فتح مجلس نينوى وعلى مدى تسعة أيام باب الترشيح أمام الراغبين بنيل منصب المحافظ، خلفًا لنوفل العاكوب، الذي أقاله البرلمان بعد حادثة غرق العبارة في الجزيرة السياحية وعلى متنها العشرات، وتوصيات لجنة تقصي الحقائق النيابية، التي اتهمته بالتورط بعمليات تهريب وتفجير.
فتح مجلس محافظة نينوى باب الترشيح لمنصب المحافظ من 15 – 24 نيسان/أبريل بعد أن بات المنصب شاغرًا بشكل رسمي
العاكوب توارى عن الأنظار بعد أن خرج من الموصل إلى أربيل، حيث أصدر القضاء أوامر اعتقال بحقه، ولم يقدم طعنًا بقرار إقالته لدى محكمة القضاء الإداري، لتنتهي مهلة 15 يومًا القانونية للطعن بقرار البرلمان، ما يعني شغور منصب المحافظ رسميًا من دون إشكالات.
اقرأ/ي أيضًا: إساءات بالجملة وتورط مع المليشيات.. من سيخلف العاكوب بعد أن غرق بجثث الأطفال؟
وحدد مجلس محافظة نينوى، اليوم الإثنين 15 نيسان/أبريل، موعدًا لفتح باب الترشيح للمنصب وحتى الأربعاء من الأسبوع القادم، وفق ما أكده عضو مجلس محافظة نينوى خلف الحديدي.
قال الحديدي لـ "ألترا عراق"، إن “المجلس في صدد تشكيل لجنة تعمل على اختيار محافظ وفق الشروط القانونية المناسبة التي ستنطبق على المرشحين من دون الميل نحو أحدهم أو المساومة"، مؤكدًا أن "المجلس جاد في انتشال نينوى من وضعها الحالي، وسيعمل على أن يرتقي الشخص المناسب. ولكن الأمر لن يكون بيده، وإنما بيد اللجنة التي ستشكل في المجلس للبحث في ملفات المرشحين وتقديمها في جلسة اختيار المحافظ للتصويت بشكل منظم ومدقق".
مرشح الحشد الشعبي هو الأقرب
لكن عضوًا آخر في مجلس نينوى طلب عدم الكشف عن اسمه، بين أن هناك اسمًا واحدًا هو الأبرز بين عدة أسماء لنيل منصب المحافظ، لكن رغم ذلك تدور حوله الكثير من الخلافات حتى الآن، مبينًا في حديث لـ "ألترا عراق"، أن "اسم المرشح يطرح في الأروقة لكنه حتى الآن لم يقدم بشكل رسمي إلى المجلس، وهو عضو مجلس النواب عن كتلة عطاء التي يتزعمها فالح الفياض النائب منصور المرعيد".
وأضاف عضو المجلس، أن "الغريب هو وجود سعي من قبل نواب عطاء وبعض الجهات التي تدعمها في المجلس والمحافظة لطرح اسم النائب المرعيد الذي في حال تم اختياره للمنصب، سيتخلى عن المقعد النيابي الذي يستمر لثلاث سنوات مقابل سنة أو أقل سيشغل خلالها منصب المحافظ".
كما رأى، أن "المرعيد عضو في عطاء التي يترأسها الفياض، المسؤول الأول في الحشد الشعبي، وهو ما يفسر سعي جهات في المحافظة من بينها مقربين من الحشد لدعم ترشيح النائب لنيل المنصب"، مبينًا أن "هناك نية لكتلة عطاء لمنح مقعد المرعيد البرلماني إلى الكتلة التي ستدعم ترشيحه لنيل منصب المحافظ".
يبرز اسم النائب منصور المرعيد عن كلتة عطاء بزعامة رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض كأحد أبرز المرشحين للمنصب
لكن نائبًا في البرلمان أبلغ "ألترا عراق"، أن "المرعيد سيكون الأوفر حظًا لدعمه من قبل الحشد الشعبي، ولن تحتاج عطاء لمنح المقعد لأي كتلة لأنها متأكدة من الظفر بمنصب المحافظ، وقد رشحت فعليًا عرفان الحيالي لمنصب النائب البديل، وهو شريك لبسمان العاكوب شقيق نوفل العاكوب المحافظ المقال، في قضايا فساد والتي أطاحت بالأخير".
الخياط.. مرشح الضغط
بدوره كشف مصدر في جماعات الضغط التي تعمل في الموصل، والتي انطلقت بدايةً تحت عنوان الحراك ومن ثم تحت عنوان حملة #بدينا، وهي عبارة عن مجموعة منظمات محلية وناشطين مدنيين، أنها تدفع لترشيح مزاحم الخياط رئيس خلية الازمة في نينوى لمنصب المحافظ.
وقال المصدر لـ "ألترا عراق"، إن "هناك اتفاقًا داخل جماعات الضغط على الدفع نحو قيام الخياط بترشيح نفسه"، مؤكدا أن "الخياط لا ينوي الاستمرار في المنصب كرئيس خلية الأزمة، لكن الجميع مع بقائه حتى اللواء نجم الجبوري قائد عمليات نينوى وعضو خلية الأزمة".
بين المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أيضًا، أن "الناشطين يسعون لحملة لاحقة تهدف للدفع نحو ترشيح الخياط للمنصب، باعتباره الوحيد الذي يستحق المنصب عن جدارة، ومن المؤكد أنه لن يرتهن لأي مخططات داخلية أو خارجية، كما أنه لن يسعى لشراء المنصب كما سيفعل مرشحون آخرون".
لكن هناك أسماء أخرى ترد كمرشحين للمنصب من بينها النائب عن محافظة نينوى أحمد الجبوري. حيث استبعد النائب عن الحزب الديمقراطي شيراون الدبورداني في حديث لـ "ألترا عراق"، إمكانية ترشيح الخياط، باعتباره لا يسعى إلى المنصب، عادًا مريعيد المرشح أقوى، والجبوري الأقل حظًا من بين الأسماء المطروحة.
اقرأ/ي أيضًا: الموت بـ"ألف" دينار.. قصص من فاجعة العبّارة في ربيع الموصل!
بدوره قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيان، علي أغوان لـ "ألترا عراق"، إن "الضغط الجماهيري في الشارع الموصلي يعول عليه كثيرًا في دعم مرشح منصب المحافظ المتفق عليه، ومن المؤكد أن أي صفقات لن تمر في ظل يقظة ناشطي الموصل".
تدفع "جماعات الضغط" باتجاه ترشيح رئيس خلية الأزمة مزاحم الخياط لمنصب المحافظ في ظل وجود مرشحين آخرين من بينهم النائب أحمد الجبوري
ورأى أغوان، أن شباب الموصل نجحوا في فرض رأيهم بإقالة المحافظ السابق بعد قضة العبارة، وكذلك في حملات أخرى تمكن فيها الشباب من فرض رأيهم وجعل الحكومة تنظر لقرارهم، "لذلك لن يتمكن المجلس من تمرير أي مرشح لن يقبله الجمهور وهو ما يعني أن المرحلة القادمة ليست مرحلة سهلة".
والمرعيد هو نائب برلماني ومهندس مدني، بينما الخياط هو طبيب جراح ورئيس جامعة نينوى، حيث يتولى حاليًا رئاسة خلية الأزمة التي تدير المحافظة إلى جانب قائد العمليات نجم الجبوري وقائد الشرطة حمد النامس، أما أحمد الجبوري فهو شيخ عشيرة نال مقعدًا برلمانيًا لدورتين.