27-يونيو-2020

أثناء المعارك ضد تنظيم "داعش" (فيسبوك)

جاءت الذكرى السنوية لسقوط مدينة الموصل بيد تنظيم داعش الإرهابي هذا العام بمقدمات تذكرنا بمواقف وأداء قواتنا المسلحة العراقية، فمنذ دخول تنظيم داعش لمدينة الموصل في يوم 10 حزيران/يونيو 2014 وانسحاب جميع القطعات العسكرية، فضلًا عن قتل وتهجير المئات من المواطنين، لذا كان يتوجب على القوات المسلحة التحرك نحو تحرير المدن التي سيطر عليها تنظيم "داعش" الإرهابي. ومن أجل تحرير المناطق التي سيطر عليها التنظيم، حاولت القيادة العسكرية تدارك الموقف من خلال إعادة تجميع القطعات العسكرية في قيادة واحدة لإصدار الأوامر وتنفيذها، لذا أمر القائد العام للقوات المسلحة آنذاك (نوري المالكي) بإعادة تشكيل قيادة العمليات المشتركة لغرض إعداد خطط العمليات، وتنسيق تنفيذها، وتحليل نتائجها، وإيجاد الحلول، وتقديم المقترحات اللازمة لصناع القرار ومتابعة العمليات ميدانيًا.

في 2017 تم تحرير الموصل بالكامل بالرغم من أن الكثير من المختصين بالشأن العسكري والأمني كانوا يتوقعون بأن عملية التحرير ستأخذ مدة أطول

وقد قررت خلية الأزمة المنعقدة في وزارة الدفاع في يوم 15 حزيران/يونيو 2014 وبحضور كل من (وزير الدفاع ومستشار الأمن الوطني ورئيس جهاز مكافحة الإرهاب ووكيل وزير الداخلية الأقدم وعدد من ضباط الأجهزة الأمنية) بإعادة تشكيل قيادة العمليات المشتركة لإدارة العمليات، ويكلف رئيس جهاز مكافحة الإرهاب آنذاك الفريق الأول الركن (طالب شغاتي) بقيادة العمليات المشتركة لغرض قيادة جميع الأجهزة الأمنية، وتقديم المساندة لها، وبالفعل صدر الأمر الديواني، الرقم (61) القاضي بتشكيل قيادة العمليات المشتركة 2 كانون الأول/ديسمبر 2014، وترتبط في هذه القيادة من ناحية الحركات جميع قطعات القوات المسلحة العراقية (وزارة الدفاع، ووزارة الداخلية، وجهاز مكافحة الإرهاب، والحشد الشعبي). وبالرغم من تشكيل قيادة العمليات المشتركة وهيكلة القطعات العسكرية، إلا أنه لم تكن القوات المسلحة العراقية آنذاك قادرة على إيقاف التدهور الأمني، وتمدد تنظيم داعش الإرهابي، لذا أصدر أية الله العظمى السيد (علي السيستاني) في 13 حزيران/يونيو 2014 دعوة عامة للشعب العراقي للانخراط في القوات المسلحة العراقي، وعلى إثر هذه الدعوة تشكل الحشد الشعبي من عموم الشعب العراقي.

اقرأ/ي أيضًا: مشهدية حزيران 2014

وما أن تسلم الدكتور حيدر العبادي رئاسة الحكومة آنذاك، أمر بإعداد الخطط اللازمة لتحرير الأراضي العراقية من التنظيمات الإرهابية، وبمشاركة جميع القطعات العسكرية للقوات المسلحة العراقية، فضلًا عن مشاركة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وبإشراف مباشر من القائد العام للقوات المسلحة آنذاك، وبالفعل، بدأت أول تلك العمليات في آذار/مارس من العام 2015 بتحرير تكريت، وفي تموز/يوليو من نفس العام أعلنت قيادة العلميات المشتركة القوات البدء لعملية تحرير الأنبار، وقد حققت تلك العمليات العسكرية نجاحًا كبيرًا للقوات المسلحة العراقية. 

وبعد هذه العمليات العسكرية  تم البدء بالتخطيط  لعملية تحرير مدينة الموصل، وقد تم تشكيل قيادة العمليات المشتركة، وكُلف الفريق قوات خاصة الركن (عبد الأمير رشيد يار الله) لمنصب نائب قائد العمليات المشتركة آنذاك، وبعد تكليفه أوعز بإعادة تشكيل قيادة عمليات تحرير نينوى، فضلًا عن إعادة بعض من تشكيلات الجيش العراقي للعمل وتصليح المعدات العسكرية، وفي تشرين الأول/أكتوبر من العام 2016 أعلنت (خلية الإعلام الأمني) عن انطلاق عمليات (قادمون يا نينوى) بقيادة الفريق الركن (عبد الأمير رشيد يار الله) وبمشاركة جميع القطعات العسكرية للقوات المسلحة العراقية، فضلًا عن التحالف الدولي.

وفي 10 تموز/يوليو 2017 أعلن عن تحرير مدينة الموصل بالكامل بالرغم من أن الكثير من المختصين بالشأن العسكري والأمني كانوا يتوقعون بأن عملية تحرير مدينة الموصل قد تأخذ مدة أطول، ولكن بجهود القوات المسلحة العراقية بكافة تشكيلاتها ووكالاتها تم تحريرها. ومن خلال ما تقدم، وعلى الرغم من الجانب العسكري للقوات المسلحة العراقية، إلا أن هنالك جانب إنساني قامت به قواتنا المسلحة، إذ قامت بإجلاء وتقديم المساعدات من المأكل والمشرب والخدمات الطبية وبناء الجسور، فضلًا عن فتح ممرات آمنة، كما قامت بتحرير المئات من المدنيين في المناطق التي كان يسيطر عليها التنظيم، والذين كان يتخذهم تنظيم داعش دروعًا بشرية.

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

تحديات الأمن العراقي في ظل انتشار فيروس كورونا

العراق وأمريكا ولعبة العصا والجزرة