مع انتهاء الموسم الدرامي الرمضاني في العراق، والذي حصل الكثير من الجدل حول أعماله، وإيقاف بث بعضها، لا زالت آراء العديد من المختصين متفائلة بما عرض خلال رمضان 2023.
نقيب الفنانين لـ"ألترا عراق": المنافسة حاضرة في الموسم الرمضاني الحالي وهذا من النقاط الإيجابية التي سجلت بحق الأعمال الدرامية
نقيب الفنانين العراقيين، جبار جودي، رأى أنّ الأعمال الفنية العراقية في الموسم الرمضاني الحالي كانت بتقييم "جيد جدًا"، معللًا ذلك بأنّ "هذا الموسم شهد زيادة بتقديم الأعمال، وهذا يدل على تطوّر وتقدم صحيح للفن العراقي والفنانين بشكل عام".
وقال جودي لـ"ألترا عراق"، إنّ الموسم الحالي "شهد منافسة بين الأعمال كما الحال في المواسم الماضية، معتبرًا أنّ "هذا من النقاط الإيجابية المتواصلة وهو حالة صحية".
والمنافسة، ـ والكلام لجودي ـ كانت بين الأعمال "من ناحية الشكل والجودة أيضًا وحتى في داخل العمل الدرامي والفني نفسه بين الفنانين".
وعدّ جودي أنّ "
مشاركة بعض الفنانين العراقيين في أعمال عربية وخليجية هو رسالة لقدرة الفنان العراقي على تقديم الجديد دائمًا ومواصلة العطاء"، مبينًا أنّ "دعوة نقابة الفنانين بشكل دائم لتنفيذ الأعمال الدرامية والفنية المشتركة بين الفنانين العراقيين والعرب من أجل محتويات ذات رسائل مختلفة ومفيدة وهو أيضًا يزيد من الخبرات وتبادل الإمكانيات بين الأوساط".
شهد الموسم الرمضاني الدرامي في العراق تنافسًا شديدًا من ناحية كثرة الأعمال
وخلال الموسم الرمضاني، تم إيقاف بعض الأعمال، وكان أبرزها مسلسل "الكاسر"، فيما تحدث "ألترا عراق" مع بطلها الفنان غالب جواد الذي قال إنّ الهجمات على المسلسل كانت بـ"غير وجه حق".
وقال جواد لـ"ألترا عراق"، إنّ "جميع الفنانين قدموا مجهودات سواء الكبار أو الصغار في وقت تشهد الأعمال العراقية تطورًا ودعمًا من قبل مختلف المحطات التلفزيونية"، وتحدث جواد عن "حرب ضد الفنان العراقي الذي يسعى للظهور والوصول في مختلف الأعمال".
واعتبر جواد في حديث لـ"ألترا عراق"، أنّ "مشاركة بعض الفنانين في أعمال عربية يمثل احتكاكًا جيدًا وخطوة مفرحة حيث يكفيه من البقاء في المنطقة المحلية لسنوات وعدم الظهور العربي بسسب الحروب والحصار وما شهدته السنوات الصعبة الماضية على العراق وعزلت الفن العراقي وما وصل إليه".
وتحدث جواد عن فنانين "أصابهم شيء من الإخفاق وغيرهم من نجح في الوصول، مستدركًا "لكن بالمحصلة هناك اجتهاد وجهد تم تقديمه من الرواد والوجوه الجديدة وغيرهم خلال فترة ما قبل رمضان بمعدل فترة من شهرين إلى ستة أشهر يجب عدم نسيانه".
وحول ردة الفعل وإيقاف مسلسل الكاسر، قال جواد إنها "كانت من قبل فئة سياسية ولم تأت من الشارع، والعمل ليس له علاقة بكل ما حصل، كما ليس من المعقول صدور إساءة من فنانين عراقيين لبلدهم وأهلهم"، مؤكدًا أنّ "الإيقاف كان تعسفيًا بلا دراسة أو وعي أو معرفة أو حتى أحقية في أخذ القرار".
