04-فبراير-2021

(محمد الطراوي)

كما في البيت

كما في الحديقة

أنتِ خائفة، وتملأ أنفكِ رائحة الوحش، ويحتل عينيك خيطُ سواد في النهار. كتفاك تتقاربان، ويهرب قلبك أمامك حين تجلسين، لصورته غشاوة الحركة في صورتك الساكنة.

كما في البيت

كما في الحديقة

أنتِ خائفة، يلاحقكِ الهواء بكفين هائلتين، وتمر أصابعك النحيلة على ندب كثيرة في الشوارع، فتقشعر شفقة وخوفًا، أيتها المتوحدة في غابة الأذرع المستغيثة والمفترسة.

خائفة حين تستيقظين

وقبل أن تنامي

ثمة أعشاب حزن تنمو على الأحاديث والمصادفة، أنانية تقبض على دفة المراكب المبحرة إلى نجاتها، مصاعب تشبه الشوارع المفروشة بالحجارة، تشبه أرجل الطفلة الحافية في الشوارع، الماشية على الحجارة، تشبه الدم والوجع في الوصول.

خائفة في وحدتك

وحين تحبين

لأن العالم أكبر مما ينبغي، أعقد من لب تفاحة حلوة، وقشرة موزة سوداء، أشق من ضرب مطرقة تقحم المسمار عنوة في الحائط، أقسى من انفلات الخيط، وسقوط الصورة المعلقة بالمسمار.

ولأن لا شيء، في هذا العالم الكبير المعقد الشاق والقاسي، صالح للأطفال.

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

خاتم سليمان

استغاثة من الوحدة

دلالات: