17-فبراير-2020

تعد حكومة علاوي، أول حكومة بعد 2003 تخلو من أي تسريبات بشأن الأسماء (Getty)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

تتواتر التأكيدات على جدية محمد توفيق علاوي بتقديم كابينة وزارية "غير مسبوقة" من حيث خلوها تمامًا من أي لمسات حزبية أو سياسية و"قطع يد" الكتل والقوى السياسية المختلفة حتى من إبداء الرأي فيها، قبل أن تعرض على البرلمان، وسط تأييدات ظاهرية لخطوات علاوي من قبل الكتل السياسية المتزامنة مع تسريبات بتعرض علاوي لضغوط للحصول على "الحصص" من الكابينة.

تعد حكومة علاوي، أول حكومة بعد 2003 تخلو من أي تسريبات بشأن الأسماء التي ستتضمنها الكابينة الوزارية

ووصف عضو تحالف الفتح الناب محمد الدراجي آلية محمد علاوي في اختيار كابينته بأنها "لم تتبع سابقًا في العراق".

اقرأ/ي أيضًا: كابينة "سرية" تنتظر موعدًا من برلمان "مشتت".. هل ينال محمد علاوي الثقة؟

قال الدراجي في تصريحات صحفية رصدها "ألترا عراق"، إن "آلية علاوي في اختياره للشخصيات والتي لم يعرض أيًا منها على الكتل، هي خيارات شخصية له"، مشيرًا إلى أن "الجديد بحكومة علاوي إنه لم يعتمد على ترشيحات الكتل او القوى السياسية لا من فوق الطاولة ولا من تحتها".

وتعد حكومة علاوي، أول حكومة بعد 2003 تخلو من أي تسريبات بشأن الأسماء التي ستتضمنها الكابينة الوزارية، ويتفق الجميع على السرية التامة التي يتبعها علاوي في اختيار وزرائه، حيث أكد النائب عن كتلة بيارق الخير وهو من المقربين لعلاوي، أن "لا أحد يعرف اسماء الكابينة غير علاوي نفسه".

قال الخالدي في تصريحات متلفزة تابعها "ألترا عراق"، إن "رئيس الوزراء المكلف هو وحده من يعلم ولا أحد غيره بأسماء الوزراء، وقبل يوم واحد سيعرض الأسماء على النواب، الذين رشحوه وعلى الكتل السياسية"، مؤكدًا "أنا من أقرب الناس، ولا أعلم بالأسماء التي اختيرت للكابينة الوزارية".

وأكد أن "علاوي راعى المكونات فقط، حتى لا يكون هناك اعتراض من هذا الباب وذلك من خلال اختيار ممثل عن المكون لا ممثل للمكون عن حزب معين".

وربما تمكن علاوي من إقصاء الكتل السياسية عن التدخل باختيار وزراء كابينته، إلا أن عقبة عدم التصويت على الكابينة تقف حائلًا أمامه، وسط أمله بتمرير الكابينة ونيل الثقة، بعد تأكيده بإنه اقترب من تحقيق "إنجاز تاريخي" عبر كابينة وزارية مستقلة من الكفوئين.

علاوي: سنطرح أسماء هذه الكابينة، خلال الأسبوع الحالي، بعيدًا عن الشائعات والتسريبات ونأمل استجابة أعضاء مجلس النواب

وأكد علاوي في تغريدة رصدها "ألترا عراق"، إنه "سنطرح أسماء هذه الكابينة، خلال الأسبوع الحالي، بعيدًا عن الشائعات والتسريبات ونأمل استجابة أعضاء مجلس النواب والتصويت عليها من أجل البدء بتنفيذ مطالب الشعب".

اقرأ/ي أيضًا: "رصيد" محمد علاوي.. الهاشمي يحدد موقف البرلمان من الكابينة المرتقبة

وقد يصطدم أمل علاوي وكابينته "غير المسبوقة"، برفض الأحزاب والكتل السياسية أسماء الكابينة التي لا تمثلهم سياسيًا ولا يعرفون أحدًا منها حتى الآن، ويؤكد المحلل الأمني هشام الهاشمي في تدوينة رصدها "ألترا عراق"، إن "قيادات سياسية، تناقش بجدية عدم إعطاء الثقة لحكومة محمد علاوي، بعدما أدركت أنه قادم إلى البرلمان بكابينة وزارية لم يشاورهم بها".

