10-أكتوبر-2020

عبر شيوخ عشائر عن دعمهم للاحتجاجات في العراق (Getty)

بالرغم من اقتراب الذكرى السنوية الأولى لانطلاق الجولة الثانية من الاحتجاجات في 25 تشرين الأول/أكتوبر2019، لكن دعوات محاربة المندسين وتهم المؤامرة على المحتجين ما زالت مستمرة، إذ يتحدث بشكل متواتر قادة سياسيين ورجال دين عن وجود مخربين ومجاميع تعمل لجهات خارجية تريد إثارة الفتنة والخلاف.

دعا زعيم التيار الصدري شيوخ العشائر إلى تأديب ما اسماهم "أبنائهم المخربين" بعد أحداث كربلاء

 آخرها كانت الدعوة التي وجهها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لشيوخ العشائر، ودعا من خلالها إلى "تأديب أبنائهم المُخرّبين"، بعدما شهدت محافظة كربلاء، توترًا أمنيًا على خلفية مهاجمة القوات الأمنية موكبًا لـ"ثورة تشرين" قرب مرقد الإمام الحسين.

اقرأ/ي أيضًا: بيان من العتبتين يخالف موقف الصدر والخزعلي حول أحداث كربلاء

وقال الصدر في تغريدة اطلع عليها "ألترا عراق"، "إلى عشائرنا التي تُريد حماية المُقدّسات من الدواعش الإرهابيين والبعثية الأنذال ومن لفّ لفيفهم من المُشاغبين والوقحين، أملي وثقتي بكم كبيرة، لحماية محافظاتكم ومناطقكم كافة ولا سيما الناصرية الفيحاء ومقدساتكم، ممن يرد المساس بها تحت مسمى الثورة والتي كثر فيها المندسون، وأن تؤدّبوا كل المنتمين لكم ممن يُشاركون في التخريب والحرق والسلب، وممن يُعرّضون المُقدّسات للخطر، ونحن لكم مُعاضدون ناصرون".

ليلة البيانات

على غير العادة التي تتوالى فيها بيانات التأييد والمساندة للدعوات التي تطلقها زعامات دينية وسياسية، دشن أمير قبيلة العبودة حسين الخيون "ليلة البيانات"، إذ رد على الصدر وقال "نحن وقفنا مع شبابنا من أول أيام وتحملنا ما تحملنا من اتهامات ومحاولات اغتيال، وكان همنا بالأول الحفاظ على الأرواح وعلى السلمية في نفس الوقت ولكن اليد الواحدة لا تصفق".     

وأضاف الخيون في نص رسالته التي اطلع عليها "ألترا عراق"، "لا نحمل الثوار كل التبعات على الرغم من المساوئ التي تحصل، مستدركًا "ولكن نحمل القيادات السياسية وقادة الأحزاب التي لم تستوعب الأحداث، ولم تستمع لمطالب الشعب وتفوت الفرصة على من يريد التخريب من أول يوم".     

وتابع، "أما بالنسبة لشيوخ العشائر لم يكن لهم آذان صاغية من قبل الحكومة، ولم تستجب لهم إلا في وقت الأزمات ودائمًا يضعونهم في مواقف محرجة، ونتمنى من أبنائنا المتظاهرين التحلي بالصبر والثبات على مطالب العراق المهمة، والابتعاد عن بعض الأمور التي تثير الفتن"، مشيرًا إلى أن "أهم المطالب محاسبة القتلة والمعتدين على الأرواح البريئة وبنفس الوقت نحن ضد كل من يريد التخريب وحرف مسار المطالب وضد كل مدسوس لأننا مع الحق ولا نسند من يستغل اسم الشهداء والمطالب لمصالح خاصة والله من وراء القصد".     

