آن لك،
يا صاحب الوردة الخضراء
والقصيدة الطويلة،
أن تتنحى.
تعرف أن رفاقك رحلوا
حين أصبحت الرفعة قدرًا كهربائيًا
والذات نسخة
صنعتها الجموع بالتراكم.
لن تحب بعد اليوم
دون ادعاء حزن لم يصبك..
دون أن تغير إضاءة الصورة ليزداد وجهك بياضًا
وإن شحب خلفك ورق الجدران.
صار عليك فعل ما قاتلت ضده:
أن تكتب قصيدة عن عذق عنب أخضر
عن اللمسة الضبابية على حباته الندية
وعن الحموضة الحلوة في عصارته الطازجة
متغاضيًا عن العفن الكامن في زاويته المتوارية
والسوس الشره على أوراقه المهترئة.
عليك أن تروي قصة الحفرة التي ردمتها
بعد أن قضمت كاحلك الأيسر؛
لا تذكر حادثتك الأليمة وكوميديا تفاصيلها،
بل اقرأ خطبة باترة
عن ألف كاحل أنقذته من التهام الأرض.
لقد اوصدتْ مدرستك أبوابها
ولم يعد ثمة من يحب ويكره دون سبب
ويغني في ساعة ويبكي في التالية
أو ينام مرة منتصف الظهر ومرة فجرًا ومرة لا ينام.
(المجد لمن قال أنا في هذه الأيام)
أخبر الحشد عن معجزة صغيرة في جيب بنطالك الأيسر
حيث ترقد علبة سجائر خالية من النيكوتين
وولاعة ذهبية مقلدة ومعطلة
وقل لهم أنا صاحب المعجزة أنصتوا لوصاياي.
(المجد لمن راقب العاصفة تضرب ضفتي المدينة)
أخبرَ سكان الضفة الناجية، برويّة، أن النصر لمن نجى
وقاد الحرب على الخرائب وانتصر.
(المجد لمن يختلق المعارك، لمن يهاجم الوهم ولمن ينتصر)
الوحدة لك يا صاحب الوردة الخضراء
حين يسلب دخان المصانع عطرها
وحين تذبل في غصنها بمحض أسبوع
وحين تقرأ مرثيتها على الجدران.
الوحدة لك أيها المدافع
يا عبد الحقيقة،
يا ذي المعارك الخاسرة.
اقرأ/ي أيضًا:
عقاقير طبية
وصية موتي