ويطرح هذا التخوف تساؤلًا من قبل مراقبين، فيما إذا ستقف ساحات الاحتجاج والتي تعد اليوم لاعبًا أساسيًا في المشهد السياسي، موقع المدافع عن كابينة علاوي بوجه البرلمان، خصوصًا إذا احتوت الكابينة، على أسماء تقنع المتظاهرين، وتنال رضاهم، لتتحول الساحات التي كانت رافضة لعلاوي إلى "سلاح مدافع" عن كابينته بوجه الكتل السياسية، وإجبارها على تمريرها، خصوصًا بعد خطاب علاوي الذي القاه فور تكليفه، وطالب من خلاله المتظاهرين بالاستمرار في التظاهر ليتمكن من تنفيذ المطالب ودعمه بوجه الكتل السياسية لتنفيذ الاصلاح.

ويقول المعتصم في ساحة التحرير نشوان نزار في حديث لـ"ألترا عراق"، إنه " في حال كانت الكابينة الوزارية من المستقلين الاكفاء سيكون بعدها مطلبنا أن يبدي علاوي جدية في محاسبة من تسبب بقتل المتظاهرين وفي ذلك سنقدم الدعم له ونمضي معًا لتحديد موعد إجراء انتخابات مكبرة بإشراف الأمم المتحدة".

من جانبه، يرى المتظاهر في ساحة اعتصام محافظة واسط، حسام ابراهيم، إن "من الممكن أن يحصل علاوي على دعم من قسم من المتظاهرين وبقاء قسم على رفضه القاطع لمحمد توفيق علاوي".

متظاهر: من الممكن أن يحصل علاوي على دعم قسم من المتظاهرين وبقاء قسم على رفضه القاطع له 

ويضيف لـ"ألترا عراق"، إنه "من المستحيل أن تحصل على وحدة الرأي عند المتظاهرين ، لكن من المتوقع إن حتى بعض الذين كانوا رافضين لعلاوي سيدعموه لاختيار كابينة مستقلة".

اقرأ/ي أيضًا: المرشح الشبح.. مُكلفٌ يعلن تكليف نفسه

من جانبه يؤكد المتظاهر في ساحة اعتصام النجف علي السنبلي، أن "الرفض الذي لاقاه علاوي في بداية الأمر كان بسبب شعور ساحات الاحتجاج بأن رأيها وصوتها لم يحترم"، مشيرًا إلى أن "الشروط السياسية التي بدأت تظهر في الإعلام لفرضها على علاوي زادت المخاوف لدى ساحات الاحتجاج".

وأكد السنبلي في حديث لـ"ألترا عراق"، أن "علاوي أمام فرصة تاريخية، في حال اختار كابينة وزارية لأسماء لا توجد عليها شبهات وتبعات لأجندات سياسية وحزبية، فضلًا على عن تحديد موعد انتخابات مبكرة، ومحاكمة قتلة المتظاهرين، سيحصل على كل الدعم ويشعر الشارع أن هذه الشخصية جادة ويستطيع قيادة المرحلة المؤقتة المقبلة"، مبينًا أن "المزاج الإنساني بالتأكيد ممكن أن ينقلب مع المعطيات المتوفرة".

ولا يستبعد المحلل السياسي مناف الموسوي، ذهاب الكثير من المتظاهرين الرافضين لعلاوي إلى دعمه إذا جاءت كابينته بما يرضي الشارع ولاقت تهديدًا بعدم تمريرها من قبل البرلمان.

ويؤكد الموسوي خلال حديث لـ"ألترا عراق"، أن "هناك قسمين من المتظاهرين، الأول وهو الأكبر، سلمي خرج من أجل تغيير المشهد السياسي السائد منذ 2003 إلى الان، وقسم آخر يمثل أجندات سياسية داخل ساحات الاحتجاج قد تذهب إلى تسقيط علاوي بكل الطرق في ساحات الاحتجاج بعد عرض كابينته مهما كان نوع الكابينة ودرجة جديتها في استبعاد اللمسات السياسية عنها".

محلل: إذا كانت الكابينة مرضية للشارع سيتحول الكثير من المتظاهرين الرافضين لتكليف علاوي، إلى داعمين له

أكد أنه "إذا كانت الكابينة مرضية للشارع سيتحول الكثير من المتظاهرين الرافضين لتكليف علاوي، إلى داعمين له"، مبينًا أن "علاوي يتعرض بالفعل لضغوطات سياسية وتحاول كتل متعددة التحايل بكل الطرق لمنع تشكيل كابينة بالطريقة التي يمضي بها رئيس الوزراء المكلف"، مستدركًا "لكن علاوي جادًا في قراراته وآلياته باختيار الكابينة".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

القلق يتلاعب بـ"شركاء التسويات".. سيناريو وزراء الظل يهدّد مشوار محمد علاوي

"الله ومحمد وعلي وياه".. هل "يسقط" محمد علاوي قبل الوصول إلى القصر الحكومي؟