27-يناير-2020

أثناء تظاهرة الحشد الشعبي قرب السفارة الأمريكية (فيسبوك)

ألترا عراق  ـ فريق التحرير 

عادت الهجمات "المجهولة" التي تستهدف المواقع الدبلوماسية والقواعد الأمريكية للظهور مجددًا، رغم انتقال الصراع الأمريكي الإيراني إلى "مرحلة المكاشفة" وتبني الهجمات بشكل مباشر، عقب مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، إلا أن هذه المرة تُتبع الهجمات البسيطة هذه، سلسلة من التصريحات من فصائل مسلحة "تتبرأ" من هذه العمليات، على عكس ما جرت العادة قبل مقتل سليماني والمهندس.

على غير العادة، سارعت الفصائل المسلحة إلى نفي علاقتها بالهجوم الذي استهدف السفارة الأمريكية ليلة أمس

وبالرغم من "سلسلة التوعدات" التي انطلقت من قادة فصائل مختلفة، بشأن التحضير لردٍ على مقتل المهندس، لا يقل عن الرد الإيراني على مقتل سليماني، والذي تمثل بقصف قاعدة عين الأسد في الأنبار بعشرات الصواريخ من قبل الحرس الثوري الإيراني، إلا أن وراء كل هجمة تطال المصالح والمواقع الأمريكية، تسرع الفصائل المسلحة المختلفة وعلى رأسها عصائب أهل الحق وحزب الله وحركة النجباء، إلى نفي صلتها بهذه الهجمات، والتبرؤ منها، فضلًا عن مهاجمتها والتشكيك فيها.

اقرأ/ي أيضًا: القصة الكاملة لاغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في بغداد

كان الهجوم الصاروخي الأخير الذي استهدف السفارة الأمريكية، هو "الأخطر"، فبعد سلسلة من المحاولات التي كانت تنتهي بسقوط الصواريخ في محيط السفارة أو مناطق بعيدة عنها، تمكنت صواريخ الهجوم الأخير الذي وقع مساء أمس الأحد، من الوصول إلى حرم السفارة وضربت أجزاءً منها، فيما تحدثت تقارير عن تعرض 3 جنود لإصابات، الأمر الذي دفع الجهات الحكومية العراقية والفصائل المسلحة بالتفاعل مع الحدث بجدية أكبر، حيث أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبدالمهدي توجيهه القوات الأمنية بملاحقة منفذي الهجوم.

هرعت حركة عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله إلى النفي والتبرؤ من الحادثة ومنفذيها، بعد استنكار مشابه من قبل زعيم تحالف الفتح هادي العامري، وكذلك هيئة الحشد الشعبي.

واعتبر العامري في بيان تلقى "ألترا عراق" نسخة منه، أن "قصف السفارة الأمريكية ليلة أمس يهدف إلى إعاقة رحيل القوات الأجنبية من العراق"، واصفًا استهداف السفارة "أعمالًا تخريبية" تهدف إلى "خلق الفتنة وإعاقة مشروع السيادة ورحيل القوات الأجنبية التي صوت عليها مجلس النواب".

من جانبها، نفت هيئة الحشد الشعبي، علاقتها بالجهات التي استهدفت السفارة الأمريكية، مبينة أن "هذه الجماعات تعبر عن نفسها والحشد الشعبي لا يتبنى أي عملية".

وبينت الهيئة على لسان معاون نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو علي البصري، في تصريح صحفي رصده "ألترا عراق"، أن "بعض الجهات تحاول زج اسم الحشد الشعبي في هذه القضية من دون دليل"، مؤكدًا أن "تشكيلات الحشد الشعبي موجودة ومنضبطة ولدينا اجتماعات معهم وتوجيهات مستمرة".

قال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو علي البصري إن الجماعات التي استهدفت السفارة تعبر عن نفسها والحشد الشعبي لا يتبنى أي عملية

إما المكتب السياسي لكتائب حزب الله، فقد اعتبر في بيان مقتضب، أن "توقيت العملية التي استهدفت سفارة الشر الأمريكية غير مناسب وقد يتسبب بإحراج الحكومة العراقية".

اقرأ/ي أيضًا: قيادي في العصائب ينفي علاقتهم بالهجوم على السفارة: ردنا لا يقل عن إيران

فيما نفت حركة عصائب أهل الحق التي يتزعمها قيس الخزعلي مسؤولية ما اسمتها "فصائل المقاومة العراقية" عن استهداف السفارة الأمريكية، حيث بينت على لسان متحدثها العسكري جواد الطليباوي في بيان أنَّ "ردَّنا على عملية اغتيال الحاج أبو مهدي المهندس لا يقل عن مستوى رد الجمهورية الإسلامية على اغتيال الحاج قاسم  سليماني"، مشيرًا إلى أن "السفارة استهدفت بصواريخ كاتيوشا وإن هذه الصواريخ استغنت عنها فصائل المقاومة منذ أعوام".

ويطرح هذا الإسراع في النفي والتبرؤ من العمليات "غير المعلنة" التي تستهدف المصالح الأمريكية، تساؤلات من قبل مراقبين عما إذا كانت الفصائل تنفي علاقتها بهذه الهجمات خوفًا من التصادم المباشر والرد العسكري الأمريكي الذي يترتب على هذه الهجمات، فضلًا عن كيفية تحمل هذه الفصائل "مسؤولية الهجمات الأكبر" التي تتوعد بها، وسط تشديدها على استنكار هذه الهجمات على غير عادتها التي دأبت عليها قبل عملية مقتل سليماني والمهندس، حينما كانت تكتفي بالسكوت عن هجمات مماثلة.

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

طهران "مكتفية" وواشنطن "راضية": ماذا لو نفذت الفصائل هجومًا "غير متفق عليه"؟

"انتقام" الفصائل لمقتل المهندس.. رد عسكري أم تظاهر سلمي؟