13-مارس-2021

اعتراف عبد الغني الأسدي بمجازفته في سمعته حين تولى منصب محافظ ذي قار (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

تحظى محافظة ذي قار وتحديدًا مدينة الناصرية باهتمام كبير منذ انطلاق تظاهرات تشرين والدور الذي لعبه متظاهرو ساحة الحبوبي وكذلك كم الضحايا التي قدمتهم هذه المدينة، ما جعلها حديثًا على كل الأصعدة والمستويات.

يرجع عبد الغني الأسدي أسباب سفك الدماء في ذي قار إلى أخطاء أو فقدان أعصاب

ورغم هبوط معدل التظاهرات بعد آذار/مارس 2020 لكن الناصرية شهدت تصعيدًا وسفكًا للدماء مرات عدة، بين الشباب المتظاهر والقوات الأمنية تارة، وبين المتظاهرين وأنصار التيار الصدري تارةً أخرى.

اقرأ/ي أيضًا: دعوة الكاظمي يُجيب عليها السلاح.. المدعوون لـ"الحوار الوطني" بين قتيل وهارب

هذه الدماء والتظاهرات دفعت محافظ ذي قار السابق الوائلي إلى استقالته، أو ربما دفعه للاستقالة كما يقول متابعون، وتكليف رئيس جهاز الأمن الوطني عبد الغني الأسدي محافظًا مؤقتًا من قبل رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي.

الاهتمام في الحديث عن الناصرية كان أوضح عبر إيعاز الكاظمي مؤخرًا في جلسة لمجلس الوزراء لكل الوزراء بزيارة الناصرية والوقوف على مكامن الخلل ومساعدة المحافظ المؤقت على النجاح، والذي قال بدوره إن الوزارات تتعاون بشكل كبير وترسل موظفيها الكبار (مدير عام فما فوق) ما سرّع الكثير من الخطوات خلال الأسبوعين الماضيين.

خدمات بائسة

يوجد شبه إجماع على ضعف الخدمات بأشكالها كافة في محافظة ذي قار مع فساد ليس استثناءً لكنه التقى مع انعدام عمليات إعمار أو تحديث في البنى التحتية، حتى أن شارعًا لم يطرأ عليه تغيير منذ العام 1967 بحسب مشاهدة عبد الغني الأسدي، ومجسر لا زال في الخطوة الأولى رغم أن إنجازه الافتراضي كان منذ 4 سنوات.

وعن مثال للمشاريع المتلكئة، يقول الأسدي في تصريح تلفزيوني تابعه "ألترا عراق" إن "المستشفى التركي هو أول المشاريع المتلكئة لكن نسبة الإنجاز فيه تصل إلى 98%، والمشكلة التي تعطّله هي في وجود أمانات لدى وزارة المالية منعت الانتهاء من إنجازه قبل أن يوعز الكاظمي بصرف الأموال".

ورغم اعتراف الأسدي بمجازفته في سمعته حين تولى منصب محافظ ذي قار لما يحتاج لها من عمل ومدة طويلة للإصلاح والبناء، لكنه يقول إن التركة الثقيلة ستكون على المحافظ الجديد، ذلك بعد أن "تهيئته للخطوة الأولى" لمن سيتولى المنصب، خصوصًا وأن مستوى الخدمات في المحافظة "لا يتجاوز الواحد بالمئة"، حيث أن ذي قار بتعبيرات الأسدي "أكثر من منكوبة، ومظلومة من قبل مسؤوليها".

إيقاف نزيف الدماء

بعد التظاهرات الأخيرة سادت أجواء الناصرية حالة من الهدوء مع تكليف عبد الغني الأسدي بمهام محافظ ذي قار، الأمر الذي تفاخر به بالقول، إن "قطرة دم واحدة لم تسقط من المتظاهرين منذ تكليفي وسأستمر بالمحافظة على الدماء".

تحدث الأسدي عن اجتماعه مع الناشطين البارزين كما أشار إلى سحب قوات مكافحة الشغب من ساحات الاحتجاج واستبدالهم بالجيش العراقي، معللًا ذلك بـ"أداء قسم من هذا التشكيل"، وربما كان ذلك أحد العوامل التي ساهمت بتهدئة المحتجين الناقمين على تلك القوات.

لكن الأسدي أرجع أسباب سفك الدماء في ذي قار إلى أخطاء أو فقدان أعصاب، مؤكدًا أن القتل "حصل خارج إطار الأوامر الموجهة من الكاظمي بعدم استخدام العتاد الحي ضد المتظاهرين".

قال عبد الغني الأسدي إنه يعرف الأسباب التي أدت إلى وصول التظاهرات وسفك الدماء لهذا المستوى

أشار الأسدي إلى أن من يحرقون في محافظة ذي قار "لم يبلغوا سن الرشد" وأن المتظاهرين يقفون بالضد منهم لافتًا إلى اعتراف مراهق بعمر 16 عامًا بحصوله على أموال زهيدة مقابل حرق إطار سيارة، حسب روايته، ويعزز الأسدي حديثه بأن المتظاهرين، وفي الغالب عائلات الشهداء، جاءوا لمبنى محافظة ذي قار لتنظيفه.

اقرأ/ي أيضًا: أب مكلوم طارد زعيم ميليشيا.. اغتيال ينهي رحلة مريرة في "مدينة الموت"

وكشف الأسدي عن "إنجاز 67 معاملة لذوي الشهداء في ذي قار من أصل 117 خلال 13 يومًا" من توليه المنصب، مشيرًا إلى أنه يعرف الأسباب التي أدت إلى وصول التظاهرات وسفك الدماء لهذا المستوى.

وفي رد على حديث حول مشروع سياسي يتبناه الأسدي، استعار عبارة لرئيس الوزراء الأسبق في أول نظام جمهوري عراقي، عبد الكريم قاسم، الذي قال إن الجيش فوق الميول والاتجاهات، وأكد الأسدي "عدم وجود أي رغبة له في السياسة والانتخابات".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

حوار بصوت "كاتم".. والكاظمي الذي لا يعيش معنا

العبث في أمن بغداد.. دليل على فقدان الصواب أيضًا