06-أكتوبر-2020

عزا البيان الأحداث إلى "مخالفة ضوابط" مراسم العزاء (Getty)

الترا عراق - فريق التحرير

أصدرت العتبتان الحسينية والعباسية في كربلاء، الثلاثاء، بيانًا مطولاً حول الأحداث التي شهدتها المدينة، نافية ارتباطها بالشعارات المناوئة للولايات المتحدة وإيران والتي أطلقتها حشود متظاهرين.

ولم يتضمن البيان، 6 تشرين الأول/أكتوبر، اتهامات لتلك الحشود من قبيل "مندسين" أو "منحرفين"، كما ورد في تعليق كل من زعيمي التيار الصدري مقتدى الصدر وحركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، واللذين حذرا من وقوع "فتنة".

وأطلق حساب "صالح محمد العراقي" المنسوب للصدر، في وقت سابق، وسمًا يهاجم متظاهري ذي قار في كربلاء ويصفهم بـ "فاسدي تشرين".

اقرأ/ي أيضًا: أحداث كربلاء: صدامات بعد اعتداء على "موكب تشرين".. وتهديد من الصدر

فيما وصفهم بيان العتبتين، بـ "موكب أخوة من ذي قار"، وبرر العنف الذي طالهم بـ "عدم حصولهم على الموافقات الخاصة للدخول إلى منطقة العزاء"، ونفى علاقة الأحداث بالهتافات التي أطلقتها حشود المتظاهرين ضد إيران والولايات المتحدة الأمريكية، في تضارب مع التبرير الذي ساقته قيادة أفواج الطوارئ ضمن قوات الشرطة في كربلاء.

 وفيما يلي نص البيان:


لا يخفى على المؤمنين حجم الجهود التنظيمية والأمنية الجبارة التي تٌبذل سنويًا من كل الجهات ذات العلاقة في كربلاء والحكومة المركزية، ليخرج موسم الأربعين المبارك بأبهى صوره في مواساة النبي وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين، والتي تعكس أخلاق هذا الشعب الكريم الذي ضحى وبذل كثيرًا متبعًا لمنهج قائده الإمام الحسين عليه السلام، في إصلاح كل زيف وضلال في دين جده صلى الله عليه وآله.

وقد قضى عُرف العزاء الحسيني في العراق، أن تكون الأيام العشرة الأولى من شهر محرم الحرام من كل عام خاصة بكل مدينة تقيم العزاء على سيد الشهداء عليه السلام، في عموم البلاد، ويختص موسم الأربعين بكربلاء المقدسة، لتشارك فيه مواكب عزاء كل محافظة على حدة، باستثناء مواكب كربلاء المقدسة التي تقيم العزاء في العشرة الأولى من محرم، وتتفرغ لخدمة مواكب المحافظات في موسم الأربعين كضيوف عليهم.

ويعلم الجميع، أن قسم الشعائر والمواكب والهيئات الحسينية في العراق والعالم الإسلامي قد ساهم ومنذ تأسيسه في العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، بعد سقوط النظام السابق، ساهم في إبراز الشعائر الحسينية بأبهى صورة، وتسهيل أمر كل من يريد أداءها من كل حدبٍ وصوب، وبشقين:

تنظيمي: من خلال تسجيل المواكب الخدمية والعزائية الجديدة - والتي تتزايد سنويًا - ومنحهم هويات تعريفية لكفيل ومساعدي كل موكب، بعد التأكد من وثاقة الكفيل.

 ومن أعماله التنظيمية تحديد جدول نزول كل محافظة خلال موسم الأربعين.

أمني: من خلال إجراءات التوثيق بالتعاون مع الجهات الأمنية الحكومية، حيث يتم التأكد من وثاقة كل موكب، ليدخل عفشه واحتياجاته لخدمة الزائرين، عبر السيطرات في مداخل المحافظة.

ومن خلال التعهدات التي يأخذها القسم من كفيل الموكب بما يضمن تعريف كل من يشارك في العزاء أو الخدمة، منعاً لأي خرق أمني، وحفاظاً على أرواح المعزين والزائرين، باعتبار ان تجوال الموكب المسجل يكون في مدينة كربلاء ويدخل منطقة العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، وما بينهما.

وإزاء ذلك، فأن أي موكب غير مسجل لدينا، لا يستطيع النزول في جدول العزاء اليومي، لأنه لم يستحصل الإجراءات القانونية التي تضمن سلامة المعزين والزائرين، وبالتالي سيُمنع من الدخول حفاظًا على سلامة الجميع، باعتبار أن المواكب المستوفية للشروط تدخل بلا تفتيش، كما أن عدم التسجيل لأي موكب وإصراره على الدخول في مسير العزاء بلا جدولة لعزائه، يعني التجاوز على حقوق المواكب المسجلة وجدول توقيتات نزولها، وبالتالي على هيبة وتنظيم العزاء الحسيني، وعلى موسم الأربعين الذي نفاخر به العالم خدمةً وتنظيمًا.

وما حصل لموكب بعض الأخوة من محافظة ذي قار الذين أرادوا الدخول يوم 18 صفر الخير 1442هـ، هو إصرارهم على دخول منطقة العزاء دون استحصال أي موافقات أصولية مما ذكرناه، فلا موكبهم مسجل، ولا هم دخلوا ضمن محافظتهم.

 وعندما اُبلغوا بأن هذه التعليمات والقوانين هي للحفاظ عليهم وعلى الزائرين، ولأجل تنظيم العزاء الحسيني، وبالتالي عليهم الانسحاب لعدم التزامهم بها، رفضوا، وأرادوا الدخول بالقوة.

ولأن ذلك يعني تعريض أمن الزائرين والمعزين للخطر، وتخريب هيبة عزاء سيد الشهداء، والعبث بالعرف الحسيني الذي يحترمه الجميع، لكل ذلك، تصدت لهم القوات الأمنية لمنعهم، لمخالفتهم الضوابط المعمول بها.

علماً أن هذا الإجراء متبعٌ مع الجميع، ويعلم به الأخوة الأعزاء أصحاب المواكب العزائية والخدمية على حدٍ سواء.

أما ما يُرفع من شعارات في كل موكب، فالقسم لا دخل له بها، ما دام الموكب يحافظ على الضوابط التي التزم بها من خلال التعهدات التي يبرمها مع القسم.

وكل كلامٍ يصدر من هنا أو هناك، فهو خلاف الواقع، ويحتاج إلى تثبت.

وفق الله الجميع لإحياء شعائر الله، وحفظ هيبة العزاء الحسيني، والمحافظة على أمن الزائرين والمعزين.. والله ولي التوفيق.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ذكرى تشرين الأولى.. أحداث وثقها "الترا عراق" في مثل هذا اليوم

حشود تطلب القصاص.. "عاصمة تشرين" تغص بأفواج "التكتك" وصور الضحايا