ألترا عراق ـ فريق التحرير
شهدت ساحة التحرير، في 5 كانون الأول/ديسمبر 2019، تدفق المئات إلى ساحة التحرير، عاصمة الاحتجاجات المستمرة منذ أكثر من شهرين في بغداد، رافعين شعارات مؤيدة للمرجع الديني الأعلى في النجف علي السيستاني، وأخرى منددة بـ"مندسين"، رافقتها تغطية إعلامية من قنوات "فصائل المقاومة" وناشطين بمواقع التواصل الاجتماعي، مما أثار ردود أفعال واسعة بين صفوف المتظاهرين الذي خرجوا منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، معتبرين إياهم أنصار "الطرف الثالث"، في إشارة إلى القاتل المجهول الذي تتهمه جهات حكومية بالوقوف وراء مقتل مئات المحتجين منذ انطلاق التظاهرات، فيما اعتبرها آخرون إشارة إيرانية للدخول إلى التظاهرات ومحاولة السيطرة عليها.
من شارع فلسطين إلى التحرير.. أنصار الصدر يترقبون
منذ صباح الخميس تجمع المئات من أنصار فصائل المقاومة، بعد أسبوع من التحشيد بموقع "فيسبوك"، في شارع فلسطين وتحديدًا عند مقر فصيل "كتائب حزب الله" أو مبنى "حسينية الرسول"، في وقت كان تشكيل التيار الصدري "أصحاب القبعات الزرقاء" يراقب المشهد عن كثب، تحسبًا لمحاولات استفزاز قد تحصل بين المعتصمين والمتظاهرين الجدد.
تجمع المئات من أنصار ما يسمى بـ"فصائل المقاومة" عند مقر كتائب حزب الله وتوجهوا نحو ساحة التحرير ورفعوا صور المرجع علي السيستاني
يقول علي اللامي، وهو عنصر في تشكيل "القبعات الزرق"، إن "انتماء المتظاهرين الذين وصلوا ساحة التحرير صباح اليوم، معروف، وأيضًا الغايات التي دفعتهم للخروج والاندماج مع المعتصمين منذ شهرين، وهي عزل الصدريين وتخوين المحتجين المدنيين".
اقرأ/ي أيضًا: "مبارزة" جديدة بين المتظاهرين وقاسم سليماني.. من يفرض شكل المرحلة المقبلة؟
أضاف اللامي في حديث لـ"ألترا عراق"، أن "القبعات الزرق استعدوا منذ الصباح لهذه الجموع الحزبية، والتي ترافقهم قنوات الأحزاب لاعتراض أي سيناريو محتمل لصدام قد يحصل بفعل شعاراتهم التي قد تستفز المعتصمين، خاصة أنهم يصفون المتظاهرين منذ شهر تشرين الأول بأنهم عملاء الجوكر".
حمل الواصلون من شارع فلسطين شعارات منددة بما وصفوهم بـ"المخربين" وجماعة "الجوكر"، فيما ردّدوا شعارات معبرة عن انتمائهم للمرجعية الدينية في النجف المتمثلة بالسيستاني، على الرغم من دعوة مكتب الأخير إلى عدم رفع شعارات وصور للمرجع، في وقت سابق.
قيادي بالحشد يعلن نهاية "آيلب" وناشطون يبحثون عن "الطرف الثالث"
رافقت التظاهرة التي انطلقت من شارع فلسطين، تغطية إعلامية من قنوات "العهد" التابعة لفصيل "عصائب أهل الحق" و"آفاق" التابعة لرئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، و"الاتجاه" التابعة لفصيل "كتائب حزب الله"، مما دفع النشطاء والكثير من المعتصمين منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إلى اعتبارها حركة لإجهاض الاعتصامات الحالية وحرفها عن مسارها الرئيس، المتمثل بتغيير كل الأحزاب في السلطة، ومحاسبة قتلة المتظاهرين.
وكتب المدوّن "حسين تقريبًا" على صفحته بموقع "فيسبوك"، أنه "بعد شهرين و5 أيام من القتل المروع في شوارع العراق.. بعد أكثر من 400 شهيد.. وما يقارب الـ 20 ألف جريح، اليوم تذكرت قناة العهد والاتجاه أن هناك تظاهرات في شارع فلسطين ضد البعثية والمخربين!".
متظاهر: مجاميع الفصائل التي وصلت التحرير لا يمكن اعتبارها جماهير مطالبة بالإصلاح الذي بذل في سبيله المئات من المتظاهرين السلميين دماءهم
وقال أحمد عبد الرحمن، على صفحته الشخصية في "فيسبوك"، إن "هذه دعوة للإخوة الأحرار إلى إعادة التجمهر من جديد وإدامة زخم التظاهرات يوم الجمعة وإعادة رص الصفوف لتفويت الفرصة على مرتزقة الطرف الثالث".
اقرأ/ي أيضًا: رويترز: ميليشيات إيران وراء إجرام القناصين في العراق!
ويقول المتظاهر محمد سليم إن "المجاميع التي وصلت التحرير لا يمكن اعتبارها جماهير مطالبة بالإصلاح الذي بذل في سبيله المئات من المتظاهرين السلميين دماءهم"، مبينًا أن "جماهير الأحزاب وإعلامهم يسعون إلى تخوين وتجريم المتظاهرين الوطنيين".
يضيف سليم في حديث لـ"الترا عراق"، أن "المجاميع الواصلة إلى التحرير رافقها مسلحو الفصائل من شارع فلسطين حتى أوصولهم الساحة"، مشيرًا إلى أن "الطرف الثالث الذي قتل المتظاهرين طوال حركة الاحتجاجات على الرغم من سلمية المتظاهرين، لم يعترض طريق هؤلاء.. أين اختفى؟".