وعلى خط موازي، صدرت سلسلة مواقف مشابهة لموقف الخيون من شيوخ وزعماء قبائل متعددة، ومنهم:

أمير قبيلة آل غزي إمارة الفضول، الشيخ مناحي علي محمد آل منشد، الذي أكد على دعم قبيلته للاحتجاجات الشعبية، مشيرًا إلى "سقوط الكثير من أبناء القبيلة ضحايا أثناء التظاهرات، التي شهدتها المحافظات العراقية، فيما طالب العميد العام للسادة الصوافي حكيم السيد لطيف الكعود في رسالة وجهها الصدر، بـ"حصر السلاح المنفلت الذي قتل المحتجين بدم بارد، وأبعاد الفاسدين المتمسكين بالحكم والسلطة، مطالبًا القضاء بـ"كشف القتلة والمساندين لهم".

وفي وصف الشيخ محمد فيصل زامل المناع أمير قبيلة الأجود، خلال رسالة وجهها للصدر الاحتجاجات بأنها "ثورة ضد الظلم و الطغيان وضد الحكومات المتعاقبة التي لم تعط أبسط حقوق الشعب العراقي"، مبينًا أن "الحكومات أخذت تماطل ولم تنفذ مطالب الثوار هي التي أدت إلى توسع الحالة وأخذت تقتل المتظاهرين السلميين وسفك دماء الأبرياء، لذا ما زلنا نطالب بمحاسبة قتلة المتظاهرين وما زالت المطالب مستمرة، ونحن ضد كل من يقوم بالتخريب ونحافظ على ثورتنا من المندسين والحفاظ على أمن المحافظة وأمن العراق وهيبة الدولة".

مساندة.. نفي

في السياق، تداول مدونون وثائق مساندة لرسالة الصدر موقعة من سادات وشيوخ محافظات البصرة والمثنى والديوانية.

وبعد ساعات توالت بيانات النفي من الشخصيات التي وردت أسماءها وتواقيعها، إذ قال عميد السادة الأميال تكليف حنويت الميالي، "استغرب وجود اسمي وتوقعي ضمن البيان المنسوب إلى عدد من شيوخ ووجهاء محافظة الديوانية، وأنا لم أخوّل شخصًا ولم يتصل بي أحد ليخبرني بالمحتوى".

وأضاف الميالي لـ"ألترا عراق"، "منذ انطلاق الاحتجاجات وموقفي ثابت بالدعم والمؤازرة للمحتجين، وذهبت لأكثر من مرة بصحبة أبناء عشيرتي لساحة الاحتجاج في مركز مدينة الديوانية، بالوقت الذي أدعمهم به، أؤكد على ضرورة تحليهم بالسلمية والصبر"، لافتًا  إلى "ضرورة محاسبة قتلة المتظاهرين والكشف عنهم وإحالتهم إلى القضاء، وتلبية مطالب الشباب الموجودة في الساحات منذ عام".

وتواصل فريق "ألترا عراق" مع عدد من شيوخ العشائر الواردة في الوثائق، إذ نفوا علمهم بالبيان، مستغربين تزوير تواقيعهم وأختامهم، فيما رفضوا التحدث باسمائهم تجنبًا لتعظيم الموضوع على حد وصفهم.

كما نفى الشيخ حسنين أبو دخن الرماحي أحد شيوخ عشيرة الرماحي في الديوانية، توقيعه على الوثيقة التي تناقلتها صفحات التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن "مطالب ثوار تشرين التي تبنتها المرجعية الدينية العليا هي مطالبنا، والإعداد للانتخابات عادلة نزيهة تساعد على تصحيح مسار العملية السياسية التي وصلت إلى طريق مسدود"، مبينًا في بيان أطلع عليه "ألترا عراق"، "نأمل من خلالها إنتاج طبقة سياسية جديدة تقود العراق إلى بر الأمان وتضمن التوزيع العادل للثروة وتحقيق الإصلاح الشامل".

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

عام على انتفاضة تشرين.. ماذا تحقق من "النموذج الجديد"؟

أحداث كربلاء: صدامات بعد اعتداء على "موكب تشرين".. وتهديد من الصدر