تصاعدت وتيرة التهديد من قبل الفصائل المسلحة في العراق للولايات المتحدة الأمريكية، خاصة بعد استهداف قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في غارة أمريكية قرب مطار بغداد.
بعد تعرّض القنصلية الأمريكية في البصرة للصواريخ، أصبحت منطقة الجنوب تخلو تمامًا من الوجود الأمريكي على مستوى القواعد العسكرية والممثليات الدبلوماسية
وبالرغم من الرد الإيراني على قاعدة عين الأسد في الأنبار انتقامًا لقاسم سليماني، إلا أن الفصائل المسلحة في العراق لا تزال تتوعد بالرد ثأرًا لمقتل أبو مهدي المهندس وإخراج القوات الأمريكية من القواعد الموجودة في العراق.
اقرأ/ي أيضًا: بعد القصف الإيراني.. 3 معلومات أساسية عن قاعدة "عين الأسد" في العراق
تبلغ أعداد القوات الأمريكية 6 آلاف شخص موزعين على عدة قواعد، وفي جميعها توجد مدارج للطائرات الحربية F16، فيما تخلو منطقة الجنوب تمامًا من الوجود الأمريكي على مستوى القواعد العسكرية والممثليات الدبلوماسية، بعد أن تعرّضت القنصلية الأمريكية للقصف عام 2018.
ضابطان في الشرطة العراقية بمحافظتي ذي قار والبصرة، أبلغا "ألترا عراق" أن "المحافظتين وعموم الجنوب يخلو تمامًا من القوات الأمريكية، حيث كان القليل منهم يتواجد في قاعدة الإمام علي في الناصرية، لكنهم انسحبوا منذ أكثر من عام، وفي البصرة لا يوجد سوى ممثلية دبلوماسية غادرها الموظفون الأمريكان منذ أشهر".
"ألترا عراق" أعد خريطة لقواعد الولايات المتحدة والتحالف الدولي في المناطق العراقية، وأهميتها، إضافة إلى الفصائل المسلحة التي تقف على حدود تلك القواعد، والتي توجه نيرانها عليها:
الانكادا
أكبر القواعد الأمريكية في العراق، تقع في محافظة صلاح الدين وتبلغ مساحتها نحو 30 كلم 2 وهي قاعدة البكر الجوية، أو ما تعرف بـ"قاعدة الانكادا"، نسبة لطيار قتل قبل نحو 12 عامًا في المنطقة.
محلل أمني لـ"ألترا عراق": كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وجند الإمام علي هم الأقرب في صلاح الدين لقاعدة الانكادا
يقول المحلل الأمني في صلاح الدين غزاون الجبوري، إن "قاعدة البكر هي مركز التحكم والسيطرة على طائرات الـF16 الأمريكية، وتوجد فيها أكبر عدد من الطائرات، ويبلغ تعداد الجنود والمستشارين والمتعاقدين الأمريكان فيها نحو 500 أمريكي، بالإضافة إلى جنسيات أخرى، وهي تعد مركزًا تدريبيًا أيضًا، ومركز إشراف عام، إضافة إلى تواجد نحو نصف طائرات القوة الجوية العراقية وطياريها مع جنود آخرين يقدرون بـ3 آلاف عسكري عراقي".
اقرأ/ي أيضًا: طهران "مكتفية" وواشنطن "راضية": ماذا لو نفذت الفصائل هجومًا "غير متفق عليه"؟
يؤكد الجبوري في حديث لـ"ألترا عراق" أن "هناك تواجد أمريكي، لكن ليس دائمًا في قاعدة سبايكر"، فيما يشير إلى الفصائل المسلحة الموجودة بمحيط القاعدة بالقول، إن "كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وجند الإمام علي هم الأقرب في صلاح الدين للقاعدة".
عين الأسد
تعتبر من القواعد المهمة في البلاد، وتقع في محافظة الأنبار غرب العراق، وهي ثاني القواعد من حيث الأهمية، إذ عادة ما يزروها شخصيات تعد من أكبر المسؤولين الأمريكان، كما حصل مع زيارة دونالد ترامب في إجازة أعياد الميلاد في العام 2018، وقد زارها أيضًا اثنان من الرؤساء الأمريكيين قبل ترامب، جورج بوش الابن في كانون الأول/ديسمبر من العام 2008، كما زارها الرئيس السابق باراك أوباما في نيسان/أبريل 2009.
يقول الصحفي سليمان الكبيسي إن "هذه القاعدة تعد أصغر بنحو 10 كلم2 مربعة عن قاعدة البكر، مستدركًا "لكنها تعتبر مهمة لقربها من العاصمة بغداد، ويتواجد فيها عدد من كبار المستشارين الأمريكان، والبالغ عددهم مع الجنود والمتعاقدين بنحو 400 شخص، إضافة إلى تواجد قوات من الجيش العراقي فيها".
يؤكد الكبيسي في حديثه لـ"ألترا عراق"، أن "عددًا من المستشارين الأمريكيين يتواجدون مع طائراتهم في قاعدة الحبانية، إلى جانب الفرقة التكتيكة وتشكيلات محلية أخرى"، مشيرًا إلى أن "الفصائل المسلحة التي تتواجد في المحيط هي قوات من الحشد العشائري الموالية للحشد الشعبي".
القيارة
إلى نينوى، حيث يوجد العدد الأكبر من الجنود والمستشارين العسكريين، في قاعدتين في جنوب ووسط مدينة الموصل مركز المحافظة، شمال العراق، يبلغ تعدادهم نحو 700 شخص، ولديهم أسلحة مدفعية متوفرة.
يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيان، إحسان زنكنة، إن "أعداد القوات الأمريكية الموجودة تبلغ 600 شخص، وتنقسم في القاعديتين بالقصور الرئاسية وسط الموصل وفي قاعدة الكيارة جنوب المدينة، وفيها مستشارون، بالإضافة إلى جنود بعضهم من جنسيات أجنبية أخرى، مستدركًا "لكن حجم القاعديتين أصغر من قواعد صلاح الدين والأنبار، إضافة إلى ذلك، فأنهما تضمان أسلحة مدفعية، ومدارج كما في باقي القواعد".
أكاديمي لـ"ألترا عراق": أعداد القوات الأمريكية الموجودة في نينوى بلغت 600 شخص، وتنقسم في قاعدتين بالقصور الرئاسية وسط الموصل وفي قاعدة الكيارة جنوب المدينة
وحول تواجد عناصر الفصائل المسلحة يضيف زنكنة لـ"ألترا عراق"، أن "نينوى تختلف عن باقي المحافظات، فهي تضم خليطًا كاملًا لمختلف الفصائل المنضوية في الحشد الشعبي، بعناصر من الجنوب وآخرين محليين، وهي أكثر تعقيدًا من المحافظات الأخرى، وإن أقرب موقع للحشد يبعد 100 متر عن قاعدة القصور الرئاسية وسط الموصل".
K1
هي القاعدة الجوية والعسكرية الوحيدة للأمريكيين في محافظة كركوك شمال العراق، وتعد أصغر القواعد في المحافظات العراقية المحرّرة.
اقرأ/ي أيضًا: سيناريوهات الرد الإيراني.. هل تجنب الاحتجاجات العراق حربًا بالوكالة؟
يقول المحلل الأمني في كركوك اتيلا طوزلي، إن "قاعدة K1 تعتبر أصغر القواعد في المدن المحررة، حيث تضم نحو 5 طائرات F16 ضمن مدرج صغير، إضافة إلى نحو 150 مستشارًا وجنديًا أجنبيًا أغلبهم أمريكان".
وحول الفصائل المسلحة في محيط القاعدة يقول طوزلي لـ"ألترا عراق"، إن "غالبيتهم من جناح بدر العسكري، وفصائل أخرى".
وفي نهاية كانون الأول/ديسمبر قتل متعاقد مدني أمريكي وأصيب عدد من العسكريين الأمريكيين والعراقيين بجروح في هجوم صاروخي استهدف قاعدة K1، وفق ما أعلنه التحالف الدولي.
فكتوريا
قاعدة فكتوريا في القاعدة الجوية الأمريكية في العاصمة العراقية بغداد، وهي واحدة من القواعد المهمة القريبة من السفارة الأمريكية، وتضم مدرجًا للطائرات وعشرات الجنود والمستشارين بمقدار ألف شخص تقريبًا.
يقول مراقبون وخبراء إن "هذه القاعدة تعد واحدة من قاعدتين، إذ يوجد الأمريكان أيضًا في منطقة التاجي ببغداد، لكن لا يمكن التكهن بعددهم خصوصًا مع تطورات الأوضاع في العراق".
تضم قاعدة فكتوريا ببغداد ما يقارب ألف شخص من المستشارين والجنود الأمريكيين بالإضافة إلى مدرج طائرات
كان الخبير الأمني هشام الهاشمي، كشف عن دخول قوافل عسكرية أمريكية إلى معسكر التاجي في 7 كانون الثاني/يناير فضلًا عن هبوط طائرات عسكرية بمعدات إضافية.
قواعد إقليم كردستان
تتواجد في إقليم كردستان أربع قواعد عسكرية أمريكية، اثنين منها في أربيل، حيث توجد قاعدة مطار أربيل التي تضم إضافة إلى الأمريكيين، مستشارين ومدربيين وعسكريين من التحالف الدولي، وتضم مدفعية مع مدرج خاص للطائرات، ويتواجد فيها العدد المتبقي من الجنود والمستشارين والمتعاقدين الأجانب.
اقرأ/ي أيضًا: رسالة مسربة تربك واشنطن.. وأرتال عسكرية أمريكية تدخل بغداد!
يقول الباحث الكردي ميروان آغا، إن "القاعدة في مطار أربيل تتخذ أهميتها لأنها مركز دعم للقواعد في المناطق المحررة، وهي أكثر أمنًا من غيرها من القواعد العراقية، مشيرًا إلى أنه "لا يوجد فصائل مسلحة في محيطها، كما أنها تعد مركز حماية القنصلية الأمريكية في أربيل، ويبلغ عددهم نحو 3 آلاف شخص".
أضاف آغا لـ"ألترا عراق"، أن "قاعدة ثانية جوية تقع في منطقة حرير بأربيل، وأخرى في زاخو، ورابعة في حلبجة، مستدركًا "لكن جميعها تعد آمنة من حيث المواقع والاستهداف، ويلتزم إقليم كردستان في تقديم الدعم والمساعدة الأمنية لها".
كانت وسائل إعلام إيرانية، أعلنت أن الموجة الثانية من الضربة الصاروخية الإيرانية التي وجهت نحو القواعد العسكرية الأمريكية في العراق، استهدفت قاعدة أمريكية في أربيل، عقب قصف صاروخي استهدف قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار.
اقرأ/ي أيضًا:
بعد تعليق خامنئي.. تقرير أمريكي يحلل هجمات الحرس الثوري: قد تكون "خديعة"
الحرس الثوري يبدأ عمليات "الانتقام" لسليماني من العراق.. وترامب "يراقب"