ثمة مشتركات تربط بين المشهد العراقي والأفغاني على صعد عدة، كالتنوع الإثني والديني بل ويمتد الترابط حتى يصل إلى طبيعة إدارة الدولة والفساد المستشري في المؤسسات الحكومية.
تتجه الأنظار إلى ما بعد الانسحاب الأمريكي المرتقب من مغامرات محتملة لبعض الجهات المسلحة
فمنذ سقوط نظام طالبان عام 2001 وحتى اليوم لم تتمكن الدولة الوليدة من بناء نظام ديمقراطي متماسك يحميها من الانهيار أمام التحديات في المستقبل، وهو ما انعكس على المؤسسة الأمنية وأصابها الفساد، وقد بدا ذلك واضحًا من خلال اجتياح طالبان للبلاد في أسابيع معدودة.
حجم مقاتلي طالبان أقلّ بكثير من أفراد الجيش الذي يبلغ قوامه 300 ألف جندي مزود بأحدث الأسلحة الأمريكية مع غطاء الطيران، لكن الحركة تمكنت من الاستيلاء على كلّ تلك المعدات.
الانهيار الذي تزامن مباشرة مع الانسحاب الأمريكي من أفغانستان صدم العالم لسرعة حدوثه، ليختم دخول مقاتلي الحركة العاصمة كابل عشرين عامًا من الفشل والفساد.
الأمر في العراق لا يختلف كثيرًا، فتجربة الاحتلال الأمريكي وما لحقه من شكلت نظامًا ديمقراطيًا من حيث الشكل فقط قوامه الانتخابات زائفة، دون بناء مؤسسات قادرة على النهوض بالدولة.
ومع تصاعد المطالبات بخروج القوات الأمريكية من قبل الفصائل المسلحة وإعلان نهاية المهام العسكرية يترشح التساؤل الآتي؛ هل سيتكرر مشهد انهيار أفغانستان في العراق على يد الفصائل المسلحة؟ وهل ما زلنا بحاجة للوجود الأمريكي؟
أسئلة بحاجة إلى توقف طويل مع الأخذ بنظر الاعتبار تطابق تشابه المشهد بين أفغانستان والعراق، مع فارق أنّ الجهات المسلحة هي من تمسك بنظام الحكم في بغداد وتفرض هيمنتها على المدن في الوسط والجنوب، وقد لا تحتاج إلى اجتياح عسكري لإعلان الانقلاب.
ومع كل هذا يبقى الوضع في العراق مثيرًا للقلق، حيث تتجه الأنظار إلى ما بعد الانسحاب الأمريكي المرتقب من مغامرات محتملة لبعض الجهات المسلحة التي تشير بعض التسريبات، إلى أنّها تضع في أجندتها السيطرة بشكل مطلق على النظام وبقوة السلاح.
اقرأ/ي أيضًا: