20-يونيو-2020

تجاهلت أنقرة احتجاجي بغداد بمواصلة التوغل البري

الترا عراق - فريق التحرير

نزح سكان قرى في أطراف مدينة زاخو بمحافظة دهوك نحو مركز زاخو في تطور لافت للأوضاع، حيث تواصل قوات "كومندوز" تركية عمليات توغل ضمن الشريط الحدودي بين العراق وتركيا.

تواصل القوات التركية عمليتها العسكرية داخل الأراضي العراقية على الرغم من رفض بغداد

القوات التركية تحركت تحت غطاء جوي لطيارات مقاتلة وأخرى من دون طيار تحت إشراف من وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الذي زار، السبت 20 حزيران/يونيو، مركز إدارة عمليات "مخلب النمر" على الشريط الحدودي، والتي بدأت من منطقة هفتانين ضمن إقليم كردستان، في ثاني عملية من نوعها من تهدف إلى تحييد حزب العمال الكردستاني.

لم تصرح حكومة إقليم كردستان من جانبها بأي تفاصيل حيال العمليات المستمرة، لكن مصادر تحدثت لـ "ألترا عراق"، عن اتفاق جرى بين عدة أطراف، قبيل انطلاق عمليتي "مخلب النسر ومخلب النمر".

"تفاهمات.. وتواطؤ..!"

وقال مصدر حكومي كردي تحدث شريطة عدم كشف هويته، إن "الحكومة التركية نسقت عملياتها مع حكومة إقليم كردستان والحكومة العراقية، كما أن هناك تنسيقًا بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية في الشمال السوري حيال العملية".

اقرأ/ي أيضًا: الدم يعلن حرب سنجار.. هذه خارطة انتشار السلاح "المرعب" تحت عين الحكومة والحشد

وأضاف لـ "ألترا عراق"، أن "التفاهمات جاءت مع قسد المقربة سابقًا من الولايات المتحدة الأمريكية، بالتزامن مع تفاهمات أخرى جرت بين الحكومة العراقية ورئيس قسد مظلوم كوباني الذي زار بغداد مؤخرًا".

يقول مصدر كردي مسؤول إن العمليات التركية تجري بتنسيق مع أربيل وبغداد وأطراف داخل حزب العمال ذاته

كما أشار، إلى أن "أطرافًا داخل حزب العمال الكردستاني في جبل قنديل كانت على علم بالعملية العسكرية التي يراد منها تحييد قيادات في حزب العمال"، مشددًا أن "موقف إقليم كردستان واضح بالضد من وجود أي حزب أو جهة تعرض حياة المدنيين للخطر في الإقليم والعراق".

وكان إقليم كردستان قد سمح بدخول نحو 4500 عنصر من حزب العمال الكردستاني في 2013، ضمن اتفاق سلام جرى بين الحزب والحكومة التركية لإنهاء الاقتتال في الأراضي التركية والدفع بعناصر الكردستاني إلى الأراضي العراقي، على الرغم من رفض الحكومة العراقية دخول أولئك المقاتلين وتحويل أجزاء من أراضيها إلى معسكرات لهم.

"سنقاتل بشراسة.."

من جانبه أبلغ قيادي في حزب العمال يتمركز في جبل قنديل، "ألترا عراق"، أن "حزبه ما يزال موجودًا في المناطق المحددة في قنديل وقرب زاخو وسنجار ومخمور، وفق الاتفاقات السابقة، وإذا اقتضت الحاجة سيواجه مقاتلين القوات التركية بكل ما لديه من قوة"، نافيًا وجود "أي تواطؤ من قبل أطراف في حزبه لتحييد قيادات فيه".

وحشد العمال، المواطنين الكرد في بيان صدر عن أحد أجنحة الحزب (منظمة المجتمع الكردستاني)، ودعاهم إلى "تصعيد وتيرة المقاومة في وجه العدوان التركي"، متهمًا التحالف الدولي والحكومة العراقية بـ "التأمر ضده".

ينفي قيادي في حزب العمال "تواطؤ" أطراف داخل الحزب مع أنقرة ويؤكد استعداد مقاتليه لـ"القتال بشراسة"

فيما قال عضو الاتحاد الوطني الكردستاني غياث السورجي، إن "حزبه لا يملك سوى شجب ما يجري"، على الرغم من مشاركة الحزب في الحكومة التي يترأسها الحزب الديمقراطي.

