ألترا عراق ـ فريق التحرير
في أجواء صعبة يحتفل العراقيون بكثير من القلق والترقب بأعياد الميلاد التي تمر على البلاد في ظل أزمات خانقة وأجواء من التوتر، مصحوبة بظروف فيروس كورونا، فبعد أن مرّت مناسبات مختلفة على العراقيين منذ ظهور الفيروس في شهر آذار/مارس الماضي، متمثلة بشهر رمضان وأعياد الفطر والأضحى ومحرم وما ترافقه من فعاليات شعبية، بإجراءات وأجواء مختلفة بفعل الجائحة، ستكون أعياد ميلاد المسيح ورأس السنة مقرونة بإجراءات إغلاق ومنع الاحتفالات لأول مرة بفعل الجائحة.
أعياد الميلاد تزامنت مع ظهور السلالة الجديدة لفيروس كورونا في بريطانيا وانتقالها لبعض البلدان القريبة من العراق بينها إيران ولبنان
ويبدأ المسيحيون في البلاد، أعياد الميلاد منذ الـ25 كانون الأول/ديسمبر من كل عام أجواء احتفالية مختلفة في ذكرى ميلاد السيد المسيح، فيما يشاركهم المسلمون وأبناء الديانات الأخرى بعض الفعاليات، استعدادًا للاحتفال الشامل في مساء 31 كانون الأول/ديسمبر استعدادًا لاستقبال العام الجديد.
اقرأ/ي أيضًا: في أول تعليق لها.. الصحة تحذر من "خطورة" السلالة الجديدة لفيروس كورونا
وبالرغم من التساهل النسبي الذي شهده العراق خلال الفترة الماضي على صعيد إجراءات الإغلاق والاعتماد على الوقاية الفردية، إلا أن أعياد الميلاد تزامنت مع ظهور السلالة الجديدة لفيروس كورونا في بريطانيا وانتقالها لبعض البلدان القريبة من العراق بينها إيران ولبنان، ما دفع وزارة الصحة برفع توصيات تتضمن حظر شامل للتجوال وإغلاق المرافق الاجتماعية كافة.
إلا أن مجلس الوزراء، لم يوافق على فرض حظر التجوال الذي من المفترض أن يكون جزئيًا، واكتفى بغلق المرافق الاجتماعية، حيث جاء في بيان مجلس الوزراء حول جلسته المنعقدة الثلاثاء الماضي، تشديد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في مستهل الجلسة على "بذل أقصى الجهود واتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بسلامة المواطنين بعد ظهور السلالة الجديدة لفيروس كورونا، فضلًا عن توجيه الوزارات كافة بتشديد الإجراءات الوقائية للموظفين وجميع المراجعين، بما يحافظ على سلامتهم، وأيضًا اتخاذ التدابير الوقائية في أماكن العمل من أجل ضمان بيئة صحية للعاملين، وتجنب الأضرار الناتجة عن عدم الالتزام بشروط الوقاية".
وبحسب البيان، وافق المجلس على "حث المواطنين على ارتداء الكمامات وتطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي والوقاية الاخرى، ومنع السفر إلى كل من الدول التالية (بريطانيا، جنوب أفريقيا، استراليا، الدانمارك، هولندا، بلجيكا، إيران، اليابان، وأية دولة أخرى تحددها وزارة الصحة مستقبلًا)، وكذلك منع دخول الوافدين منها (باستثناء العراقيين وإلزامهم بالحجر الإجباري لمدة 14 يومًا في أماكن تخصص لهذا الغرض، ولا يسمح لهم بمخالطة الآخرين لحين ثبوت عدم إصابتهم بالمرض بفحصهم بـ PCR ولمدة أسبوعين، ولحين وضوح الوضع الصحي العالمي والإقليمي لانتشار هذه السلالة".
وقرّر المجلس "غلق المرافق الاجتماعية (المطاعم، المولات، وغيرها) لمدة اسبوعين بدءًا من 24 كانون الأول/ديسمبر 2020، وغلق جميع المنافذ الحدودية البرية، إلا للحالات الطارئة".
من جانبه، دعا وزير الصحة في بيان الثلاثاء الماضي، المواطنين إلى "الالتزام بالإجراءات الصحية والوقاية من الفيروس بارتداء الكمامات وغسل اليدين والتباعد الاجتماعي والاحتفال باعياد رأس السنة في المنازل".
