27-أبريل-2022
العراق القمة

الترا عراق - فريق التحرير

في حوار خاص، كشف وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، عن تطورات دبلوماسية تتعلق بالاتفاق النووي والمفاوضات الإيرانية - السعودية، فضلاً عن قضية العمليات العسكرية التي تشنها تركيا شمالي البلاد.

أدلة إيران عن "مقر الموساد"؟  

وتحدث الوزير لـ "التلفزيون العربي"، حول قضية الهجوم الصاروخي الإيراني على مدينة أربيل، مشيرًا إلى أنّ الوفد العراقي زار إيران عقب الهجوم بناءً على إيرانية لتقديم "الأدلة" على المزاعم الرسمية الإيرانية حول وجود "مقر للموساد الإسرائيلي".

كشف وزير الخارجية عن عزم إيران إرسال وفد إلى بغداد لـ "تقديم أدلة" تبرر الهجوم الصاروخي 

وقال حسين، أنّ الوفد ذهب إلى طهران بنتائج اللجنة الخاصة التي شكلها للتحقيق في الهجوم والتي خلصت إلى "عدم وجود مقر أو مكتب تابع لأي جهة"، فيما تحدث الإيرانيون عن وجود أدلة "دون تقديمها".

وبيّن حسين، أنّ "الإيرانيين يقولون إنّهم سيهاجمون أي موقع تتحرك فيه إسرائيل نظرًا لحالة الحرب بين الطرفين"، مشددًا أنّ "التعامل مع الوضع العراقي بلغة الصواريخ سيؤثر سلبًا على العلاقات بين بغداد وطهران".

الاتفاق النووي قاب قوسين

وفي جانب آخر من الحوار، أظهر الوزير حماسة وتفاؤلاً حول ملف الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة دول 5 + 1، مؤكدًا أنّ الملف اقترب من الحسم.

وقال حسين، إنّ "التفاهمات وصلت إلى مرحلة جيدة بين طهران وواشنطن والإعلان على الاتفاق متوقف على قضية رفع العقوبات الأمريكية عن الحرس الثوري الإيراني"، مبينًا أنّ "الإيرانيين ربطوا قضية الحرس الثوري بالاتفاق النووي، على الرغم من عدم علاقة الدول الأطراف الأخرى ضمن الاتفاق بالقضية".

وأضاف حسين، أنّ "الأمريكيين بالمقابل يريدون حلّ قضية الحرس الثوري الإيراني في اجتماعات ثنائية".

المفاوضات الإيرانية - السعودية إلى العلن

وفي ذات السياق، أكّد وزير الخارجية نجاح الجولة الخامسة من المفاوضات الإيرانية – السعودية في بغداد.

وبيّن حسين، أنّ الاجتماع عقد على مستوى قادة أمنيين من العراق وإيران والسعودية، وقد توصلوا إلى "جملة نتائج جيدة جدًا".

فؤاد حسين: الاتفاق النووي قريب وجولة المفاوضات الإيرانية - السعودية في بغداد ناجحة

وأوضح حسين، أنّ "الجولة القادمة ستعقد على المستوى الدبلوماسي وتتحول من السر إلى العلن وقد تكون على مستوى وزراء الخارجية"، مرجحًا أنّ تشهد المرحلة المقبلة تبادل البعثات الدبلوماسية بين طهران والرياض.

كما أكّد الوزير، أنّ "العلاقات العراقية - الخليجية باتت قوية جدًا وقد ساعدت العراق في جمع الأطراف المختلفة"، مشيرًا إلى أنّ مشاركته في اجتماع مجلس التعاون الخليجي "كانت إحدى نتائج تعميق العلاقات"، لكنه نفى في الوقت ذاته طرح قضية إشراك العراق في المجلس.

واشنطن وموسكو.. "عسكرة العلاقات"

وتحدث الوزير أيضًا حول السياسية الأمريكية الجديدة بشأن العراق، مشيرًا إلى حجم الضغوطات التي تعرضت لها بغداد في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي اعتمد "سياسة الضغط الأقصى على إيران، وشددت العقوبات الاقتصادية، ما أثار مشاكل داخل العراق".

وأكّد حسين، أنّ "الأمر اختلف الآن ونأمل أن يتوصل الجانبين إلى اتفاق، ما يساهم في هدوء واستقرار أكبر على المستوى الإقليمي".

وحول الموقف من أزمة الحرب الروسية في أوكرانيا، شدد حسين على أنّ العراق يدرس كل موقف "وفق مصلحته، وهو ملتزم بموقف الجامعة العربية والذي يرفض إخراج روسيا من المنظمات الدولية".

وحذر الوزير في الوقت ذاته، من "عسكرة العلاقات الخارجية بوصفها قضية خطرة، حيث يبتلع القوي الضعيف"، مشيرًا إلى "احتمالية أن تتفاقم الأزمة إلى استخدام السلاح النووي التكتيكي، بما يمثله من خطوة على الجميع".

وكشف الوزير، عن وجود معلومات عن قرار "وقف إطلاق نار" من قبل موسكو قد يصدر في التاسع من شهر آيار/مايو المقبل.

الانسداد السياسي؟

واحتل الحديث الأزمة السياسية الداخلية جزءًا آخر من حوار وزير الخارجية، إذ نفى الأخير تدخل السعودية أو الإمارات لحلّ الأزمة.

وقال الوزير، إنّ "استمرار الانسداد السياسي يعني استمرار الحكومة الحالية كحكومة تصريف أعمال"، مبينًا أنّ "الانسداد هو انسداد الأحزاب السياسية، ونحن بحاجة إلى مفاوضات بين الأطراف الشيعية والطرفين الكرديين".

وحذر حسين، من "خطورة" استمرار الأوضاع على ما هو عليه، مؤكدًا أنّ الأزمة الحقيقة تتمثل في غياب من يلعب "دور فك العقد السياسية سواء على مستوى القادة أو بعض الدول".

وأكّد حسين، أنّ حلّ الأزمة مسؤولية جميع الأطراف السياسية العراقية من "خلال فتح أبواب الحوار وتقديم التنازلات"، دون أن يستبعد أن تطول الأزمة السياسية.

كما شدد حسين، أنّ قضية رئاسة الجمهورية "لن تحل دون اتفاق بين الطرفي الكرديين، الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني"، رافضًا التعليق عن احتمال تقديمه كمرشح تسوية مع التأكيد على ضرورة "توحيد الموقف في كردستان وبغداد لتلافي الخيارات السيئة".