03-أبريل-2020

عدنان الزرفي (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير 

يواصل رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي تحركاته "الرئاسية" بنشاط والمتمثلة بعقد لقاءات واسعة النطاق مع الجهات التنفيذية التي تمثل الدولة على الأصعدة العسكرية والاقتصادية والاجتماعية، بمشهد يوحي إلى تكريس وقته على هذه اللقاءات ويثير التساؤلات عن نصيب الاجتماعات المغلقة من أجل كسب الداعمين لكابينته التي يستعد لطرحها في البرلمان.

تأتي تحركات الزرفي وتصرفاته كرئيس وزراء وسط اشتداد الرفض من قبل تحالف الفتح

وتأتي مواظبة الزرفي على هذا النوع من التحركات، وسط اشتداد الرفض من قبل تحالف الفتح بقيادة هادي العامري، إلى الحد الذي وصل الأمر ببعض أعضائه إلى "التهديد"، بل يمضي الزرفي إلى إرسال كابينته الوزارية إلى البرلمان يوم غد السبت بحسب بعض المصادر، فيما تقف "الكتل الفصائلية" بين خيار القبول بالزرفي أو "بديله الأخير" غير المرغوب به، أو فقدان شرعيتهم السياسية الممثلة للشعب بحل البرلمان.

اقرأ/ي أيضًا: الزرفي يتصرف كرئيس وكتل تبحث عن بديله.. هل يمر؟

وهدد النائب عن تحالف الفتح، محمد الغبان، رئيس الجمهورية برهم صالح بـ"كشف المستور"، في حال عدم سحب التكليف من عدنان الزرفي.

وقال الغبان في تغريدة رصدها "ألترا عراق"، إنه "بناءً على قرار الهيئة العامة في محكمة التمييز الاتحادية في 17 آذار/مارس واستنادًا إلى القاعدة القانونية ما بني على باطل فهو باطل ندعو السيد رئيس الجمهور لإلغاء المرسوم الجمهوري الخاص بتكليف السيد عدنان الزرفي"، مهددًا بأن "أي محاولة للالتفاف على هذا القرار لن تمر والا سنضطر لكشف المستور".

لكن وكما يبدو أن الفتح وأنصاره من الكتل التي لها فصائل مسلحة، لن تكون موفقة جدًا بالحصول على ما يجعل "القلوب باردة" حتى لو نجحوا بإبعاد الزرفي، الذي إن لم يكن رئيس وزراء المرحلة فقد أصبح ورقة "توريط" للكتل السياسية، وبهذا، يعتبر الخبير الأمني والمحلل السياسي هشام الهاشمي، أن لا بديل للزرفي أمام الفتح إلا رئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي "المرفوض فصائليًا" أو قاسم الأعرجي "المحسود فصائليًا".

وقال الهاشمي في تغريدة رصدها "ألترا عراق"، إنه "لم ينجح تحالف الفتح في فعل ما كان يطمح له من تمرير محمد علاوي، ولم ينجح في تفكيك الحد الأدنى من عزم عدنان الزرفي لإجباره على الإعتذار رغم التغريدات الغبانية والفصائلية شديدة اللهجة والتهديد".

أضاف أنه "حتى بعد زيارة شمخاني ثم قاآني ما زال تحالف الفتح يصر على رفض الزرفي، ثم لا بديل لهم غير الكاظمي (الليبرالي المعتدل المرفوض فصائليًا) أو الأعرجي (المحافظ المعتدل المحسود فصائليًا)".

خبير قانوني: إذا لم يفلح الزرفي خلال المدة الدستورية ستذهب الأمور إلى المادة 81 من الدستور  حيث تنتقل إدارة مجلس الوزراء إلى رئيس الجمهورية

وبالعودة إلى اعتبار الزرفي "ورقة توريط" للكتل السياسية ولا سيما الفصائلية منها، حيث أن عدم تمريره تعني جلب أحد "الأوراق التوريطية" الأخيرة من قبل رئيس الجمهورية برهم صالح، والتي تمثل آخر فرصة للبرلمان وكتله السياسية، حيث أن عدم الموافقة في حينها يكون ثمنها إعادة الكتل إلى الصفر وتحويلهم من نواب إلى مواطنين من خلال حل البرلمان، كما يرى الخبير القانوني علي التميمي.

اقرأ/ي أيضًا: مخاوف "شق الصف الشيعي" تتفاعل.. الأسبوع الأخير يحدّد مصير الزرفي

ويقول التميمي متحدثًا عن دستورية تكليف الزرفي لـ"ألترا عراق"، إنه "وفق نص الفقرة خامسًا من المادة 76 من الدستور بأن يكلف رئيس الجمهورية مرشحًا آخر عند عدم نيل الوزارة الثقة، وقبل أن يقوم رئيس الجمهورية بهذا التكليف الذي يعد الأخير في المادة 76 استفتى المحكمة الاتحادية لمعرفة رأيها بشأن الكتلة الأكبر وهل يتقيد هو بتكليف مرشحيها أم هو حر غير مقيد، فأجابته المحكمة الاتحادية بالقرار 29 لسنة 2020 بأنه حر في الاختيار وليس ملزمًا بالاختيار من الكتلة الأكبر وقد فعل ذلك رئيس الجمهورية باختيار الزرفي".

أضاف التميمي أنه "إذا لم يفلح الزرفي خلال المدة الدستورية بمهمته أو لم يمنحه البرلمان الثقة هنا ستذهب الأمور إلى المادة 81 من الدستور  حيث تنتقل إدارة مجلس الوزراء إلى رئيس الجمهورية بالإضافة إلى مهامه كرئيس للجمهورية، وله هنا وفق هذه المادة أن يكلف مرشحًا آخر، وهي الفرصة التي ما بعدها فرصة، حيث إذا لم يفلح هذا المكلف سيكون أمام رئيس الجمهورية حل البرلمان وفق المادة 64 من الدستور لأنه جمع صفة رئيس الجمهورية والوزراء معًا".

وحول إمكانية تطبيق ما تطالب به بعض الكتل بسحب التكليف من الزرفي، يقول التميمي إنه "لا يمكن لرئيس الجمهورية سحب التكليف من عدنان الزرفي بل الدستور يحتم أن تمضي مدة الـ30 يومًا الممنوحة له باختيار الكابينة الوزارية، وإذا لم يفلح أو لم يمنحه البرلمان الثقة فقط هنا يمكن أن نقول إن الزرفي أخفق".

وكشفت مصادر مطلعة أن الزرفي سيقوم بإرسال كابينته الوزارية إلى البرلمان للاطلاع عليها يوم غد السبت.

من جانبه، أكد النائب عن تحالف سائرون رياض المسعودي أن "رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي، أنهى المرحلة الأولى من لقاءاته مع قادة الكتل السياسية السنية ولكنه لم يجتمع لغاية الآن مع الكتل الشيعة والكردية".

نائب: الزرفي يعقد لقاءاته مع نواب الكتل الشيعية، على انفراد، لكسب تأييدهم بعيدًا عن رؤساء كتلهم

وأوضح المسعودي في تصريحات صحفية رصدها "ألترا عراق"، بأن "الزرفي يعقد لقاءاته مع نواب الكتل الشيعية، على انفراد، لكسب تأييدهم بعيدًا عن رؤساء كتلهم".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الزرفي يسابق الزمن وتحالف العامري يتربص.. من يكسب الرهان؟

هل يعتبر عدنان الزرفي نقطة تلاقي إيرانية ـ أمريكية؟