"نحن نشجب فقط!"

وبين السورجي لـ "ألترا عراق"، أن "تركيا تقصف مخمور وسنجار وهي مناطق تخضع إلى سيطرة الحكومة الاتحادية وعلى بغداد حمايتها، وقضية السيادة تتعلق بالحكومة الاتحادية حتى بالنسبة للأراضي التي تخضع لسيطرة إقليم كردستان على اعتبار الإقليم جزءًا من الدولة العراقية".

من جانبها، دعت عضو قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني النائب في البرلمان العراقي آلا طالباني، وزارة الخارجية العراقية إلى الاجتماع و"اتخاذ موقف عاجل حيال تكرار الخروقات"، في إشارة للتحركات التركية، والقصف الإيراني المتكرر لبلدة حاج عمران على الحدود العراقية الإيرانية.

وقالت طالباني في حديث لـ "ألترا عراق"، إن "السيادة لا تتجزأ ولا المبادئ ويجب أن يقف الجميع عندها، ونحن في انتظار موقف حكومي حاسم".

وتعاون حزب العمال الكردستاني مع الاتحاد الوطني الكردستاني في الحرب ضد الحزب الديمقراطي الكردستاني في تسعينيات القرن الماضي، لكن بداية عام 2002 وقع اقتتال بين اليكتي والعمال، قبل أن تتحسن العلاقة مجددًا.

تواصل أربيل صمتها في حين يحمل اليكتي بغداد مسؤولية الرد على العمليات التركية

بالمقابل، كان رئيس إقليم كردستان ونائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني نيجيرفان البارزاني قد كشف منتصف نيسان/أبريل الماضي عن موقف الإقليم من وجود حزب العمال، وقال إن "الإقليم ليس ساحة لحزب العمال لشن هجمات على الدول الأخرى، وأن وجوده يسبب المشاكل لكردستان، وإذا أراد مساعدة الإقليم فعليه الرحيل".

"ملف شائك"

وسمحت الحكومة العراقية، إبان الحرب ضد تنظيم "داعش"، بمشاركة حزب العمال الكردستاني في تحرير سنجار قبل أن يسيطر عليها، من خلال أذرعه المحلية، ثم اندلعت الخلافات بعد ذلك بين الحزب والجيش العراقي.

ولا تبدو العلاقة جيدة بين حزب العمال والحزب الديمقراطي، حيث أن الأخير على علاقة وثيقة بأنقرة، فالحزب الذي يتزعمه مسعود بارزاني، لا يبدي أي استياء حيال العمليات الراهنة، بحجة الاتفاق السابق الذي يخول القوات التركية التوغل 15 كيلومترًا داخل الأراضي العراقية لـ"ردع أي مخاطر تهدد الأمن القومي".

"احتجاج عاجز!"

واستدعت وزارة الخارجية العراقية، للمرة الثانية خلال أسبوع، السفير التركي في بغداد فاتح يلدز، وسلمته مذكرة احتجاج، مطالبة أنقرة بوقف "الأعمال الاستفزازية"، إلا أن ذلك ليس كافيًا بحسب أطراف سياسية ومراقبين وصفوا الحكومة العراقية بـ "العاجزة عن حماية أراضيها"، فضلاً عن انتقدات توجه إليها لـ"تهاونها مع وجود حزب العمال"، والذي يتلقى دعمًا من الحشد الشعبي.

وواصلت القوات التركية تحركاتها البرية التي انطلقت الأربعاء 17 حزيران/يونيو، حيث قال وزير الدفاع التركي في تصريح له خلال جولته داخل الأراضي العراقية، إن "قواته قصف أكثر من 700 هدف لحزب العمال منذ انطلاق العمليات".

وجه العراق مذكرتي احتجاج إلى أنقرة إلا أن تركيا أبدت عزمها على مواصلة التوغل العسكري

وبين، أن القوات المسلحة التركية "اقتحمت ودمّرت أوكار ومخابئ الإرهابيين فوق رؤوسهم في إطار العملية العسكرية"، مؤكدًا "السيطرة على نحو 150 مغارة منذ بدء العمليات".

 

اقرأ/ي أيضًا:

قصص من القصف التركي لشمال العراق.. علاقة "العمال" بالسلطات والناس

هجوم انتحاري وتعزيزات عسكرية مستعدة لأي خطر.. ماذا يجري في سنجار؟