26-مارس-2023
حيدر العبادي

مقابلة مع رئيس الحكومة الأسبق (فيسبوك)

هاجم رئيس مجلس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي، السياسات الأمريكية في العراق بعد العام 2003، كما أشار إلى النفوذ الإيراني الأقوى في العراق، وكشف عن خفايا قصة خطاب العقوبات وأحداث البصرة واقتحام الصدريين للبرلمان قبل سنوات.

أكد رئيس الحكومة الأسبق أن الجيش الأمريكي ارتكب تجاوزات هائلة في العراق

وقال العبادي في مقابلة تلفزيونية تابعها "ألترا عراق"، إن "الجيش الأمريكي جيش دولة كبرى"، لكن "سلوكياته في العراق كانت فيها تجاوزات هائلة وهي خلقت مشكلة" في البلاد "بدل حل المشكلة".

وذكر حيدر العبادي أن "الأمريكان لم يمشوا في الطريق الصحيح" الذي كان الناس ينتظروه بعد العام 2003، لافتًا إلى "عدم وجود خطة متكاملة" من قبل الأمريكيين "لإصلاح وإعمار العراق" وبالتالي فأن "تراجع" العراق مؤكد.

وعن سوء الإدارة العراقية، حمّل العبادي "الإرهاب" مسؤولية الفشل في البلاد، وقال إنه "لم يُعطِ العراقيين الفرصة وهاجمهم " بعد 2003، حيث كانت الحدود مفتوحة.

وفي هذا السياق أيضًا، حمّل رئيس الحكومة العراقية الأسبق أطرافًا في الولايات المتحدة المسؤولية عن ذلك، وقال إن "قسمًا في أمريكا أرادوا جعل العراق (اسفنجة) تمتص الإرهابيين من كل العالم حتى يقتلونهم"، مؤكدًا أن "هذه وصفة كارثية".

ونفى العبادي أن يكون مفضلًا لدى الولايات المتحدة الأمريكية، قائلًا إن "الأمريكان دعموا من هو قبلي [نوري المالكي] ومن هو بعدي [عادل عبد المهدي]"، لأن "الانهيار في العراق يضر بمصالحهم"، على حد تعبيره، وأضاف: "لم اكن رئيس الوزراء المدلل، ولم أخاطب الكونغرس، ولم اُستقبل استقبال زيارة دولة".

وفي سياق النقد الحاد للأمرييكين، ونفي أن تكون قادرة على صناعة الأحداث، أعرب العبادي عن استغرابه من وصف الولايات المتحدة بالدولة الكبرى، وقال: "الأمريكان ما أدري شلون دولة كبرى. هذه دولة لا تعرف مصالحها".

 

إيران رقم 1

في حديثه عن النفوذ الأجنبي الخارجي في البلاد، قال العبادي إن إيران تعتبر العراق "بلد صديق وجار"، مستدركًا بالقول: "لكن ما حدث خلال 8 سنوات ليس بالشيء القليل"، في إشارة للحرب العراقية - الإيرانية، وبالتالي، فأن إيران - والحديث للعبادي - تحاول أن لا يكرر العراق "اعتداءه" مرة ثانية، وذلك عبر"النفوذ داخل البلد".

قال إن النفوذ الإيراني في المرحلة الحالية أصبح الأقوى على الإطلاق في العراق 

وأضاف العبادي: "النفوذ الإيراني والتركي والأمريكي والغربي" كان حاضرًا في مرحلة سابقة؛ لكن الآن فأن النفوذ الإيراني في العراق هو "الرقم واحد"، على حد وصفه.

والسبب في استمرار النفوذ الإيراني في العراق، كما يقول العبادي، هو الشعور الداخلي بالضعف، ضاربًا مثلًا بمن "يذهب ويستجدي مساعدات من إيران لأجل الانتخابات".

وعن سماح إيران للعراق بالانفتاح على المحيط العربي، علّق رئيس الحكومة الأسبق بالقول، إن "العراق الضعيف وبال على ايران وانهياره لا يصب بمصلحتهم"، مشيدًا بالذكاء الإيراني في هذا الصدد.

 

قصة خطاب العقوبات

في سؤال عمّا إذا كان خطاب حيدر العبادي عن التزام حكومته بالعقوبات الأمريكية على إيران أثناء توليه المنصب، قد تسبب بفقدان الولاية الثانية، قال إنه لم يقل ما جرى تداوله، بل تعرض خطابه للتحريف.

