16-ديسمبر-2019

وجه عبد الأمير الاتهام إلى شخصين في المنتخب قال إنهما يتحكمان في كل شيء (الترا عراق)

يبدو أن اتحاد الكرة على موعد دائم مع الأزمات، فما لبث أن التقط أنفاسه من ملف التزوير والتلاعب بلوائح الانتخابات والتي قاضاه فيها الدولي السابق عدنان درجال وغيرها من الملفات التي يضع فيها المختصون الاتحاد في قفص الاتهام، حتى فجّر اللاعب الدولي سعد عبد الأمير قنبلة أخرى تتعلق بدفع رشاوى لمسؤولين في الاتحاد مقابل استدعاء بعض اللاعبين إلى المنتخب الوطني.

فتح اللاعب الدولي السابق سعد عبد الأمير النار على اتحاد الكرة متهمًا مسؤولين فيه باستدعاء اللاعبين إلى المنتخب مقابل رشاوى

لم يكن ما قاله اللاعب الدولي مستغربًا لدى الكثير من الرياضيين ورجال الإعلام والصحافة وحتى الجماهير، فمسألة الرشاوى ليست بجديدة لكن طرحها علنًا أثار ضجة كبيرة.

وأكد عبد الأمير خلال مقابل متلفزة، أن "مسألة استدعاء بعض اللاعبين إلى المنتخب الوطني لا تخلو من شبهات الفساد ودفع الرشى"، مؤكدًا أن "بعض الاستدعاءات ليست تنافسية بل تشترى من قبل اللاعب".

كما قال عبد الأمير إن "بعض اللاعبين يدفعون الأموال مقابل استدعائهم إلى صفوف المنتخب حتى وإن لم يشاركوا في المباريات، من أجل رفع أسهمهم في بورصة تعاقدات الأندية"، مشيرًا إلى أن "هذا الأمر مستمر منذ عام 2011 وحتى الآن، وقد أشار إليه الكثير من المدربين واللاعبيين المحليين في صراحة".

اقرأ/ي أيضًا: وزير الشباب يدخل على خط أزمة درجال مع الاتحاد.. هل الكرة العراقية في خطر؟

ووجه عبد الأمير أصابع الاتهام نحو شخصين في المنتخب، لم يسمهما، مؤكدًا أنهما "يتحكمان في كل شيء يتعلق بالمنتخب الوطني، بما في ذلك استدعاء بعض اللاعبين".

لم يمضِ وقت طويل على التصريح، حتى جاء التأكيد من أسطورة حراسة المرمى العراقية نور صبري، الذي اتفق مع ما طرحه عبد الأمير جملة وتفصيلًا. قال صبري في حوار متلفز، إن "الرشاوى تدفع مقابل استدعاء اللاعبيين منذ نحو 15 عامًا"، لكنه أشار إلى أن السنوات القليلة الماضية شهدت "تفشي الظاهرة بشكل واضح وملموس".

أكد أسطورة حراسة المرمى العراقية نور صبري اتهامات عبد الأمير مؤكدًا أن الأمر مستمر من 15 عامًا

صبري لم يكن الوحيد الذي أيد "اتهامات" سعد عبد الأمير، حيث أكد الدولي السابق محمد عبد الزهرة، أن الرشاوى تدفع إلى أطراف في الاتحاد من أجل استدعاء لاعبين إلى المنتخب الوطني.

هذه الاتهامات أثارت وللمرة الأولى ضجة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع الاحتجاجات العارمة التي كان من بين دوافعها تفشي الفساد في البلاد، وأعادت ملف الاتهامات التي تواجه اتحاد الكرة إلى الواجهة، ما دفعه إلى التحرك سريعًا، مؤكدًا في بيان رسمي "تشكيل لجنة تحقيق للتقصي حول التصريحات الأخيرة للاعب سعد عبد الأمير، برئاسة عضو الاتحاد فالح موسى وعضوية يحيى كريم والمشاور القانوني محمد العبودي".

وقال الاتحاد إن "اللجنة وجهت دعوة إلى اللاعب سعد عبد الأمير، مع توجيه كتاب رسمي إلى إدارة نادي الشرطة من أجل تأمين حضوره". لكن قرار الاتحاد كان محط سخرية من قبل الجماهير الرياضية، حيث بات إعلان تشكيل لجنة تحقيق في أي حادثة، يعني لدى العراقيين تسويفها والتستر على مرتكبيها.

يقول الصحافي الرياضي ضياء حسين لـ "ألترا عراق"، إن "اتحاد كرة القدم ولجنته للتحقيق برئاسة فالح موسى أمام خيارين أحلاهما مر، فإذا كان ادعاء اللاعب سعد عبد الأمير غير صحيح وللاستهلاك الإعلامي فإن معاقبته ستفتح النار على الاتحاد، وتعتبر ظلمًا للاعب كما سبق وأن ظلم من قبله أحمد كاظم وعماد محمد ورزاق فرحان، وفي حال كانت صحيحة فإن اللجنة لن تستطيع اتخاذ قرار ضد أي من الأشخاص الذين وجهت إليهم اتهامات الفساد".

ودعا حسين إلى "تصوير التحقيق مع اللاعب سعد عبد الأمير، لضمان حيادية اللجنة وما يمكن أن تتخذه من قرارات".

أعلن اتحاد الكرة تشكيل لجنة تحقيق على ضوء الاتهامات التي وجهها عبد الأمير وأثار "سخرية" الجماهير الرياضية

من جانبه، أكد أمين سر اتحاد الكرة الأسبق أحمد عباس، أن اللجنة التحقيقية التي شكلها الاتحاد تخالف القانون، مبينًا أن "التحقيق في تصريحات اللاعب سعد عبد الأمير يقع على عاتق لجنة القيم في الاتحاد".

اقرأ/ي أيضًا: تقصي حقائق كأس آسيا تدين لاعبين بارزين.. واتحاد الكرة يصادق على معاقبتهم

وقال عباس إن "لجنة القيم هي إحدى الهيئات القضائية للاتحاد استنادًا للمادة 57 من النظام الأساسي لعام 2017، وقد أشارت إلى واجبات اللجنة، التي يجب أن تعمل بموجب كراس القيم الخاص بالاتحاد العراقي كما ورد بالفقرة 1، وكذلك أشارت الفقرة 2 من المادة ذاتها إلى أن لجنة القيم تنطق بالعقوبات المنصوص عليها بالنظام الأساسي ولائحة السلوك الانضباطي للاتحاد إضافة إلى كراسة القيم".

وتساءل عباس عما إذا كان اتحاد الكرة يمتلك "كراس القيم المشار إليه"، مشيرًا إلى أن "الدور المهم للجنة القيم قد اتضح اليوم، في ظل التصريحات المثيرة التي أدلى بها اللاعب الدولي السابق، حيث من واجبها حصرًا التحقيق فيها والتثبت من حقيقتها"، كما بين أن "الهيئات القضائية يتم انتخابها من قبل المؤتمر (الهيئة العامة) بناءً على اقتراح اللجنة التنفيذية ويجب أن لا يكونوا أعضاء في اللجنة التنفيذية أو اللجان العاملة، وهذا يعني أن اللجنة التحقيقية المشكلة تخالف مواد وفقرات النظام الأساسي".

وسبق أن طالت اتهامات بالفساد وتلقي الرشاوى مقابل استدعاء لاعبين أو إشراكهم في المباريات، عددًا من مدربي المنتخبات الوطنية العراقية لمختلف الفئات، ومن أبرزهم مدرب منتخبات الشباب والأولمبي والوطني الأسبق حكيم شاكر، خلال توليه تدريب منتخب الشباب قبل عدة سنوات، فيما تطال ذات الاتهامات إداريين في الاتحاد والمنتخبات لهم نفوذ يمكنهم من فرض عدد من الأسماء.

أكد مختصون أن اللجنة التي شكلها الاتحاد للتحقيق تخالف النظام الأساسي له وسط دعوات إلى توثيق مجريات التحقيق مع عبد الأمير

كما لم يسلم  الإيراني بهروز دزهبود وكيل أعمال مدرب منتخبنا الوطني كاتانيتش وعدد من لاعبي المنتخب، من اتهامات مشابهة، تتعلق بالتدخل في استدعاء اللاعبين الذين تعاقدوا معه وفرض تواجدهم في المنتخب العراقي بحكم علاقته بالمدرب كاتانيتش، فيما يكون الإبعاد مصير اللاعب الذي يرفض التوقيع مع بهروز.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ملعب الشعب غارق بالفساد والإهمال.. عشرات آلاف المشجعين بين الكلاب والغاز

توتر بين أربيل والنجف بعد مباراة كرة قدم!