29-مايو-2020

من انتفاضة تشرين في العراق (Getty)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

لا تكاد  الساعات الأولى تمر على أحداث العنف التي شهدتها مدينة مينيابوليس الأمريكية، حتى دخل العراقيون على خط التفاعل في وسائل التواصل الاجتماعي، بعدما تصاعدت حدة الاحتجاجات والتظاهرات بعد انتشار مقاطع فيديو لرجل أمن يضغط على رقبة مواطن يدعى جورج فلويد من ذوى البشرة السمراء، والآخر يتوسل إليه حتى فارق الحياة، لتنطلق عمليات الكر والفر بين المتظاهرين وقوات الأمن، فيما تطورت الأحداث لعمليات سلب ونهب للمحلات التجارية.

كان التفاعل العراقي مع الاحتجاجات في ولاية مينابوليس الأمريكية في سياق المقارنة مع انتفاضة تشرين وما حدث فيها من انتهاكات واتهامات طالت المتظاهرين

ويأتي التفاعل العراقي في سياق المقارنة مع احتجاجات تشرين الأول/أكتوبر، والتي ما زال المحتجون يتلقون الاتهامات من الأحزاب وجمهورهم بالعنف والمؤامرة الخارجية التي دفعتهم للخروج ضد الحكومة، وبالرغم من رفعهم شعار السلمية.

اقرأ/ي أيضًا: بين تظاهرات العراق وأمريكا: مطربة الحي لا تطرب

أولى المقارانات كانت عن رد فعل الحكومة مع الفوضى والنهب للممتلكات الخاصة، فهي لم تقتل أو تقمع، فيما كتب آخرون عن دور إعلام السلطة في التعاطي مع الاحتجاج، مستذكرين دور المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة السابق عبد الكريم خلف.

وتصدر وسم "#الجوكر_يقمع_الأمريكيين" التريند العراقي على موقع "تويتر"، حيث هاجم مدونون عبر التغريدات النظام في أمريكا، وتهكموا على قوانين حقوق الإنسان التي تتبناها الدولة العظمى، فيما تهكم مغردون على الأوضاع في أمريكا عبر وسم "غرد كأنك في أمريكا "، والذي أطلقوا من خلاله تغريدات تحاكي ظروف الاحتجاج في العراق.

فيما أعتبر آخرون ما يحدث انتقامًا من الله لقتل قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، ونشر على وسم "الجوكر يقمع الأمريكيين" مدير إعلام الحشد الشعبي مهند العقابي، صورة للمهندس كتب عليها "اللهم إني شامت".

في الأثناء، استنكر النائب عن كتلة صادقون الجناح السياسي لحركة عصائب أهل الحق حسن سالم، استخدام "القوة المميتة المفرطة" من قبل القوات الأمنية الأمريكية ضد المتظاهريين السلميين في ولاية مينسوتا الأميركية.  

وقال سالم في بيان أطلع عليه "ألترا عرق"، إن على "الأمم المتحدة ومنظمة حقوق الإنسان التدخل لوقف هذه المجازر التي ترتكبها القوات الأميركية ضد المتظاهرين السلميين المطالبين بحقوقهم من خلال نبذ التمييز العنصري ضد الجنس الأسود في الولايات المتحدة الأميركية".  

كتب مغردون عن دور إعلام السلطة في التعاطي مع الاحتجاج، مستذكرين دور المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة السابق عبد الكريم خلف

وخاطب سالم عبر البيان وزير الخارجية الأمريكي "أين حقوق الإنسان يابومبيو وهل ديمقراطيتكم تتيح لكم استخدام القوة المميتة ضد المتظاهرين السلميين".  

اقرأ/ي أيضًا: "محنة الاختطاف".. تقرير يوثق "حفلات تعذيب" طالت عشرات الشبان في العراق

وانطلقت الاحتجاجات منذ مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر وخرج فيها الآلاف في العاصمة بغداد وعدد من الحافظات الأخرى، احتجاجًا على الفساد والبطالة وسوء الخدمات العامة، واستخدمت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي في قمع المحتجين.

وذكرت بعثة الأمم المتحدة في العراق في تقريرها حول ملف المختطفين من المتظاهرين في العراق، ووثّقَ مكتب حقوق الإنسان في البعثة، في التقرير الرابع حول التظاهرات 123 حالة لأشخاصٍ اختفوا في الفترة ما بين 1 تشرين الأول/ أكتوبر 2019 و21 آذار/ مارس 2020، وتم العثور على 98 شخصًا من بين ذلك العدد، فيما لا يزال 25 شخصًا في عداد المفقودين.

وأضاف التقرير الذي أطلع عليه "ألترا عراق"، أنه "منذ اندلاع التظاهرات توفى وفاة 490 محتجًا وإصابة 7783، لافتًا إلى أن "غالبية المتظاهرين هم من الشباب العاطلين عن العمل، وكانوا يطالبون باحترام حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية".

وخلص التقرير إلى أن "استمرار غياب المساءلة حول هذه الأفعال لا يزال يسهم في تفشّي ظاهرة الإفلات من العقاب فيما يخص التقارير بشأن بالانتهاكات والتجاوزات".

ويشير التقرير إلى أن "عمليات الاختطاف والاختفاء وقعت في خضم العديد من الحوادث التي تنطوي على انتهاكات وتجاوزات إضافية استهدفت الناشطين والمتظاهرين، بما في ذلك عمليات القتل المتعمد، وإطلاق النار وهجمات باستخدام السكاكين، والتهديد والترهيب، والاستخدام المفرط وغير القانوني للقوة في مواقع المظاهرات".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

نائب عن العصائب يستنكر استخدام العنف ضد المتظاهرين في أمريكا

"داعش" يهاجم الكاظمي في تسجيل منسوب لـ"القرشي": كورونا عقاب إلهي