16-فبراير-2021

مقتل متعاقد مدني أجنبي وإصابة أحد أفراد القوات الأمريكية في القصف (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

ثلاث قذائف "مورتر" كانت كافية لتزيد الأوضاع تعقيدًا في إقليم كردستان، الذي يخوض مفاوضات منذ أكثر من شهر مع الحكومة الاتحادية لعدد من الملفات العالقة، تصاعدت معها سخونة التصريحات السياسية.

تعرضت مدينة أربيل إلى عدد من الصواريخ، مما أسفر عن مقتل متعاقد مدني أجنبي، علاوة على إصابة أحد أفراد القوات الأمريكية وخمسة أشخاص

وفي الوقت الذي نفت محافظة نينوى أن تكون الصواريخ التي استهدفت محيط مطار أربيل، مساء الاثنين، انطلقت من أحد مناطقها، كشفت وزارة الداخلية في إقليم كردستان أن الصواريخ انطلقت من منطقة "گویر" التابعة لمحافظة نينوى والمتنازع عليها.

اقرأ/ي أيضًا: السفير البريطاني في بغداد: نتمنى أن تتعامل إيران مع الدولة وليس مع الفصائل

وفي الساعة 9:30  مساء بالتوقيت المحلي تعرضت مدينة أربيل إلى عدد من الصواريخ، مما أسفر عن مقتل متعاقد مدني أجنبي، علاوةً على إصابة أحد أفراد القوات الأمريكية وخمسة أشخاص، ولم تتضح حتى الآن جنسية المتعاقد الأجنبي.

وفي تفاصيل الهجوم ذكرت داخلية إقليم كردستان، أن "الصواريخ التي استهدفت مطار أربيل أمس الاثنين، انطلقت من منطقة "گویر" التابعة لمحافظة نينوى والمتنازع عليها". 

وقالت الوزارة في بيان تلقى "ألترا عراق" نسخة منه، إن "الليلة الماضية، أصابت عدة صواريخ مطار أربيل الدولي والعديد من الأحياء في أربيل، مما أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة خمسة آخرين، وأصيب ثلاثة آخرون في مدينة أربيل، بالإضافة إلى إلحاق أضرار مادية بعدد من المنازل والأعمال التجارية".

وأضافت الوزارة "بعد أن بدأت أجهزة مكافحة الإرهاب والأمن والشرطة على الفور التحقيق بالتعاون مع قوات التحالف، عثرت على موقع السيارة التي أطلقت فيها الصواريخ، كيا، وعثر عليها بين أربيل وغيري"، مؤكدةً أن "التحقيقات لا تزال مستمرة لكشف من يقفون وراء الهجوم".

ويعد  هذا الهجوم هو الأول على موقع للتحالف  الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية في العراق منذ تولى الرئيس الأمريكي جو بايدن الحكم في 20 كانون الثاني/يناير الماضي.

وفي أول رد أمريكي حول الهجوم، طالب أنطوني بلينكين، وزير الخارجية الأمريكي، بفتح تحقيق في الهجوم الصاروخي، متعهدًا "بحساب المسؤولين" عنه.

وقال الوزير الامريكي في بيان، "تواصلنا مع رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان مسرور برزاني لمناقشة الحادث والتعهد بتقديم الدعم لكل من يشارك في جهود التحقيق في الحادث والكشف عن المسؤولين عنه ومحاسبتهم".

قال رئيس حكومة إقليم كردستان إن غياب التنسيق ووجود بعض القوى والمجاميع المسلحة خارج أمرة وسلطة الحكومة الاتحادية بات سببًا لإثارة التوترات في المنطقة

وكشفت السلطات في إقليم كردستان أن أحد أفراد طاقم الحراسة في القنصلية الصينية وشخصين آخرين أصيبوا في الهجمات الصاروخية.