قال إن خطابه تم تحريفه في إيران من قبل عراقيين 

وذكر أنه تحدث عن التزام بلاده بما يتعلق بموضوع الدولار وليس العقوبات الأخرى، متهمًا جهات عراقية محلية بتشويه الحقائق و"تحريف خطابي في إيران" ما خلق "مشكلة" بين البلدين، أدت إلى تصريحات مقابلة من الإيرانيين.

وأكد العبادي أنه بالفعل التزم بما يتعلق بالدولار، لكنه لفت إلى أن "حكومة عادل عبد المهدي التي توصف بالمقربة [من إيران] التزمت أكثر مني" بموضوع إعطاء الدولار إلى إيران".

وفي العام 2018، قال العبادي في مؤتمر صحفي إن العراق سيلتزم بالعقوبات لأن عدم الالتزام "سيؤذي شعبنا وبلادنا وهذا أمر غير مقبول"، مشيرًا إلى أن العراق "لن يستطيع التعامل بالدولار الأمريكي إلا عن طريق البنك الفدرالي ولن يستطيع الخروج عن المنظومة الاقتصادية العالمية".

 

الصدر والبصرة والولاية الثانية

وفي العودة إلى الاقتحام الأول للمنطقة الخضراء من قبل أنصار التيار الصدري أثناء تولي حيدر العبادي مهمة رئاسة الحكومة، واتهامه بالتواطؤ مع المتظاهرين، قال إن اقتحام البرلمان من قبل الصدريين في زمن حكومته "كان طعنة، [كما] قلت للصدر"، واصفًا ذلك بأنه "كان نقطة تصادم" مع التيار الصدري.

وصف العبادي اقتحام الصدريين للمنطقة الخضراء بالطعنة

وذكر أنه طلب من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الانسحاب، وجرى ذلك من البرلمان بعد 3 ساعات، ومن المنطقة الخضراء في اليوم التالي.

وعن طموحه لتولي المنصب مرة أخرى، نفى ذلك وقال إن "أحداث البصرة في 2018 قلبت الميزان"، عبر أحداث القتل التي حدثت هناك، مشيرًا إلى أنه فتح "التحقيق" لكن "تم إغلاقه" بعد مغادرته للمنصب.

ويلمّح العبادي إلى وجود جهات افتعلت هذه المشكلة في البصرة، بالحديث عن أن الأزمة لم تشتعل في شهري الصيف اللاهبين، تموز/يوليو، وآب/أغسطس، بل حدثت مطلع أيلول/سبتمبر، حين "انعقد البرلمان وسُجلت كتلتنا أكبر عدد من التواقيع"، في إشارة إلى تحالف "الإصلاح" المكوّن من الصدريين وتيار الحكمة وتحالف النصر برئاسته.

ويلفت العبادي إلى أن "التصعيد حدث بعدها" وانتهى الأمر "يوم الجمعة بالاعتداء على القنصلية الإيرانية في البصرة"، ومن ثم "صار التغيير" ولجأت الأطراف إلى المضي عبر "التوافق بدون كتلة أكبر"، في إشارة إلى التوافق بين تحالف سائرون (مقتدى الصدر) وتحالف الفتح (هادي العامري) عام 2018.

ألمح العبادي لوجود افتعال لأزمة البصرة عام 2018 لمنع تشكيل الحكومة من قبل تحالفه

وكان القيادي في تحالف الفتح آنذاك، والوزير السابق محمد الغبان، أكد أن "إعادة الاصطفافات" بين تحالفي الفتح وسائرون جاء "بعد الأداء السيئ للحكومة مع أحداث البصرة".

في تلك المرحلة، والكلام العبادي "كان التصور أن العراق تعافى والأموال جيدة"، وأضاف دون الحديث بالأسماء: تصوروا أن هذا الشيء يجب أن يُقطف، وبعدها بعام حدثت [تظاهرات] تشرين".

وعن احتمالية عودة الصدر إلى الساحة السياسية قال إنه "لم يغادر الساحة السياسية بل سحب جماعته من البرلمان ولديه جمهور وفاعل وشارك في أغلب الحكومات السابقة".