16-أكتوبر-2019

فشل الزعماء السياسيون في خلق شعور بالأمل والفرصة لشباب العراق (Getty)

الترا عراق - فريق التحرير

نشرت صحيفة "ذا نيو ديلي" الأسترالية  تقريرًا حول تظاهرات الشبان التي اندلعت في بغداد و جنوب البلاد، وكفاحهم من أجل الحصول على الحقوق الأساسية، ليواجهوا بالقناصة وفرق الموت، فيما يبدون مستميتين في مواصلة الاحتجاج حتى تتحقق مطالبهم.

يقول شبان إن عليهم الاحتجاج لإنقاذ مستقبلهم وسوف يستمرون حتى يموتوا أو يغيروا نظام الحكم

"الترا عراق" ترجم هذا التقرير عن الصحيفة الأسترالية ننقله لكم دون تصرف:

______________________________________________________________________

 أفاد البنك الدولي أن ما يقارب من ربع سكان العراق البالغ عددهم 40 مليون نسمة يعيشون على أقل من 2.80 دولار أمريكي يوميًا منذ عام 2014.

اقرأ/ي أيضًا: إخفاء النشطاء في العراق.. تبادل أدوار القمع!

وفي احتمال مواجهة  القناصة (فرق الموت) يتعهد الشباب العراقي بمواصلة التظاهر حتى تحسن الحكومة مستويات المعيشة وتمنع الفساد، كما تظهر أحدث الأرقام أن عدد المتظاهرين الذين قتلوا بالرصاص في شوارع العراق هذا الشهر قد بلغ 100 قتيل وأصيب أكثر من 7000، وتتوقع جماعات حقوق الإنسان أن يرتفع عدد القتلى.

كما تعرض عدد من  الصحفيين الذين يوثقون حالات القمع للضرب وإغلاق وتدمير عدد من محطات الأخبار.

الأخوان سيف 20 عامًا وعلي 23 عامًا يقولان إنهما سيستمران في المخاطرة بحياتهما والخروج للتظاهرات حتى يتمكن المواطنين أخيرًا من التمتع بكافة حقوقهم للعيش في بلد غني بالنفط.

يعيش شقيقهم الأكبر آدم الذهبي في الولايات المتحدة، ولم يكن له أي اتصال يذكر بأخوته منذ أن تم حجب الإنترنت في جميع انحاء البلاد عدا إقليم كردستان.

وفي حديثه لصحيفة نيو ديلي، قال خريج الهندسة المدنية من جامعة هيوستن "إن سيف وعلي عليهما الاحتجاج لإنقاذ مستقبلهما وسوف يستمرون حتى يموتوا أو يغيرون النظام الحكومي". كما إنه يحاول الحصول على تأشيرة لزوجته حنين التي تعيش في بغداد.

وتشير الأرقام الحكومية إلى مقتل 110 أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 7300 شخص منذ اندلاع التظاهرات في العاصمة العراقية في أوائل تشرين الأول/أكتوبر.

تمتلك الدولة التي مزقتها الحرب ما يعتبره صندوق النقد الدولي رابع أكبر احتياطي نفطي في العالم، لكن معظم المواطنين لا يحصلون على المياه النظيفة أو الطاقة أو الرعاية الصحية الأساسية أو التعليم.

و بعد ستة أيام من التظاهرات اعترف الجيش العراقي بأن المتظاهرين العزل تعرضوا للقمع بعنف. بينما تحملت السلطات مسؤولية بعض أعمال العنف إلا أنها ألقت باللوم على قناصين مجهولي الهوية وفقًا لمراسلي الجزيرة.

لكن المدافعين عن حقوق الإنسان يقولون إن السلطات مسؤولة في كلتا الحالتين، إما أن قوات الأمن أطلقت النار على المتظاهر أو فشلت في حماية المتظاهرين من القناصين.

والشباب العراقي يريد من العالم أن ينتبه الى هذه التظاهرات، حيث قال أحد سكان بغداد البالغ من العمر 34 عاماً مُخلد، "إن الإبادة الجماعية جارية في العراق، ويبدو أن المجتمع الدولي لا يهتم"ّ.

يريد الشبان في العراق أن ينتبه العالم الى هذه التظاهرات لكن يبدو المجتمع الدولي غير مهتم على الرغم من "الإبادة الجماعية" التي يتعرضون لها

وأضاف السيد مُخلد: "قُتل المتظاهرون مرتين، مرة واحدة على أيدي السلطات ومرة واحدة بصمت العالم، لم أرَ ردود فعل دولية حقيقية حتى الآن باستثناء بيان الأمم المتحدة الخجول".

ولكن في كفاحهم من أجل الحصول على وظائف، لتحسين معيشتهم لا يزال الشباب العراقي غير خائف من خطر العنف. وساهم الضغط على قوات الأمن لتحمل مسؤولية مقتل المتظاهرين ومعظمهم من الشباب إلى دفع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إصدار أمر تحقيق رسمي في عمليات القتل.