وتقول داليا عوني 32 عامًا، في حديث لـ"ألترا عراق"، إننا "كأبناء الديانة المسيحية في العراق، نبدأ قبل أسبوعين من عيد الميلاد المصادف 25 كانون الأول/ديسمبر، بنصب وتجهيز شجرة الميلاد، وفي صبيحة يوم العيد، يستيقظ الأطفال ليجدوا هدايا بابا نؤيل تحت الشجرة، والتي نكون قد اشتروها الأهل ووضعوها تحت الشجرة عند نوم الأطفال".
وبسبب الإجراءات المعروفة مسبقًا وانعدام الزيارات واللقاءات، تبيّن عوني أن "هذا العام لم نشتري الكثير من ملابس الأعياد كما كنا كل عام، واكتفينا بشراء أشياء بسيطة".
وتضيف: "بعد ذلك نذهب في صبيحة العيد إلى الكنيسة لحضور قداس العيد مع اصطحاب الأطفال، إلا أن هذا العيد الكثير سوف لن يحضروا القداس، وإذا حضرنا فسنلتزم بلبس الكمامات وإجراءات التباعد الاجتماعي".
وبعد العودة من الكنيسة، نبدأ بتحضير وجبة الغداء والتي تكون غالبًا عبارة عن "كبة اليخني" بحضور الأقارب، فضلًا عن القيام بزيارة بعض الأقارب والمعارف، الأمر الذي ربما لن يتحقق هذا العام، بحسب عوني.
وتبين أن "هذه الأجواء من تبادل الزيارات تستمر عادة من يوم الـ25 كانون الأول وحتى عيد رأس السنة الذي نجتمع فيه ليلًا لنسهر حتى حلول العام الجديد، إلا أن هذا العام ربما سنكتفي بتبادل التهاني عبر الهاتف، معتبرة أن "العيد هو فرصة لاجتماع الأهل والأقارب، وهذا ما ستمنعه ظروف كورونا هذا العام، والذي يمر دون لقاءات".
شدد مصطفى الكاظمي على سعي الحكومة الدؤوب للعمل على إعادة المهجّرين، بمن فيهم الذين هجّروا من أبناء المكوّن المسيحي الى ديارهم
وفي الأثناء، أكد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، سعي الحكومة "الدؤوب" للعمل على إعادة المهجّرين بمن فيهم الذين هجّروا من أبناء المكوّن المسيحي إلى ديارهم.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان تلقى "ألترا عراق" نسخة منه، إن "رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، شارك أبناء شعبنا من المسيحيين الاحتفال بأعياد الميلاد المجيد، إذ حضر القدّاس المُقام بهذه المناسبة في كنيسة سيّدة النجاة ببغداد".
وقال رئيس مجلس الوزراء في كلمة له، وفقًا للبيان، إن "هذه الكنيسة شهدت جريمة نكراء أقدم عليها الإرهاب، إلّا أن إرادة شعب العراق الأبي لم تنكسر أمام من حاولوا فاشلين تضعيف الدولة والقانون".
وأضاف، أن "الأخوّة الإسلامية المسيحية كانت دائمًا مثالًا بارزًا وحيًّا للتآخي الوطني، وأن العراقيين ليسوا إلّا أسرة واحدة وشعبًا واحدًا يشهد على ذلك تأريخهم وآثار حضاراتهم، ما يدحض أوهام الطائفية والتفرقة الدينية البعيدة تمامًا عن الحقائق".
وتابع البيان، "كما شدد الكاظمي على سعي الحكومة الدؤوب للعمل على إعادة المهجّرين، بمن فيهم الذين هجّروا من أبناء المكوّن المسيحي إلى ديارهم، وأن يتمتع المسيحيون العراقيون بوجودهم الضارب في عمق هذه الأرض، مواطنين مُكرّمين في ديارهم بين أخوتهم العراقيين من باقي الأطياف".
وتأتي أعياد الميلاد في ظل أزمة مالية خانقة جراء تدني أسعار النفط بالسوق العالمية وجائحة كورونا، بالإضافة إلى أزمات سياسية تمثلت مؤخرًا بقصف المنطقة الخضراء، وهو ما خلف ردود أفعال سياسية ودولية متباينة حول قدرة الحكومة على فرض سيطرتها على الجماعات المسلحة التي تهدد أمن البلاد.
اقرأ/ي أيضًا:
الصحة تستبق أعياد الميلاد واحتفالات رأس السنة بتحذير إلى العراقيين
العراق يتخذ 7 قرارات لمواجهة السلالة الجديدة من فيروس كورونا