07-نوفمبر-2022
أنا عراقي أنا أقرأ

مهرجان "أنا عراقي أنا أقرأ" في نسخته التاسعة (فيسبوك)

على َضفاف دجلة وإلى جانب نصب شهريار وشهرزاد وحكايات ليالي ألف ليلة وليلة انطلقت فعاليات الموسم التاسع من مهرجان القراءة الأكبر في الشرق الأوسط "أنا عراقي أنا أقرأ".

يشهد الكرنفال توزيع آلاف الكتب مجانًا وتقديم عروض موسيقية وغنائية وفنية أخرى

وفي كرنفال حضره الآلاف، وزّعت خلاله 70 ألف كتاب مجانًا، فضلًا عن فقرات غنائية وموسيقية وعروض مسرحية وفنية.

وبالتزامن مع انطلاق المهرجان في بغداد، انطلقت فعالياته أيضًا في ست محافظات أخرى هي ميسان، ديالى، البصرة، الأنبار، الديوانية ونينوى، للمرة الأولى، حيث اقتصرت المواسم السابقة على العاصمة بغداد التي شهدت توزيع 35 ألف كتاب مجانًا ضمن فعاليات المهرجان لهذا الموسم.

أنا عراقي أنا أقرأ

وكان المهرجان انطلق للمرة الأولى في العام 2011 بمبادرة مجموعة من شباب صحفيين وناشطين في المجال العام، عملت باسم فريق "أنا عراقي أنا أقرأ"، والذي تحول لاحقًا إلى منظمة رسمية غير ربحية تُشرف على التحضير للمهرجان بشكل دوري سنويًا وبالاعتماد على جمع الكتب والأموال من المتبرعين إضافة إلى استقطاب الرعاة من المنظمات المحلية والدولية.

رعاية أمريكية للموسم الحالي

"يبدأ المهرجان عصر يوم 5 تشرين الثاني من كل عام وينتهي بعد عدة ساعات من انطلاقه، ولكن بالنسبة لنا فالمهرجان ماراثون يسبق موعد انطلاقه الرسمي بثلاث أشهر من العمل الدؤوب وعلى عدة مراحل: مرحلة جمع الكتب وشرائها، ثم فرز وتصنيف وتبويب الكتب، وأخيرًا وضع اللمسات الأخيرة وتوفير المتطلبات اللوجستية للمهرجان"، تقول إيناس موسى. 

وتضيف، وهي عضو مؤسس في منظمة "أنا عراقي أنا أقرا"، في حديثها لـ"ألترا عراق": "ينقسم المهرجان إلى حوالي تسع زوايا حيث تُخصص كل زاوية لنوع معين من الكتب، أمّا الفقرات الرئيسة للمهرجان فتنقسم، بالإضافة إلى فقرة توزيع الكتب، إلى فقرة غنائية وأخرى للموسيقى، فضلًا عن فقرتي المسرح والمعرض الفني".

وتضم زوايا المهرجان الذي أقيم على حدائق ابو نؤاس في بغداد على مساحة أكثر من 3000م عددًا من الزوايا كزاوية سياسية، فلسفة، تاريخ، أدب، علوم، دراسات، مجلات، كتب الأطفال، إضافة إلى زاوية خاصة لتوقيع الكتب الحديثة الإصدار، فضلًا عن المنصة الرئيسة التي شهدت ارتقاء عازف العود العراقي مصطفى زاير ثم عدد من الفنانين الشباب وفرقة أوركسترا السلام. 

أمّا عن الجهات الراعية للموسم التاسع، تقول إيناس موسى: "في الموسم السابق تلقينا دعمًا كبيرًا من البنك المركزي العراقي عبر مبادرة (تمكين)، أمّا في الموسم الحالي فهناك عدد من الرعاة أبرزهم المنظمة الأمريكية للتنمية الدولية".

أنا عراقي أنا أقرأ

وظيفتان للمهرجان

لم تكن الأجواء الخريفية بطقسها المعتدل ونسائم دجلة وحدها التي أضفت الجمال الذي لف المهرجان، فالحضور الكثيف للنساء والعوائل البغدادية أضفى مسحة جمالية أخرى على الجو العام.

مهدي سعدي، وهو كاتب وصحفي، تحدث لـ"ألترا عراق" عن انطباعاته: "هذا المهرجان من أفضل المهرجانات التي شاركت فيها كصحفي أو زائر من ناحية التنظيم واختيار الوقت والزمان المناسبين الذين ساهما في جذب العوائل لمثل مناسبات كهذه والتي اعتدنا أن تقتصر على النخب المثقفة حصرًا".

يواصل مهدي سعدي حديثه عن أهمية "أنا عراقي أنا أقرأ": "قد تبدو مثل هذه المهرجانات كمناسبة ترفيهية أو كجلسات القراءة الجماعية التي تقيمها أندية القراءة، لكنها في الواقع أهم وأعمق تأثيرا من هذا، فهمي أكبر من كونها مناسبة لتوزيع كتب بالمجان".

ويشير مهدي سعدي، في حديثه لـ"ألترا عراق"، إلى وظيفتين لمثل هذه المهرجانات: "هذه المهرجانات نقلة نوعية تُسهم في توسيع قاعدة المعرفة من جهة، ومن جهة أخرى، هي الأهم برأيي، استقطاب جيل الشباب نحو العمل الجماعي والتطوعي وبالتالي خلق جيل ناشط في المجال العام وتقليص مساحة الأغلبية الصامتة في المجتمع العراقي".

حضور مميز للأطفال

مما يميز الموسم التاسع عن المواسم السابقة هو توسيع فقرات وزاوية الأطفال حيث شهد المهرجان حضور عدد من المدارس الابتدائية للمشاركة في فعاليات الرسم ومسرح الطفل والإنشاد.

نور عماد، وهي تدريسية في إحدى المدارس الابتدائية، تقول: "كوني معلمة يعني مسؤولة وحريصة على تنشئة جيل صالح، ومهرجان كهذا يعتبر مناسبة جيدة لتهيئة ذهن الطفل لغرس حب القراءة والمعرفة".

وتضيف نور عماد، في حديثها لـ"ألترا عراق": "جئت بمعية عدد من طلبتي وعوائلهم للمشاركة في المهرجان، عدد آخر من زميلاتي المعلمات في مدارس ابتدائية أخرى فعلن نفس الشيء".

وبحسب عاملين في منظمة "أنا عراقي أنا أقرأ"، فأن عدد المدارس التي شاركت في المهرجان هو الأكبر خلال المواسم السابقة حيث أحصى المنظمون حضور أكثر من 15 مدرسة.

نور عماد قالت أيضًا: "يمكن الاستفادة من الفترات المخصصة للرحلات المدرسية إلى المناطق الترفيهية في إقامة مهرجانات للقراءة ومعارض الرسم والمسرح".

وأضافت: "يفترض أن تقوم وزارة التربية بوضع روزنامة موازية للروزنامة الدراسية تكون مخصصة للنشاط المدرسي والعملي لتطوير العملية التربوية، فهي وزارة التربية والتعليم وليست وزارة التعليم فقط".