وعن تظاهرات جمهور "فصائل المقاومة" كما يسميها نشطاء ومعتصمون، يقول القيادي في الحشد الشعبي، عادل الكرعاوي، إن "التظاهرات التي خرجت اليوم جاءت بعد ترقبنا للوضع بدقة"، مبينًا أنننا "كنا ننتظر كشف الوجوه حتى يعلم أبناء الشعب العراقي بالمؤامرات التي تحاك ضده".
وأضاف الكرعاوي في حديثه لـ"ألترا عراق"، أن "التظاهرة الحالية تعتبر نهاية مشروع آيلب ونهاية المشروع الأمريكي السعودي، وقد خرجت الجماهير لتأييد المتظاهرين السلميين وسنبقى لحين تحقيق كل المطالب".
أما عن الهتافات التي نادت باسم المرجعية الدينية، قال الكرعاوي، إن "الجماهير هتفت على سجيتها، وعندما تهتف للمرجعية إنما هي لإسكات من يريد الإخلال بالنظم القدسية للشعب العراقي، ومنها مراجعنا وقطع الطريق أمام من يعتقد بأن الشعب لا يريد المرجعية، ولا بد لنا من إسماع صوتنا حتى يخرسوا للأبد".
متظاهرون طالبوا أحزاب السلطة بإبعاد مجموعاتهم التي نزلت لإثارة الشغب و الفوضى داخل الساحات بحملهم السكاكين والأدوات الجارحة والحارقة
وفي الأثناء، وجه عدد من المتظاهرين والمعتصمين في ساحة التحرير، خطابًا إلى المرجع الديني الأعلى علي السيستاني، بشأن دخول مسيرة إلى ساحة التحرير حاملة شعارات باسم المرجعية، مطالبين المرجعية بتكرار تأكيد موقفها السابق الرافض لحمل اسمها أو صورها في ساحات الاحتجاج من قبل أي جهة.
اقرأ/ي أيضًا: قتل "السلميين" في الظلام.. عتاد "المذّنب" من "داعش" إلى ساحات الاحتجاج
وجاء في البيان الذي تلقى "ألترا عراق"، نسخة منه: "نحن مجموعة من ناشطي ساحة التحرير والساحات المحيطة، ندين و نستنكر ما حصل اليوم من نزول مجموعات منظمة إلى ساحة التحرير تهتف بأسماء و ترفع صورًا و أعلام أخرى غير العلم العراقي".
وطالب الناشطون، المرجعية العليا في النجف، والتي "بينت موقفها المشرف بأكثر من خطبة و بيان صادر عنها بأنها ترفض تلك الممارسات، بأن تؤكد و تلزم كافة الصنوف بعدم رفع صورها والهتاف باسمها داخل ساحات التظاهر، وذلك لأن من يدعون بأنهم أتباع للمرجعية العليا هم أبعد من ذلك بكثير، وهم جماعات منظمة و تابعة لأحزاب الفساد والسلطة ويتخذون من اسم المرجع الأعلى غطاء لهم، والدليل في ذلك ما حصل اليوم من عدم الاعتراف بتوجيهات المرجعية ونزلوهم يهتفون باسمها تحت ذريعة طرد المندسين".
وأكد المتظاهرون في بيانهم أن "أحزاب السلطة الفاسدة جميعًا دون أي استثناء، واعون بما تخطط له تلك الأحزاب ومستعدون لردهم"، مطالبين تلك الأحزاب، بـ "إبعاد مجموعاتهم المنظمة والتي نزلت لإثارة الشغب والفوضى داخل الساحات بحملهم السكاكين والأدوات الجارحة والحارقة"، مهددين بـ "بفضح تلك المجماميع ومن يقف خلفها في حال استمرت تلك الأعمال".
في السياق، أبدى رئيس ائتلاف الوطنية إياد علاوي، استنكاره لحالات الطعن التي تعرض لها المحتجون السلميون في ساحة التحرير، عادًا تلك الاعتداءات "استمرارًا لجرائم استهدافهم بالقنابل الدخانية والرصاص الحي". وقال علاوي ببيان صدر في 6 كانون الأول/ديسمبر وتلقى "ألترا عراق"، نسخة منه، إن "الصمت عما شهدته ساحة التحرير أمس الخميس، محرج ومخجل للعملية السياسية التي أصبحت في وادٍ وشعبنا الكريم في واد آخر، وإن هذا الصمت سيشجع اولئك المخربين على تكرار جرائمهم باستهداف المتظاهرين والمعتصمين".
علاوي: الصمت عما شهدته ساحة التحرير أمس الخميس، محرج ومخجل وسيشجع اولئك المخربين على تكرار جرائمهم باستهداف المتظاهرين والمعتصمين
وتساءل علاوي: "من يقف وراء هؤلاء ومن يوفر لهم الدعم والمساندة وما هي الرسالة التي يراد إيصالها عبر تلك الجريمة؟"، داعيًا الأجهزة الامنية إلى "تحمل مسؤولياتها الكاملة في توفير الحماية للتظاهرات والمتظاهرين".
فيما نقلت وسائل إعلام عن مصادر طبية وأمنية، قولهم، إن "نحو 11 متظاهرًا تعرضوا يوم أمس الخميس إلى طعنات بالسكاكين، بعد دخول مئات المحتجين إلى ساحة التحرير".
اقرأ/ي أيضًا:
إحاطة أممية مخضبة بدماء 20 ألف متظاهر.. العالم ينصت إلى صوت شبان العراق
رجال دين شيعة على "عربة الانتفاضة".. "نهضة" عراقية تفسر "وحشية" خامنئي!