01-نوفمبر-2019

في حالات متعددة اخترقت القنابل المصممة لأغراض عسكرية جماجم الضحايا (فيسبوك)

الترا عراق - فريق التحرير

كشفت منظمة العفو الدولية معلومات صادمة، حول قنابل الغاز التي تستخدمها السلطات الأمنية العراقية ضد المتظاهرين، والتي خلفت عشرات القتلى والجرحى.

قالت منظمة العفو إن السلطات العراقية استخدمت نوعين من القنابل الدخانية "غير المسبوقة" من صنع صربيا وبلغاريا

وقالت منظمة العفو الدولية "أمنيستي"، في تقرير "استقصائي"، إن السلطات العراقية استخدمت "نوعين غير مسبوقين" من القنابل المسيلة للدموع ضد المتظاهرين في بغداد.

اقرأ/ي أيضًا: احتجاجات تصوب نحو مقتدى الصدر وصفحته تحذر من "حرب أهلية"!

أكدت المنظمة أن التحقيقات التي أجرتها كشفت أن هذه القنابل تسببت في مقتل خمسة متظاهرين على الأقل خلال الأيام الماضية، كما دعت السلطات إلى إيقاف استعمالها فورًا، وفق بيان نشرته على موقعها الإلكتروني.

قالت المنظمة إن خبيرها العسكري حدد أن النوعين غير المسبوقين المذكورين يصنعان في بلغاريا وصربيا، وهما مصصمان على غرار القنابل العسكرية ويبلغ وزنهما 10 أضعاف وزن عبوات الغاز المسيل للدموع العادية، وهو ما أدى إلى إصابات مروعة ووفاة عدد من المتظاهرين جراء طلقات مباشرة.

هذان النوعان هما قنابل صربية من طراز M99s، 40 مم، وتصنعها شركة "بلقان نوفوتيك"، وقنابل من طراز LV CS، 40 مم، ويرجح أنها من تصنيع الشركة البلغارية "أرسنال".

وعلى عكس معظم عبوات الغاز المسيل للدموع التي تستخدمها قوات الشرطة في مختلف أنحاء العالم، تم تصميم هذين النوعين على غرار القنابل العسكرية الهجومية المخصصة للقتال، بحسب أمنيستي.

استخدمت السلطات قنابل مصممة لأغراض عسكرية بوزن يفوق قنابل الغاز الاعتيادية بعشرة أضعاف ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى   

قالت المنظمة أيضًا، إن الأبحاث أثبتت أن هذه القنابل أخطر على المحتجين بسبب وزنها وتصميمها، مبينة أن "العبوات الغاز المسيل للدموع تزن عادة بين 25 و50 غم، وتتكون من عدة عبوات أصغر تنفصل عند إطلاقها. لكن القنابل العسكرية الصربية والبلغارية تتكون من عبوة واحدة ثقيلة يتراوح وزنها بين 5 و10 أضعاف قنابل الغاز المعروفة. وهي تزن من 220 إلى 250 غم".

من جانبها قالت لين معلوف، مديرة أبحاث الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية: "تشير كل الأدلة إلى قيام قوات الأمن العراقية بإطلاق هذه القنابل العسكرية تجاه المتظاهرين في بغداد، مستهدفة على ما يبدو رؤوسهم وأجسامهم من مسافة قريبة"، مضيفة : "في حالات متعددة، اخترقت القنابل جماجم الضحايا، مما أدى إلى جروح مروعة أو الموت".

كما أشارت، إلى أن "عدم المساءلة عن عمليات القتل والإصابات غير القانونية على أيدي قوات الأمن، المسؤولة عن الغالبية العظمى من الإصابات في الشهر الماضي، يرسل رسالة مفادها أنه يمكنهم القتل والتشويه دون عقاب"، مشددة على أنه "يجب على السلطات كبح جماح الشرطة، وضمان إجراء تحقيقات سريعة ونزيهة وفعالة، ومحاكمة المسؤولين".

وبينت منظمة العفو، إنها  حاورت تسعة شهود عيان، بينهم متظاهرون ومتطوعون طبيون، تحدثوا عن استخدام الشرطة للقنابل المسيلة للدموع في ميدان التحرير في بغداد في الفترة من 25 إلى 29 أكتوبر.

اقرأ/ي أيضًا: قاسم سليماني في الخضراء ويترأس اجتماعًا أمنيًا بدل عبد المهدي!

أكدت "أمنيستي"، إنها تحققت من عدة فيديوهات تظهر إصابات في الرأس بسبب قنابل الغاز لخمسة متظاهرين. وأكدت أيضا أنها تلقت صور أشعة من فرق طبية في بغداد وتحققت منها، موضحةً أن "الصور تؤكد أن وفاة هؤلاء المتظاهرين جاءت نتيجة تعرضهم لإطلاق قنابل غاز في الرأس اقتحمت جماجمهم".

قالت "أمنستي" إن السلطات استهدفت رؤوس المتظاهرين في ساحة التحرير بقنابلها ودعت الحكومة إلى إيقاف استخدامها فورًا

وقال الشهود، وفق التقرير، إن القوات الأمنية العراقية استخدمت في الأيام الأولى للتظاهرات في بداية شهر تشرين الأول/أكتوبر الحالي عبوات غاز مسيل للدموع تلقى باليد، لكنها تحولت إلى إطلاق قنابل الغاز بدءًا من 25 تشرين الأول/أكتوبر تقريبًا. وهو ما أدى إلى تزايد حالات الوفيات والإصابات منذ ذلك الحين.

كما أشار عدد من الشهود، إلى أن الشرطة قامت بإطلاق حوالي 10 قنابل في وقت واحد ضد تجمعات المتظاهرين، ينبعث منها دخان برائحة مختلفة عن أي غاز مسيل للدموع سبق أن شاهدوه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ساحة التحرير تودع "ابن ثنوة".. ماذا تعرف عن المتظاهر اليتيم؟

حظر التجوال يلهب احتجاجات بغداد.. مليونية في التحرير وتخوف من "حمام دم"