الترا عراق - فريق التحرير
منذ ساعات الفجر الأولى، يوم الجمعة 24 كانون الثاني/يناير، شهدت العاصمة بغداد إجراءات أمنية مشددة وعزل شبه كامل لمركز التظاهرات "المنددة" بالوجود العسكري الأمريكي في العراق.
قال الصدر إن المقاومة ستتوقف مؤقتًا إلى حين خروج آخر جندي أمريكي محذرًا من خرق الهدنة
ومع الصباح، احتشد عشرات الآلاف في الجادرية والكرادة رافعين شعارات تطالب بخروج القوات الأمريكية من البلاد، قبل أن تلقى كلمة زعيم التيار الصدري أمام الحشود.
هدنة.. وتحذير
وقال الصدر في كلمته، إن "المقاومة ستتوقف مؤقتًا إلى حين خروج آخر جندي، والعمل على معاقبة كل من يحاول خرق الهدنة السيادية من أي الطرفين"، مشددًا على ضرورة "دمج الحشد الشعبي بوزارتي الدفاع والداخلية، وفي حالة عدم ذلك على الحشد الالتزام بكافة القرارات الصادرة من القائد العام للقوات المسلحة باعتباره جزءًا من المنظومة الأمنية".
اقرأ/ي أيضًا: "انتقام" الفصائل لمقتل المهندس.. رد عسكري أم تظاهر سلمي؟
وأضاف الصدر، "سنحاول استنفاد كل الطرق السلمية، السياسية، والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والشعبية، فإن تحقق مطلبنا وهدفنا الأساس، وهو جدولة خروج قوات الاحتلال فعليًا وبشكل منظور على الأرض فسنستمر على ذلك"، عادًا أن "الخروج الأمريكي لا يتحقق إلا بغلق كافة القواعد العسكرية الأمريكية المتواجدة على الأراضي العراقية، وغلق مقرات الشركات الأمنية الأمريكية وإنهاء عملها في العراق، وغلق الأجواء العراقية أمام الطيران الحربي والاستخباراتي للمحتل".
كما بيّن، أن "الخروج لا يتحقق إلا بإلغاء كافة الاتفاقات الأمنية مع المحتل لغياب التوازن الدولي فيها، لأنها أقرت في ظل وجود الاحتلال"، محذرًا الرئيس الأمريكي ترامب من "التعامل في قراراته وخطاباته مع العراق بفوقية وباستعلاء وعنجهية، وإلا قابلناه بالمثل"، على حد تعبيره.
طالب الصدر بإلغاء الاتفاقيات مع واشنطن وغلق الشركات الأمريكية وغلق الأجواء العراقية أمام الطيران الحربي
وختم الصدر بالقول، "إذا تم تنفيذ ما ورد أعلاه، فسيكون تعاملنا على أساس أنها دولة غير محتلة، وإلا فهي دولة معادية للعراق إذا خالفت الشروط والمدة المحددة".
كما دعا الصدر، الحكومة العراقية إلى عقد معاهدات واتفاقيات "عدم الاعتداء مع دول الجوار كافة، تستند على الاحترام المتبادل للسيادة طبقًا لميثاق الأمم المتحدة"، مطالبًا إياها بـ"حماية مقرات البعثات والسفارات لكافة الدول، ومحاسبة من يعتدي عليها".
نهاية التظاهرة..
وشهدت العاصمة بغداد ابتداء من مساء الخميس 23 كانون الثاني/يناير، انتشارًا أمنيًا مكثفًا لقوات الجيش والحشد الشعبي والشرطة الاتحادية، وقطع الطرق المؤدية إلى ساحة التظاهرة من ممر النزول لجسر الجادرية باتجاه طريق مطار بغداد الدولي، وقطع جسر الطابقين من تقاطع مصفى الدورة، فضلًا عن قطع طريق السدة من جامع الخضيري، وقطع تقاطع كهرمانة إلى ساحة الفردوس، مما أدى إلى شلل شبه تام لحركة السير.
انتهت تظاهرة الصدر المنددة بالوجود العسكري الأمريكي بعد ظهر الجمعة مع وعيد من الفصائل المسلحة لواشنطن
وحول موعد انتهاء التظاهرة، قال القيادي في التيار حاكم الزاملي لـ "الترا عراق"، إن "التظاهرة بدأت الساعة التاسعة صباحًا، وسيبدأ انسحاب المتظاهرين، تدريجيًا بعد الظهر، لكن ستكون بعد هذه التظاهرة في حال لم لتنسحب القوات الأمريكية والأجنبية من البلاد، خطوات تصعيدية أخرى سيعلن عنها في وقتها".
الميليشيات تتوعد..
وفور نهاية التظاهرة، قال قيس الخزعلي، زعيم عصائب أهل الحق، أبرز الفصائل المسلحة الموالية لإيران، "إلى ترامب الأحمق.. المليونية كانت واضحة، إنك إذا لم تخرج بإرادتك، فستخرج رغمًا عن أنفك، وهذا وعد المقاومين".
اقرأ/ي أيضًا: طهران "مكتفية" وواشنطن "راضية": ماذا لو نفذت الفصائل هجومًا "غير متفق عليه"؟
من جانبه قال أبو آلاء الولائي، زعيم حركة "كتائب سيد الشهداء"، إن "البرلمان العراقي قد قال كلمته، والشعب العراقي قال كلمته أيضًا"، مضيفًا "إذا لم ينفع كل ذلك فللمقاومة كلمة وصوت مزلزل"، في تهديد للقوات الأمريكية في العراق.
اقرأ/ي أيضًا:
مليونية الصدر تستقطب "الميليشيات".. قلق وتحذيرات وتوقيت مريب
الصدر يحدّد الضوابط والسيستاني يلمّح.. هل تنصاع الفصائل المسلحة؟