14-فبراير-2020

محمد توفيق علاوي (فيسبوك)

بعد مرور أكثر من 4 أشهر على الاحتجاجات التي شهدها العراق، والتي تسبّبت بإقالة حكومة عادل عبد المهدي، تم حرق أسماء كثيرة من أجل تنصيب رئيس وزراء كبديل عن عبد المهدي الذي كانت إقالته جزء من شروط قدمها المحتجون لتحقيق مطالبهم، والتي يقولون إنه فشل في احتواء الاحتجاجات، وتسبب بسقوط ضحايا وصلوا إلى أكثر من ٦٠٠ قتيل فضلًا عن أكثر من 20 ألف جريح.

مرحلة حرجة

ما أن استقرت الكتل على ثلاثة مرشحين، هم كل من علي شكري، ومحمد توفيق علاوي، ومصطفى الكاظمي، لخلافة عبد المهدي وقيادة المرحلة الحرجة لغاية الوصول إلى انتخابات مبكرة كأول شرط من شروط المتظاهرين، حتى بدأت طاولة المفاوضات بحسم أزمة رئيس الوزراء، فضلًا عن محاولة "ترميم البيت الشيعي"، وهو ما أفرز ـ بحسب مراقبين ـ اختيار محمد توفيق علاوي. 

قال سائرون إن مرشحه هو من تقبل به ساحات الاحتجاج لكن الأحداث أثبتت عكس ذلك حيث حاول جماعة "القبعات الزرق" فرض توفيق علاوي على الساحات

تحالف سائرون، الذي يقول إنه الكتل الأكبر في البرلمان، قال إن "مرشحه هو من تقبل به ساحات الاحتجاجات، وسوف ترفض من ترفضة الساحات"، لكن الأحداث اثبتت عكس ذلك بعد أن سيطر أنصار الصدر على ساحات الاحتجاج عبر إدخال ما سمي بـ"القبعات الزرق" التي فرضت سطوتها على منصة المطعم التركي، بغية تمرير محمد توفيق علاوي، والذي قال الصدر إنه "مرشح الشعب"، على الرغم من رفض ساحات الاحتجاج له، وهو الأمر الذي أحدث صدامات بين المتظاهرين والقبعات الزرق في مختلف المحافظات. 

خط النهاية

يقول إبراهيم الصميدعي، وهو سياسي المستقل، في تصريحات صحفية تابعها "ألترا عراق"، إننا "حاولنا مع بعض الناشطين والسياسيين اقتراح أسماء أخرى خلافًا لترشيح علاوي والكاظمي، ولم نستطع إقناع التحالفات السياسية آنذاك" مضيفًا أنه "قبل تكليف محمد توفيق علاوي بثلاثة أيام كانت الأمور تتجه نحو مصطفى الكاظمي، الذي كان المرشح الأول".

اقرأ/ي أيضًا: المرشح الشبح.. مُكلفٌ يعلن تكليف نفسه

استدرك الصميدعي "لكن قبل يومين من التكليف تحديدًا، حدث الانقلاب الكبير في رأي مقتدى الصدر، وتم اختيار محمد توفيق علاوي، حيث التقيت بمحمد توفيق علاوي مرتين، في المره الأولى تم استقبالي من قبل المفاوضين والعرابين من رجال الظل، والمرة الثانية كانت خلال تكليف رئيس الجمهورية لمحمد توفيق علاوي لرئاسة الوزراء"، موضحًا أن "جميع الكتل السياسية كانت تنتظر مرشحًا من الكتلتين الأكبر في البرلمان، الفتح وسائرون، وإن بقية الكتل لم تستطع ترشيح أو تمرير اسم واحد من دون موافقتهما، وأننا سنصوت فقط على اسم لشخصية لكنه ليس مرشحنا".

وذكر أن "الفتح وسائرون لم تعط الفرصة لبقية الكتل السياسية بالمشاركة والمساهمة في تمرير أو ترشيح أسامي معينة أو إشراكهم في صناعة القرار، وكان اعتراضنا على محمد توفيق علاوي لهذا السبب حيث رفضا إشراك البقية في هذا القرار"، معللًا أن "مصطفى الكاظمي تم الاعتراض عليه من قبل كتلة الفتح، حيث تكلمت مع أغلب أعضاء الفتح وقالوا إنهم موافقون على الكاظمي إلا أنهم يتعرضون لضغوط لرفضه رسميًا".

ويكشف الصميدعي عن اللقاء بعلاوي للمرة الأولى، قائلًا "قدم لي علاوي برنامجه الحكومي، وما هي مطالب المتظاهرين وإنه سيسعى إلى تحقيقها، ويطلب الفرصه الأولى لتحقيقها، وإن فشل في ذلك سيكون أول المنسحبين".

وفي الأثناء، تقول المتحدثة باسم ائتلاف النصر، آيات المظفر إنه "كان هنالك تنافس لآخر لحظة بين مرشحين، الكاظمي وعلاوي، وإن  الكتل السياسية رأت أن أقرب شخصية مقربة من الجميع، وخاصة الفتح وسائرون، هو علاوي"، مضيفة "كون العراق هو العمق الاستراتيجي للجانب الإيراني فإننا كل بداية لتشكيل الحكومة يجب أن تكون بموافقة الجانب الإيراني وإن استتباب الأمن والوضع العراقي يصب في مصلحة الجانب الإيراني، وأي تخلخل في الوضع سيضر بمصالح تلك الدولة".

أوراق لعب

استقرت ترشيحات رئاسة الحكومة العراقية، على وزير الاتصالات الأسبق محمد توفيق علاوي، ورئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي، وذلك قبل يوم واحد على انتهاء مهلة الرئيس برهم صالح، للكتل السياسية، لتقديم مرشح "غير جدلي". 

تحالف النصر: كل بداية لتشكيل الحكومة في العراق يجب أن تكون بموافقة الجانب الإيراني

وقال صالح، في بيان إنه "سيختار رئيسًا مؤقتًا للوزراء، إذا لم تتمكن الأحزاب السياسية من اختيار بديل عادل عبدالمهدي، بحلول الأول من شباط/فبراير".

اقرأ/ي أيضًا: كواليس الصفقة و"تصدع" البناء.. لماذا يستميت الصدر دفاعًا عن محمد علاوي؟!

وتدريجيًا، بدأت حقائق تكليف محمد علاوي تنكشف، إذ صح ما قاله أحمد الأسدي، في تصريحات صحفية، إن "المرشحين لرئاسة الوزراء كانوا محسومين مسبقًا، وهم أسماء أصر عليهم رئيس الجمهورية، برهم صالح،  حيث رفض تكليف أي مرشح ياستثنائهم، وإن كل الأسماء التي طرحت أما للحرق أو للرفض"، مضيفًا "سأل هادي العامري رئيس الجمهورية من هي الأسماء التي يفضلها رئيس الجمهورية، فقال ثلاثة أسماء، مصطفى الكاظمي، ومحمد توفيق علاوي، وعلي شكري، وهو يعتقد أنها ربما ترضي الجمهور".

ويرى مراقبون أن الصدر حين طرح اسم الكاظمي ومعه فائق الشيخ علي ورحيم العكيلي، أراد أن يحرقهم ويقدم مرشحه "المحسوم مسبقًا"، وهو محمد توفيق علاوي. 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

بعد فرضه بـ"التواثي".. الصدر يلوح بـ"قلع" محمد علاوي ويعلن حل "القبعات"!

الصدر يحاول التخلّص من فشل حملته لـ"حماية التظاهرات" بأقصى سرعة