09-مايو-2019

أجواء اللقاءين مع بومبيو لم تكن "ودية" أبدًا" (Getty)

الترا عراق - فريق التحرير

تتوالى التفسيرات والتسريبات بشأن زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى بغداد، والتي كانت سرية وسريعة امتدت لأربع ساعات، واقتصرت على لقاء رئيسي الجمهورية والوزراء برهم صالح وعادل عبد المهدي، حيث يبدو أن الزيارة كانت طارئة على جدول الوزير، حين ألغى زيارته إلى ألمانيا وتوجه إلى بغداد بعد إبلاغ فريقه الصحفي بعدم الإفصاح عن وجهتهم، في ظل تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران.

جاءت زيارة بومبيو إلى بغداد طارئة ومفاجئة ألغى بسببها زيارة إلى ألمانيا واقتصرها على لقاء صالح وعبد المهدي

بومبيو.. مفخخات أربع!

تفاجأ سكان العاصمة بغداد من إغلاق المنطقة الخضراء مساء الثلاثاء 7 آيار/مايو، والتي تُفتح أمام حركة مرور المواطنين بعد الساعة الخامسة من مساء كل يوم، بدعوى وجود أربع سيارات مفخخة في المنطقة، ما أثار القلق والتوتر عند السكان.

اقرأ/ي أيضًا: هبوط مفاجئ لبومبيو في بغداد للتحذير من إيران.. ماذا دار بينه وبين عبد المهدي؟

يقول مصدر مطلع إن "القوة الأمنية المسؤولة عن تأمين المنطقة الخضراء تلقت أوامر عليا بإغلاق البوابات ومنع دخول المواطنين، دون معرفة الأسباب، مع اتخاذ إجراءات أمنية مشددة بالقرب من السفارة الأمريكية وقصر السلام  ومكتب رئيس الوزراء"، لافتًا إلى أن "التشديد على سرية الأمر ومحاولة إبعاد جهات معينة عن الموضوع أوشى بهوية الضيف المرتقب".

يضيف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه لدواع أمنية في حديث لـ "ألترا عراق"، أن "الفريق المتقدم في رئاستي الجمهورية والوزراء كان يعرف بالزيارة لكن لا يعرف وقت وصول وزير الخارجية الأمريكي، ما جعل الجميع في حالة تأهب وانتظار"، مشيرًا إلى أن "اليد الطولى في تأمين الزيارة وأجواء اللقاءات بعد وصول بومبيو كانت للقوات الأمريكية".

الاتصالات لم تؤت أكلها!

يبدو أن اتصالات بومبيو مع رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي لم تؤت أكلها وسط التصعيد والقلق على مستوى المواجهة الأمريكية الإيرانية، ما دعا  الوزير إلى إلغاء محادثات في ألمانيا ولقاء المستشارة أنجيلا ميركل من أجل القيام بهذه الزيارة التي دامت أربع ساعات في بغداد، والحديث بشكل صريح وجهًا لوجه مع رئيس الجمهورية الذي يحاول أن يكسر الصورة النمطية لرؤساء العراق بعد 2003، ويقود دورًا رياديًا في المنطقة، بالإضافة إلى عبدالمهدي الذي يحاول مسك العصا من المنتصف بين طهران وواشنطن.

كان المكتب الإعلامي لعبد المهدي قد ذكر في بيان تلقى "ألترا عراق" نسخة منه، في 4 آيار/مايو،  أن "رئيس مجلس الوزراء تلقى اتصالًا هاتفيًا من وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو"، أكد فيه عبد المهدي على "أهمية تعزيز التعاون بين البلدين الصديقين وتعميق العلاقات الاقتصادية، ورغبة العراق بنقل التكنولوجيا والخبرات الأمريكية إلى العراق وخلق فرص عمل داخل البلاد وتطوير القطاعات الحيوية فيه".

تحدث بومبيو مع عبد المهدي وصالح بـ "لغة قاسية ودقيقة" ولا تتحمل المرونة مطالبًا بحماية المصالح الأمريكية

كما شدد رئيس مجلس الوزراء، وفق البيان، على "أهمية تعزيز جهود الطرفين لحسم المفاوضات النهائية وتوقيع مشروع (الحزمة الواحدة) مع شركة أكسون موبيل الأمريكية، لتطوير قطاع الطاقة العراقي"، مستعرضًا نتائج جولته الأوربية والملفات المهمة الأخرى ذات الاهتمام المشترك".

بدروه أكد بومبيو، "دعم الولايات المتحدة للحكومة العراقية وسياستها الخارجية"، مرحبا "بأخذ العراق دوره وموقعه الكبير في المنطقة وبتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي بين البلدين".

إزاء ذلك، يقول مصدر سياسي مطلع، إن "أجواء اللقاءين لم تكن ودية أبدًا، حيث كان بومبيو يتحدث بلغة قاسية ودقيقة ولا تتحمل المرونة المعهودة في الموقف الحكومي العراقي بشأن العلاقة من إيران، مطالبًا الحكومة العراقية بممارسة دورها في الوقوف بوجه أي اعتداء على المصالح الأمريكية في العراق"، مبينًا أن "حديثه مع رئيس الجمهورية برهم صالح، كان لاطلاعه على آخر التطورات والمخاطر المحتملة ومطالبته بالتدخل وحث عبد المهدي على اتخاذ موقف ملموس".

يشير المصدر الذي رفض الكشف عن هويته في حديث لـ"ألترا عراق"، إلى أن "الحديث الأمريكي بهذه المرحلة لم يقتصر على قلق وتوقعات بهجمات إيرانية ضد مصالحه في العراق، بل كان معززًا بالأدلة الملموسة على تخطيط لأذرع إيرانية في العراق ترصد أهدافًا أمريكية محددة في مناطق متعددة من البلاد، وهو ما يُصعب الموقف الأمريكي أمام المجتمع الدولي عند الرد، فلا وجود ملموس لإيران في العراق مثل القوات الأمريكية".

اقرأ/ي أيضًا: تصفية معلنة لحسابات طهران وواشنطن على مائدة العراق.. بومبيو "يتحرش" بالحشد

كما أوضح، أن "بومبيو تحدث عن إمكانية ضرب الأمريكيين بواسطة أذرع إيرانية بعضها تابع للحكومة ولها مناطق امتداد ونفوذ داخل المنطقة الخضراء". في وقت لم تلق فيه زيارة بومبيو إلى بغداد، ردود فعل توازي ثقلها من قبل أصدقاء إيران، في سياق تعاملهم مع خطوات التصعيد الأمريكي تجاه الجارة الشرقية.

قدم بومبيو "أدلة" على تخطيط طهران ضرب أهداف أمريكية في مناطق متعددة من العراق بواسطة أذرع بعضها تابع للحكومة له نفوذ في المنطقة الخضراء

حيث اقتصرت على تغريدة عضو البرلمان عن حركة صادقون، الجناح السياسي لحركة عصائب أهل الحق نعيم العبودي، عبر حسابه في تويتر تويتر، قائلًا "إذا كان مجيء وزير الخارجية الأمريكي بهذه السرعة لغرض إيصال رسالة تهديد بشأن إجبار العراق على الالتزام بملف العقوبات الاقتصادية على إيران، فإننا ندعو الحكومة العراقية أن تتعامل مع ملف العقوبات من موقع العراق القوي الذي لا ينظر للضغوط والتهديدات الأمريكية".

اقرأ/ي أيضًا: 

عراق السلطتين بين درء الشر الأمريكي ورد "الدين" الإيراني

العراق ساحة صراع مجددًا.. هل سنشهد مواجهة أمريكية -إيرانية؟