07-فبراير-2019

طاق كسرى عام 1932 (ويكيبيديا)

ألترا عراق ـ فريق التحرير 

في واحدة من قصائد البحتري المشهورة كان يصف إيوان كسرى، بقية العهد الساساني، وما يعرف عراقيًا بـ"طاق كسرى"، يقول عنه "لو تراه علمت أن الليالي، جعلت فيه مأتمًا بعد عرس"، كان هذا في وقت البحتري، ولا يزال الإيوان لم يفقد جماله المعماري، قبل أن تبدأ سلسلة هدمه من قبل أهل السلطة والاستعمار في كل وقت وزمن، فضلًا عن تقلبات الطبيعة ومفاجآتها، ولا نعلم اليوم ماذا يقول البحتري عن سلسلة المآتم التي شهدها "الطاق"، طوال تاريخه.

يبلغ طول "طاق كسرى" 100 ذراع وعرضه 50 ذراعًا فيما يبلغ ارتفاعه عن الأرض 30 مترًا وقاعته مسقوفة دون أن تستخدم فيها دعامات تسليح!

يقع "طاق كسرى"، في منطقة المدائن، جنوب بغداد، وللمدينة اسم ثاني يعرف بـ"سلمان باك"، ذلك لأن الصحابي سلمان الفارسي مدفون فيها، بالإضافة إلى الصحابي حذيفة بن اليمان.

 يرى مؤرخون أن إيوان كسرى بني من قبل آنو شروان، كسرى الأول وحاكم الإمبراطورية الساسانية، وفي وقته كان من أعظم القصور، وهو من العجائب المعمارية، حيث يبلغ طوله 100 ذراع وعرضه 50 ذراعًا، فيما يبلغ ارتفاعه عن الأرض 30 مترًا، بينما يحتوي على قاعة مسقوفة بالأجر على شكل عقد دون أن يستخدم فيه دعامات أو تسليح.

اقرأ/ي أيضًا: حدث قبل 100 عام.. بغداد والبصرة في صور نادرة

على مر التاريخ تعرّضت المدينة إلى تغيّرات كثيرة، وفقد "الطاق" فيها بعض من بنائه، إلى حد الغزو الأمريكي للعراق، حيث شهدت المدينة وآثارها النهب والسرقة، كما هي آثار العراق في كل مكان، والتي وصلت بحسب دراسات إلى أكثر من 200 ألف قطعة، نهبت فقط من المتحف الوطني، فضلًا عن أماكن أثرية أخرى.

في فترة ما بعد الاحتلال، أهملت المدينة وتركت نتيجة للفوضى العارمة في العراق، بعدما كانت مقصدًا للعراقيين من كل مكان للسياحة والاطلاع على ما تركته الحضارات السابقة، كانت هناك أغنية مشهورة بين العراقيين عن زيارة المدائن أو "سلمان باك"، تقول "الما يزور السلمان، عمره خسارة وندمان"، لكن كما يبدو، وكنتيجة عن الإهمال، أن زائر "سلمان باك" اليوم، ربما سيندم على حال الإيوان وحال آثار العراق في جميع المحافظات وليس عكسه.

أهملت المدائن بعد الاحتلال الأمريكي بالرغم من أنها كانت مقصدًا للسائحين العراقيين من كل مكان

فريق "ألترا عراق"، أعد لكم صور عن "طاق كسرى" تبدأ من عام 1910 إلى الثلاثينيات من القرن الماضي، إليكم تفاصيلها:

إطلالة طاق كسرى 1910 (Getty)
صورة أخرى لإطلالة طاق كسرى 1910 (Getty)
طاق كسرى في 1920 (Getty)
طاق كسرى في العشرينيات من القرن الماضي (Getty)
منظر جوي لطاق كسرى 1931 (Getty)

 

اقرأ/ي أيضًا: 

خبز الموصل ورجالها.. صور تروي واقع المدينة المنكوبة بداية القرن الماضي

بالصور: كيف كانت الحياة في أهوار الجنوب قبل أكثر من نصف قرن؟