10-مارس-2023
الجفاف في العراق

مراجعة رقمية لمدى تأثير هذه الدفعة على العراق (فيسبوك)

يترقب العراق وصول كميات من المياه من المفترض أن تركيا قد أطلقتها منذ 5 آذار/مارس لنهري دجلة والفرات تقدر بـ900 متر مكعب بالثانية. وحول هذا النبأ يجري فريق "ألترا عراق" جردة حساب ومراجعة لمعرفة ماذا تعني هذه الكمية وكم ستكفي من حاجة العراق.

 يقدّر ما يحتاجه العراق من المياه لكافة الاحتياجات سنويًا بنحو 53 مليار متر مكعب

المتحدث باسم وزارة الموارد المائية خالد شمال، قال في تصريح تابعه "ألترا عراق"، إنّ "الوفد العراقي الذي زار تركيا مؤخرًا، قدم طلبًا رسميًا إلى أنقرة لإطلاق المياه للعراق".

ويفترض أن تكون الإطلاقات بدأت منذ يوم 5 آذار/مارس الجاري، لكن "وصولها قد يستغرق عدة أيام"، وفقًا لشمال.

ويتضمن الطلب المرفوع إلى تركيا من قبل العراق، رفع الإطلاقات المائية بواقع 400 متر مكعب في الثانية من نهر دجلة و500 متر مكعب في الثانية من نهر الفرات، ليكون المجموع 900 متر مكعب بالثانية.

ووسط تعمق أزمة الجفاف التي يشهدها العراق في الأيام الأخيرة ومع اقتراب فصل الصيف وانتشار مشاهد انخفاض مناسيب المياه في الأنهر بشكل كبير، وانخفاض الخزين المائي للعراق إلى 7 مليار متر مكعب فقط في الوقت الحالي، يصبح من الضروري معرفة ماذا تعني هذه الكمّية من المياه وكيف ستؤثر على الحاجة العراقية.

المياه

 

وبجردة حساب أجراها "ألترا عراق"، فإنّ إطلاق 900 متر مكعب من المياه بالثانية في الأنهر المغذية للبلاد، يعني أنّ العراق سيستقبل 77.76 مليون متر مكعب من المياه يوميًا، وفي حال استمر هذا الإطلاق بمعدل ثابت لعام كامل، فإنّ إيراد العراق المائي سيبلغ نحو 28.4 مليار متر مكعب خلال عام.

هذه الكمية من المياه تعد أقل حتى من واردات العراق المائية في عام 2021، لكنّ الإيرادات المائية لنهري دجلة والفرات بلغت حينها 31.2 مليار متر مكعب، أي أنها ستكون أقل بنسبة 9% مقارنة بما ورد للعراق من مياه عام 2021 الذي يعد عام جفاف أيضًا.

عام جفاف

 

إلا أنّ المؤشر المهم الآخر، هو إشارة المتحدث باسم الوزارة خالد شمال في تصريح آخر إلى أنّ "هذا الاتفاق سيكون لمدة شهر فقط، ستعمل خلاله اللجان الاقتصادية والمائية على تقليل الاعتماد على خزين العراق المائي واستخدام الزيادة في مواجهة أزمة الجفاف".

هذا يعني أنّ مجمل ما سيحصل عليه العراق جراء هذا الاتفاق، 2.33 مليار متر مكعب فقط خلال شهر، وهي كمية تعادل 32% من الخزين المائي الحالي، ما يشير إلى أنّ هذه الدفعة هدفها "تمرير الأيام الأخيرة من الموسم الزراعي الشتوي" وتحقيق الريّات المائية المطلوبة، بدلًا من استخدام المياه المتواجدة في الخزانات.

وتشير الدراسات إلى أنّ إجمالي ما يحتاجه العراق من المياه لكافة الاحتياجات سنويًا تقدر بنحو 53 مليارمتر مكعب، ما يعني أنّ الدفعة التي طلبها العراق من تركيا، إذا ما تمت، فأنها ستوفر 53% فقط من الطلب الكلّي العراقي على المياه في الوضع الطبيعي.

هذه الدفعة، ورغم أنها ستسد 53% من حاجة العراق ولفترة قليلة، إلا أنها ستكون أفضل من الإطلاقات المائية الحالية، والتي تبلغ 398 متر مكعب بالثانية، بحسبما يشير وزير الموارد عون ذياب الذي قال في تصريح سابق، إنّ "كمية المياه الداخلة إلى نهر الفرات بلغت 198 مترًا مكعبًا بالثانية فيما كانت سابقًا 290 مترًا مكعبًا بالثانية ومن جانب نهر دجلة بلغت كميات المياه الداخلة 200 متر مكعب بالثانية، بينما الخارج من خزين السدود هو 500 متر مكعب بالثانية"، ما يعني أنّ إيرادات دجلة والفرات حاليًا لا تتجاوز الـ12.5 مليار متر مكعب سنويًا، وهي تمثل 23% فقط من حاجة العراق، أما الدفعة المطلوبة، فسترفع إيرادات العراق المائية بنسبة 55%.