اقرأ/ي أيضًا: محاولة اغتيال قائد طيران الجيش العراقي في بغداد

وعقب الهجوم قدم رئيس اقليم كردستان العراق نجيرفان  بارزاني 4 مطالب، فيما كشف عن سبب هذه التهديدات.

وطالب نجيرفان بارزاني في بيان، تلقت "الترا عراق" نسخة منه، مجلس الأمن والأمم المتحدة  بـ"أخذ مخاطر الهجوم الصاروخي بجدية" و"العمل على إنهاء التهديدات على شعب إقليم كردستان".

وأكد  بارزاني على "ضرورة تفعيل آلية التنسيق مع الحكومة العراقية" و"البدء الفوري بالتحقيق" من خلال لجنة مشتركة بين أربيل وبغداد لملاحقة المنفذين.

وأشار إلى أن "غياب التنسيق ووجود بعض القوى والمجاميع المسلحة خارج إمرة وسلطة الحكومة الاتحادية بات سببًا لإثارة التوترات في المنطقة ووجود تهديدات مستمرة على إقليم كردستان".

ودعا رئيس حكومة الاقليم، رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى أن "تباشر لجنة تحقيقية مشتركة بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية عملها فورًا للعثور على المنفذين بأقرب وقت وإنزال العقوبات القانونية عليهم".

وفي الأثناء، أعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم "سرايا أولياء الدم" مسؤوليتها عن الهجوم على القاعدة قائلة إنها استهدفت "الاحتلال الأمريكي" في العراق، لكنها لم تقدم ما يدل على ادعائها.

وقالت الجماعة في بيانها، إنها "تمكنت من القيام بعملية نوعية ضد الاحتلال الأمريكي في شمالنا الحبيب، حيث اقتربنا من قاعدة الاحتلال (الحرير) في أربيل بمسافة 7كم، وتمكنا من توجيه ضربة قاصمة قوامها 24 صاروخًا أصابت أهدافها بدقة بعد أن فشلت منظومة CRAM وقذائف الاحتلال من اعتراضها، مما أدى إلى أضرار جسيمة بآليات ومخازن وطائرات الاحتلال وسقوط العديد من الإصابات في صفوف عناصرهم المحتلة"

وادعت الجماعة أن الصواريخ التي سقطت خارج القاعدة العسكرية  بأنها "قذائف أمريكية حاولت اعتراض صواريخ الهجوم"، متعهدة بأنه "لن يكون الاحتلال الأمريكي بمأمن من الضربات في أي شبر من الوطن حتى في إقليم كردستان التي نعدكم بعمليات نوعية أخرى فيها".

وقوبل الهجوم الصاروخي، بإدانات من قبل الرئاسات العراقية الثلاث (الجمهورية والحكومة والبرلمان) واصفة إياه بـ"العمل الإرهابي".

ووجه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بتشكيل لجنة مشتركة مع الجهات المختصة في إقليم كردستان، للتحقيق في الهجوم، فيما اعتبر الرئيس العراقي برهم صالح أن استهداف أربيل "تصعيد خطير وعمل إرهابي إجرامي".

وأكد عبر حسابه على تويتر أنه "لا خيار لنا إلا تعزيز جهودنا بحزم لاستئصال قوى الإرهاب والمحاولات الرامية لزج البلد في الفوضى".

يقول رئيس مركز التفكير السياسي إن بصمة الاستهداف الأخير في أربيل لا يمكن إلا أن تتطابق بذات بصمات الاستهداف للسفارة والقواعد الأمريكية في المحافظات الأخرى

وفي أول تعليق أممي على الحادث، دعت بعثة الأمم المتحدة في العراق، إلى "ضبط النفس والتعاون بين بغداد وأربيل لتقديم المسؤولين عن الهجوم الصاروخي للعدالة". 

اقرأ/ي أيضًا: قصف الخضراء.. شظايا سياسية لصاروخ يتيم!