وقال عبد المهدي "إنه سيتم تشكيل لجنة للتحقيق ضد الجنود الذين فتحوا النار بشكل غير قانوني على المتظاهرين".

ويأتي ذلك بعد أن ذكرت وسائل الإعلام المحلية أن قناصة الشرطة تمركزوا على أسطح المنازل وأطلقوا النار عشوائيًا على المتظاهرين.

فيما قال الشباب الذين تحدثت إليهم الصحيفة، إنهم أصيبوا بخيبة أمل تجاه صمت العالم حيال العنف الذي تعرضوا لهُ، مضيفين أن معاناتهم والتظاهرات التي انطلقت لم تحصل على تغطية عالمية تذكر على الرغم من مشاهد العنف الوحشية.

فيما قال السيد رسول "لو علم الناس أنهم يحظون بدعم المجتمع الدولي لكانوا أكثر إصرارًا على مطالبهم، لكن الآن يشعرون أنهم وحدهم".

يواصل رسول القول "أنا متشائم من العراقيين الآخرين... وعدت الحكومة بإجراء بعض الإصلاحات لكن الناس سئموا من الكلمات والوعود الفارغة".

وقال الدكتور بنجامين إسخان، أستاذ مشارك بجامعة ديكين، المتخصص في سياسات الشرق الأوسط، إن المظاهرات المناهضة للحكومة أصبحت سمة بارزة في المشهد السياسي للعراق.

ولفت إساخان بالقول "إنه يحدث كل أسبوع وكل عام منذ عام 2003، في عام 2010 على سبيل المثال كان هناك إطلاق نار كثيف للمتظاهرين، لقد استخدموا تشريعًا لمكافحة الإرهاب وما زالوا يفعلون ذلك ليقولوا أساسًا إن المتظاهرين أعداء للدولة لذا يطلقون عليهم النار كما لو كانوا من ضمن أفراد داعش".

ومنذ الإطاحة بصدام حسين عاشت العديد من النخب السياسية خارج البلاد والتي يُنظر إليها على أنها بعيدة عن الشارع العراقي.

اقرأ/ي أيضًا: أموال وتعيينات مقابل الدماء.. الحكومة تحاول امتصاص الغضب بـ "الوعود"!

 وقال إسخان "إنه خلال الـ 15 سنة الماضية فشل الزعماء السياسيون في خلق شعور بالأمل والفرصة لشباب العراق، حيث كانت الاحتجاجات تميل إلى الانفجار في نهاية الصيف الطويل في البلاد، وازدادت التوترات منذ هزيمة داعش في العراق، عام 2017".

تابع الدكتور إسخان القول: "العراقيون، ولا سيما الشباب العراقي، لم يروا النخب السياسية تقودهم إلى مستقبل أكثر إشراقًا وراء داعش، ويشعر المحتجون بالإحباط من حقيقة أن العراق يولد مليارات الدولارات سنويًا من صادرات النفط مما يجعله واحدًا من أغنى الدول في العالم لكن هذه الثروة لم تتحول إلى خدمات عامة أساسية مثل المدارس والمستشفيات ومياه الشرب، لقد تم إجبار المدنيين عمومًا على الإعتقاد بأن السياسيين يستغلون الأموال القادمة من مبيعات النفط".

عندما تم انتخاب عبد المهدي بشكل ديمقراطي في تشرين الأول/أكتوبر 2018، وعد بإصلاحات اقتصادية واجتماعية طويلة الأجل وتحسين الظروف المعيشية للفقراء لكن هذا لم يحدث والمتظاهرون يريدون إقالته".

لم ير الشبان أن النخب السياسية تقودهم إلى مستقبل أكثر إشراقًا بعد داعش ويشعر المحتجون بالإحباط من الفساد الذي يستهلك مليارات الدولارات

ووفقًا لما قاله البروفيسور أمين سايكال، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط من الجامعة الأسترالية الوطنية، "إن المدنيين غير راضين عن تعيين أشخاص في مناصب مهمة على أساس العلاقات العرقية والطائفية والفئوية والعائلية وليس على أساس المهنية". وأضاف أن الوضع الأمني ظل هشًا للغاية.

قال الدكتور إسخان "كانت الاحتجاجات تندلع بسهولة لأن قوات الشرطة والأمن غير فعالة مما يجعل من الصعب قمعها و بمجرد  ضربهم يترك الناس المظاهرات وينسونها لفترة من الوقت، لكنني لا أعرف ما أن كان هذا سيحدث في هذه المرة، قد يأخذ الأمر اتجاهًا جديدًا بالكامل".

 

اقرأ/ي أيضًا:

بعد آلاف الضحايا.. قوات جديدة لـ "حماية المتظاهرين"

جواب السلطة على "العلم العراقي" رصاصة في جسد المتظاهر!