05-أغسطس-2019

حذرت أطراف حكومية وأخرى مراقبة من "كارثة جديدة" في نينوى إثر تصعيد الحشد

الترا عراق - فريق التحرير

بعد أسابيع من التوتر إثر قرار العقوبات الأمريكية وقرارات القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي، اشتدت المواجهة بين الحشد الشعبي "لواء 30" الذي يقوده الشبكي وعد قدو، وقوى الأمن الداخلي وقوات الجيش العراقي في منطقة سهل نينوى شرق مدينة الموصل (405 كم شمال بغداد).

قطع المئات من أنصار لواء الشبك التابع للحشد الشعبي طريق الموصل - أربيل واعتدوا على قوات من الجيش وأجبروها على الانسحاب

ونزل المئات من الشبك، يوم الإثنين 5 آب/أغسطس، إلى الشارع وقطعوا طريقًا رئيسًا يربط مدينة الموصل إحدى أكبر مدن البلاد بمدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان. وهو طريق عادةً ما تسلكه المنظمات الدولية والشركات العاملة في الموصل، والكثير من المسؤولين والناس، فضلًا عن كونه شريان نقل البضائع والنفط والاحتياجات العامة.

اقرأ/ي أيضًا: 1500 مسلح على تخوم الموصل.. قلق لواشنطن وإحراج لعبد المهدي!

 

وأظهرت مشاهد فيديو قيام المتظاهرين الشبك بالاعتداء على قوى الجيش والأمن، مما دفع القوات الاتحادية للانسحاب من المنطقة والعودة إلى الموصل. كما نصب المحتجون الخيام وأضرموا النيران بإطارات السيارات، وأصبح الدخول إلى الموصل شبه مستحيلًا من جهة الشرق، حيث قطع طريق كوكجلي وطريق بعشيقة والشيخان، وبات طريق موصل دهوك الوحيد الرابط بين المحافظة وكردستان، وهو طريق طويل، فيما تكدست الشاحانات وصهاريج النفط وسيارات المواطنين.

جانب من أحداث احتجاجات الشبك على طريق الموصل - أربيل

تحذيرات!

من جانبه أغلق الجيش "الفرقة 16" نقاط التفتيش من الجهة المقابلة لمناطق سيطرة الحشد الشبكي. فيما حذر النائب في البرلمان شيروان دبورداني، من "كارثة" على الأمن في الموصل والمناطق المجاورة، قد تقود إليها تلك التطورات، مؤكدًا في حديث لـ "الترا عراق"، إن "عدم امتثال الحشد الشبكي لأوامر رئيس الورزاء عادل عبدالمهدي ما هي إلا تأكيد لما حذرت منه واشنطن وحذر الكثير منه".

أضاف دوبرداني، أن "الحشد الشبكي أثبت الآن أن هناك أسبابًا تجعله يبقى من بينها المساومات والإتاوات، وغيرها من الأفعال التي تدر أموالًا عليه وتجعل من الصعب التخلي عن مناطق نفوذه"، مؤكدًا أن "التدهور الأمني نتيجة ذلك في الموصل أو السهل سيطال المواطن فقط".

حذر مسؤولون ومختصون من "كارثة جديدة" تقع فيها محافظة نينوى نتيجة التوترات بين الحشد وقوى الأمن في ظل "تربص" من قبل تنظيم "داعش"

من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الموصل، علي أغوان، إن "الأوضاع لا تبدو جيدةً الآن في عموم نينوى"، مشيرًا في حديث لـ "الترا عراق"، إلى مخاوف "تنتاب الجميع في الموصل وعموم المحافظة من تطورات الأحداث في الشرق، كما أن عدم الامتثال لقرار رئيس الوزراء سيجعل الأمور متداخلة ومتوترة".

وأوضح أغوان، أن "تنقلات كثيرة طالت قطعات من الجيش والقوات الأمنية وحتى الحشد الشعبي في نينوى دون أن تصل الأمور إلى هذا المستوى من التوتر، حيث الجميع يمتثل إلى أوامر الحكومة الاتحادية، لكن الخروج على القرارات الوطنية، يؤثر على مستقبل الأوضاع بشكلها العام الأمنية والاقتصادية، والتي عادت للانتعاش منذ زمن قصير في الموصل وأطرافها".

دعوات للتهدئة..

أما النائب عن محافظة نينوى لليال البياتي، فقد دعت الجهات المسؤولة عن حشد الشبك إلى التهدئة، والسماح للأطراف الواعية بالتفاوض وتنفيذ القرارات وسحب المتظاهرين من الشوارع. قالت البياتي لـ "الترا عراق"، إن "هناك جهات مغرضة تتربص بالأوضاع في نينوى وعلى الجميع إدراك ذلك، وعلى عقلاء وكبار الشبك وضع خطة تسمح بالتهدئة وانسحاب الناس من الشارع والجلوس مع رئيس الوزراء".

كما أشارت، إلى أن "نينوى تحتاج إلى وعي في الأمور السياسية والأمنية والاقتصادية، والتعامل بعشوائية والخروج عن القانون ليس الخيار الأمثل، لأننا لا نزال ندفع ثمن التظاهرات والاحتجاجات قبل ست سنوات في الموصل ومدن أخرى في الشمال والغرب العراقي".

تكدس سيارات المواطنين على طريق الموصل - أربيل

وتخضع منطقة السهل ذات المروج الخضراء والجبال المتوجة، منذ فترة إلى سيطرة قوة من 1500 شخص ضمن لواء الشبك، وتوجه إليهم اتهامات بانتهاكات حقوق الإنسان والفساد، فيما يرفض قادته تلك الاتهامات، وينسبونها إلى جهات "تحاول تفكيك اللواء لـ "إعادة" مناطق شرق الموصل إلى "سنوات الدمار".

اقرأ/ي أيضًا: من "تنمر" الجيش إلى "داعش" والميليشيات.. تسع عوائل مسيحية فقط في الموصل!

ويبدو أن "الهدوء" لا يقع ضمن خيارات لواء الشبك في الوقت الراهن، في مقابل محاولات لتخفيف التوتر من طرف القوات الأمنية، حيث قال قائد عمليات نينوى اللواء الركن نومان الزوبعي، في بيان مقتضب، أن "الأوامر ستنفذ بإحكام السيطرة على أراضي سهل نينوى وسنحاول بحل سلمي".

تعهدت قيادة عمليات نينوى بـ "إحكام السيطرة" على أراضي سهل نينوى بـ "حل سلمي"، فيما دعا المحافظ إلى منع الخروقات الأمنية و"التحلي بالصبر" 

فيما دعا بيان محافظ نينوى الذي رشحه الحشد الشعبي منصور مرعيد، إلى "الالتزام بالتعليمات الصادرة من المراجع العليا"، مشددًا على "بذل كل ما بالوسع لتوفير حياة كريمة للجميع". وقال مرعيد للمحتجين إن "رسالتكم وصلت ونعمل على مناقشة أصواتكم مع الجهات المختصة، لمنع حدوث خروقات أمنية في تلك المناطق ثانيةً، لذلك ندعوكم إلى التحلي بالصبر والتعامل مع القرارات من موقع المسؤولية".

 

اقرأ/ي أيضًا:

تصعيد غير مسبوق: أول "سهام" الميليشيات للجيش.. خيانة أم تخوين؟!

عبد المهدي يعلن "الحرب" والصدر يلغي "السلام".. هل تُذعن ميليشيات إيران؟