ما هي الخيارات أمام حرب النفط؟