30-مارس-2023
س دهوك

مستوى المياه في سد دهوك بعد موجة الأمطار (Getty)

يلمس العراقيون بوضوح تأثيرات التغيّر المناخي قبل موسم الصيف، حيث تنتظر البلاد أجواءً ساخنة قد تكفي خلالها المياه بالكاد للاستخدامات البشرية.

وعلى الرغم من موجات الأمطار الوفيرة، فإنّ العراق يواجه "عامًا هو الأسوأ" من حيث كميات الواردة منذ بدء تسجيل البيانات رسميًا عام 1930، كما أنّ الخزين المتاح هو الأقل منذ بناء السدود في العراق.

وزير الموارد المائية: هذا العام هو الأسوأ منذ تسجيل بيانات المياه الواردة وبناء السدود في العراق

هذه المعلومات أكّدها وزير الموارد المائية عون ذياب عبد الله، مشيرًا في حديث تلفزيوني إلى أنّ "عاملي شح الموارد من خارج العراق والتغيّر المناخي اجتمعا بشكل فريد هذا العام" لتبلغ الأزمة ذروتها بعد جفاف مستمر منذ 4 سنوات.

2

 

"مجازفة رائعة"!

الوزير قال إنّ "الخزين المائي في العراق محدود، وكنا محرجين جدًا، لكن لطف بنا الله ورحمة السماء شملتنا بالأمطار"، مبينًا أنّ الوزارة رفعت خطة الزراعة من 1.5 إلى 2.5 مليون دونم إثر الأمطار الأخير، لكن المزارعين "جازفوا بزراعة 6.5 مليون دونم".

وأضاف عبد الله، أنّ "توقيت الأمطار كان رائعًا، وقد وفر رية الفطام للمزروعات في المساحات الشاسعة، خاصة في وسط وجنوب البلاد، ونحن سعداء بالنتائج، حيث سنشهد موسمًا وفيرًا للحنطة دون ضغط على الخزين المائي".

أكّد الوزير أنّ الأمطار هطلت في "توقيت رائع" بتوفير المياه الكافية للموسم الزراعي خاصة في الوسط والجنوب

القلق، وفق عبد الله، يتعلق بموسم الصيف، إذ يتخوف الوزير من أنّ المياه المخزونة قد تكفي بالكاد للاستخدامات البشرية بعد نيسان/أبريل المقبل، مشيرًا إلى اتخاذ جملة إجراءات من بينها "تشكيل غرفة عمليات لمواجهة الجفاف، وتكليف مديرين عامين لمراقبة قواطع الأنهار للحد من التجاوزات القائمة".

3

 

"عام غريب على الفرات"!

الوزير أكّد أيضًا أنّ الجفاف يهدد نهر الفرات بصورة أكبر من دجلة، إثر انخفاض كميات الثلوج هذا العام في حوض النهر في تركيا.

عبد الله وصف هذا العام بـ "الغريب" لشدة القحط، مبينًا أنّ الزيارة الأخيرة إلى تركيا كشفت عن بيانات تثير القلق، منها أنّ نسبة الثلوج في حوض الفرات لم تتجاوز 30% من المعدل العام.

أعرب الوزير عن قلق بشأن منسوب المياه في نهر الفرات إثر تراجع كبير للثلوج في حوض النهر داخل الأراضي التركية

وأكّد عبد الله، أنّ وزارته تسعى إلى توفير القدر الكافي من ماء الشرب ومياه الاستخدامات اليومية للعراقيين هذا الصيف، بعد تأمين ري المزروعات هذا الموسم، موضحًا أنّ "الوزارة خفضت التصاريف المائية من سدي حديثة والموصل تحضيرًا للصيف، وقد بدأت المناسيب بالارتفاع لكن ببطء".

3

 العراق حول ملف المياه من فني ودبلوماسي إلى سيادي، مشددة على عزمها خزن أكبر كمية من المياه الواردة من إيران بغية التعامل معها بنحو جيد لاسيما مع قرب انتهاء الموسم الزراعي الشتوي.

وتتعامل حكومة محمد شياع السوداني، "كملف سيادي"، وفق ما تؤكّده وزارة الموارد المائية، حيث تسعى عبر جملة تحركات دولية إلى ضمان حصة البلاد في نهري دجلة والفرات.

وانضم العراق، هذا الأسبوع، إلى اتفاقية "هلسنكي" لحماية واستخدام المجاري المائية العابرة للحدود، على هامش أعمال مؤتمر المياه في نيويورك.

وتهدف الاتفاقية إلى ضمان الاستخدام المستدام لموارد المياه العابرة للحدود من خلال تسهيل التعاون وتحسين ادارة الموارد المائية على المستوى الوطني".

3

ويعد العراق أول دولة في الشرق الأوسط تنضم إلى هذه الاتفاقية، والعضو الـ 49 في "هذا الإطار القانوني الدولي الفريد والحكومي الدولي"، وفق وزارة الموارد المائية.