06-مارس-2022

الوفد الوزاري العراقي قد يعود خائبًا (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

تتراكم المؤشرات على انعدام الأمل بشأن إرجاع تدفقات الغاز الإيراني إلى العراق، والذي أفقد البلاد نحو 35% من إنتاجها الكهربائي، حتى اختارت بغداد إرسال وفد من 3 وزراء عراقيين إلى طهران لهذا الغرض، إلا أنّ الأرقام حول إنتاج واستهلاك الغازي الإيراني ترفع الإحباط حول إمكانية تحقّق نتائج إيجابية من إرسال هذه الوفود.

تعترف وزارة الكهرباء أنها مقبلة على تحد كبير في فصل الصيف وتقول إنّ جميع المقومات يجب أن تتوفر لتزيد ساعات التجهيز في موسم الذروة

وخفضت إيران إمداداتها من الغاز المصدر إلى العراق منذ العام الماضي، من 50 مليون متر مكعب يوميًا إلى 8 مليون متر مكعب فقط، وهو ما تسبب بفقدان العراق قرابة 6.5 غيغا واط من أصل 21 غيغا واط كان قد وصلها العراق في إنتاجه، أي أنّ 35% من إنتاج الكهرباء في العراق تعتمد على الغاز الإيراني.

مقبلون على تحدي الصيف.. الكهرباء قد لا تنجح!

المتحدّث باسم وزارة الكهرباء أحمد العبادي قال في تصريحات للوكالة الرسمية وتابعها "ألترا عراق"، إنّ "انحسار التدفقات ما زال مستمرًا، ويفترض أن تجهز إيران العراق يوميًا بما لا يقل عن 45 مليون متر مكعب وما زال التجهيز بحدود 8 ملايين فقط، ونحن لدينا إمكانية لإضافة 8000 ميكاواط للشبكة الوطنية لكن شريطة توفر إمدادات الوقود". 

اقرأ/ي أيضًا: العراقيون يدفعون لـ"المولدات الأهلية" ما يعادل موازنة وزارة الكهرباء بالكامل

وكشف عن أن "وفودًا عراقية رفيعة المستوى ستزور إيران ممثلة بوزراء الكهرباء والمالية والنفط ومدير عام المصرف العراقي للتجارة، بهدف إيجاد حلول لإعادة تدفق كميات الغاز التي يحتاجها العراق". 

وأضاف أنّ "ما أحدثه تقليل تدفقات الغاز نجحنا بالتعامل معه بموجب الخطة الطارئة وساعدنا بذلك تحسن حالة الطقس، لكننا مقبلون على تحد كبير في فصل الصيف ويجب أن تتوفر جميع المقومات لنزيد ساعات التجهيز في موسم الذروة".

إيران تستهلك 94% من إنتاجها الغازي

ووفق البيانات الإيرانية، فإنّ الاستهلاك الإيراني اليومي للغاز بدأ يتنامى بشكل كبير، حتى قضم ما يصل لـ94% من إنتاجها اليومي، ففي 23 كانون الثاني الماضي/يناير، سجلت إيران رقمًا قياسيًا باستهلاك الغاز وصل لـ692 مليون متر مكعب يوميًا في الاستهلاك المنزلي والصناعات الصغيرة فقط، في الوقت الذي تنتج إيران 800 مليون متر مكعب يوميًا.

أما في حال احتساب الاستهلاك الكلي الإيراني مع المحطات الكهربائية، فإنّ الاستهلاك المنزلي والتجاري وللصناعات الجزئية، يستهلك بمقدار 565 مليون متر مكعب يوميًا، والصناعات الكبيرة تستهلك 120 مليون متر مكعب ومحطات إنتاج الكهرباء نحو 55 مليون متر مكعب يوميًا، ما يعني أن الاستهلاك الكلي يبلغ قرابة 750 مليون متر مكعب يوميًا، وهو ما يشير إلى أنّ نحو 94% من الإنتاج الغازي لإيران يتمّ استهلاكه ولا يتبقى سوى 50 مليون متر مكعب يوميًا فقط.

وتساوي هذه الكمية الفائضة البالغة 50 مليون متر مكعب يوميًا حاجة العراق اليومية من الغاز خلال فصل الشتاء فقط، حيث يحتاج العراق في الصيف إلى 70 مليون متر مكعب يوميًا، في الوقت نفسه، تصدر إيران إلى تركيا نحو 30 مليون متر مكعب يوميًا، ما يعني أنّ الفائض الإيراني من الغاز أقل بكثير ولا يسد حاجة العراق وتركيا في وقت واحد.

ويقدر مختصون احتياج العراق إلى قرابة 100 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا لتشغيل المحطات الكهربائية، ويؤمن منها 36 مليون متر مكعب من الإنتاج الداخلي، ما يعني أنّ الـ64 مليون متر مكعب المتبقية يقوم العراق باستيرادها، إلا أنها غير متوفرة الآن بسبب توقف الغاز الإيراني جرّاء قلّة ما تنتجه إيران واستهلاك معظمه داخليًا، فيما يعتمد العراق بتشغيل باقي محطاته على الوقود الثقيل والنفط الخام.

الغاز القطري بعيد المنال

بالمقابل، فإنّ التحركات العراقية صوب الغاز القطري لا يمكن المراهنة عليها في الوقت الحالي أو أن تدخل الخدمة في الصيف الذي على وشك الحلول، حيث أن الغاز القطري يتمّ استيراده عبارة عن غاز سائل، ما يعني احتياج العراق لبناء البنى التحتية من محطة استلام وإرجاع الغاز إلى الطور الغازي ومحطات إعادة ضخ ومئات الكيلومترات من الأنابيب  لنقل هذا الغاز إلى مناطق الإستهلاك في وسط العراق، وهذا كله بحاجة إلى 4 سنوات كحد أدنى للتنفيذ في حال وجود الإرادة، بحسب مختصين.

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

لماذا يستهلك العراقيون ما يفوق ضعف حاجة المصريين من الكهرباء؟

نائب يتحدث عن عملية سرقة أكثر من مليار دولار في وزارة الكهرباء