وقالت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة جنين بلاسخارت في بيان، اطلع عليه "الترا عراق"، إننا "نشجب الهجوم الصاروخي المميت على أربيل"، مضيفة أن "مثل هذه الأعمال الشنيعة المتهورة تشكل تهديدات خطيرة للاستقرار"، مؤكدة على أهمية " حماية العراق من التخاصمات (الخارجية)".

ودعت بعثة الأمم المتحدة إلى "ضبط النفس والتعاون الوثيق بين بغداد وأربيل لتقديم الجناة إلى العدالة".

في السياق، قال مسؤولون أمنيون أكراد في وقت سابق، إن "ثلاث قذائف مورتر على الأقل استخدمت في الهجوم"، مشيرين إلى أن "التحقيقات الأولية أظهرت فيما بعد أن بقايا المقذوفات التي سقطت في بعض المناطق كانت لصواريخ".

واغلقت السلطات في الإقليم مطار أربيل الدولي وأوقفت الرحلات الجوية لأكثر من 15 ساعة، قبل أن تعيد افتتاحه قبل ظهر اليوم، وذكر مصدر في المطار ان "غرفة عمليات مدينة أربيل قررت إعادة الملاحة الجوية، كونها لم تتضرر جراء الهجوم".

وفي 30 أيلول/سبتمبر، سقطت ستة صواريخ كاتيوشا قرب مطار أربيل، وهو هجوم ألقى جهاز مكافحة الإرهاب في كردستان العراق باللوم فيه على "ميليشيات موالية لإيران".

وأعلنت جماعات يقول بعض المسؤولين العراقيين إن "لها صلات بإيران"، مسؤوليتها عن سلسلة من الهجمات على قوات التحالف، والمتعاقدين الذين يعملون مع التحالف والمنشآت الأميركية، بما في ذلك السفارة في بغداد في الأشهر الأخيرة.

وكان آخر هجوم دام يستهدف التحالف قد أسفر عن مقتل جندي بريطاني واثنين من العسكريين الأميركيين في آذار/مارس من العام الماضي، وتوعدت الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، برد مدمر في حال قُتل أي أميركي في هجوم في العراق.

رأى إحسان الشمري أن الهجمات الأخيرة ربما ستكون نقطة لتنسيق أكبر بين بغداد وأربيل في مواجهة التحديات القادمة

احسان الشمري، وهو رئيس مركز التفكير السياسي، قارن بين الهجمات التي استهدفت السفارة الأمريكية في بغداد وبين استهداف أربيل، منوهًا إلى أن "الهجمات تحمل بصمة واحدة".

اقرأ/ي أيضًا: ثلاثة خبراء يجيبون: من وراء قصف المنشآت الأمريكية وما رسالتهم؟

وقال الشمري في حديث لـ"ألترا عراق"، إن "بصمة الاستهداف لا يمكن إلا أن تتطابق بذات بصمات الاستهداف للسفارة والقواعد الأمريكية، فهذه المجاميع حتى وأن اختلفت بالمسميات هي ذاتها لكن هم بحاجة إلى تغيير الأسماء لكي يعطوا رسالة بأن هناك مجاميع تتشكل وهناك رفض"، مستبعدًا أن "يكون الهجوم له علاقة بالتوغل التركي شمال العراق".

ويضيف الشمري، ان "الهجوم الصاروخي لمحيط مطار أربيل  يحمل رسالتين، الأولى للقواعد الأمريكية للضغط على إدارة بايدن بسحب القوات من العراق، أما الرسالة الثانية هي لإحراج حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي". 

ولفت إلى أن "التصريحات التي صدرت من قادة إقليم كردستان عقب الهجوم لم تحمل مؤشرات لزيادة التوتر مع بغداد، بل على العكس، ربما ستكون نقطة لتنسيق أكبر بين الطرفين في مواجهة التحديات القادمة".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

تقرير: إدارة بايدن ستراجع قرار سحب القوات الأمريكية من العراق

مطار بغداد يتعرض إلى قصف صاروخي في ساعة متأخرة من الليل