ويرى جواد أنّ "الجهات التي هاجمت العمل لو أكملت حلقاته لما أصدرت نفس ردود الفعل، معللًا ذلك لأنّ "كل الأعمال الدرامية منذ الخليقة وأعمال أرسطو، والمسرحي سوفوكليس، والروائي يوربيدس، والكاتب المسرحي اليوناني إسخيلوس، جميعها بنيت على أساس صراع بين الخير والشر".
قال الفنان غالب جواد إن سبب إيقاف مسلسل "الكاسر" هو سياسي ولا يتعلّق بالعمل نفسه
الممثل والكاتب أحمد وحيد، تحدث عن عن تطور كبير للأعمال الفنية الرمضانية خلال موسم 2023، معتبرًا أنّ "المواسم السابقة كان تطورها على مستوى القصة، لكن الآن حصل على مستوى التمثيل والإخراج والكتابة".
ويقول وحيد لـ"ألترا عراق"، إنّ
"الفن العراقي ليس له تجربة سابقة كي يعتمد عليها دائمًا ومتصلة مع من بعده، ولذلك نرى كل جيل يعمل لوحده ولا يسلم منتجه للأجيال التي تخلفه من سنوات طويلة"، مبينًا أنّ "كل جيل عراقي يقوم بالاعتماد على نفسه ببناء دراما بسبب التقنيات المتوفرة والإنتاج الجيد، حيث يدفعه ذلك لتكملة نفسه موسم بعد آخر، ليشكل الرقم الأول في منزل كل عائلة عراقية".
ورأى وحيد أنّ
المنافسة بين الأعمال الفنية هي من تخلق التطور بشكل مستمر، حيث "يوجد بعد الإفطار مباشرة تنافس كوميدي قوي، وكذلك الحال بعد ساعة ونصف يحصل التنافس الدرامي بين المسلسلات مثل مسلسل خان الذهب، ومسلسل غيد، وتستمر المنافسة بعدها تباعًا"، مشيرًا إلى أنّ "التنافس يخلق أيضًا الاهتمام الأكبر بالأعمال حاليًا وفي السنوات المقبلة، على اعتبار قبل 10 سنوات كانت هناك قناة تلفزيونية واحدة متسيدة للمشهد، لكن الآن هناك عدة قنوات تتنافس".
واعتبر وحيد أنّ
مشاركة الفنان العراقي بالأعمال العربية، "خطوة جيدة، لكن الأفضل منها هو حصول العكس بظهور الممثلين العرب والخليجيين في أعمال عراقية، كي يدل على تطور الإنتاج العراقي وإيمان الفنانين العرب بقدرة المسلسلات العراقية على أن تضع نفسها ضمن أجندة نتاجات وخيارات الفنانين على المستوى العربي"، مبينًا أنّ "الفن العراقي الآن دخل فيه العديد من المخرجين والمؤلفين العرب وهذا أيضًا يعد تطورًا ملموسًا".
لكنّ المخرج والممثل، علاء قحطان، تحدث فعلًا عن تطوّر، لكنه استدرك، بأن هذا التطوّر لم يشهد انتهاء مشكلة قديمة عند الفنانين العراقيين، والمشكلة ـ والكلام لقحطان ـ تتجلى في أن "الممثل العراقي يعاني من انعكاس ثقافته المسرحية على أداءه الدرامي".
ويعتقد قحطان خلال حديث لـ"ألترا عراق"، أنّ "حضور الشباب على مستوى التمثيل كان مفرحًا وأهم من أداء الكثير من الفنانين الكبار من ناحية التلقائية وعدم التصنّع".
علاء قحطان: الحضور النسوي كان مميزًا في الموسم الرمضاني الحالي لأن العراق يعاني من أزمة كبيرة في ذلك
ولا ينكر قحطان وجود التطوّر في هذا الموسم، معللًا ذلك بـ"الكم من الأعمال وهذا يخلق نوعًا في المستقبل، بالإضافة إلى التطور التقني من ناحية الألوان واختيار المواقع وأزياء الممثلين".
ويشخّص قحطان إيجابية أخرى في تطور هذا الموسم، متمثلة بـ"الحضور النسوي لأنه كان مهمًا من ناحية أن العراق يعاني من أزمة قديمة في الحضور النسوي، وذلك بسبب الأحداث التي رافقت حقبتي الاستبداد وما بعد الاحتلال".