16-نوفمبر-2019

القوات الأمنية بدأت تذهب إلى المدارس للحديث عن خطورة الذهاب للتظاهرات (Getty)

تواصل السلطة محالاوت "التفتيت الهادئ" للاحتجاج عبر سلسلة إجراءات ‏استخدمتها، بدأت من اتهام المتظاهرين بالانتماء إلى حزب البعث إلى التواصل مع أمريكا، فضلًا عن محاولات أخرى لتشتيت المتظاهرين وإبعاد التضامن عنهم، فيما تواصل ‏الأجهزة الأمنية مراقبة ومضايقة الكوادر الساندة للاحتجاج مثل الصحة والتربية، حيث بدأت باستنفار كافة الطرق للوقوف بوجه نقابة المعلمين الداعمة للتظاهرات، من ضمنها إرسال مسلحين إلى المدارس ليستفسروا إن كانوا قد استمعوا لتعليمات النقابة أو لا.

وصل مدير قسم محاربة الشائعات في وزارة الداخلية إلى إحدى مدارس البنات وبدأ يتحدث عن خطورة الذهاب إلى التظاهرات

وبحسب مصادر كشفت لـ"ألترا عراق"، عن وصول النقيب زياد القيسي، مدير قسم محاربة الشائعات في وزارة الداخلية، إلى إحدى مدارس البنات في الكرادة، برفقة 5 مسلحين، بثوا الرعب في قلوب الطالبات والمدرسات، بحجة الحديث عن الابتزاز الإلكتروني.

اقرأ/ي أيضًا: "تفتيت هادئ".. متظاهرو ساحة التحرير يطيحون بخطة الفصائل المسلحة!

تقول المصادر إن "النقيب بدأ بخطبته عن الابتزاز لعدة دقائق، ثم تحول الموضوع بشكل سريع إلى التظاهرات"، قائلًا إن "أغلب ما ينشر من قتل وموت هو مفبرك وغير صحيح، وحذرهم من التورط بالتظاهر"، "حقق معهم ثم تركهم"، بحسب حديث إحدى الطالبات اللاتي شهدن الموقف.

الطالبة شرحت القصة، لكنها رفضت أن يكشف عن اسمها خوفًا من الاعتقال، أو الخطف، حيث قالت "دخلوا وكأنهم في معركة، كانوا مسلحين ومخيفين، أنا أعرف بعض من مدرساتي يذهبن إلى الاحتجاجات بعد انتهاء الدوام، خفت كثيرًا حين سألوهن إن كن قد ذهبن أم لا، لقد نكرن، مستدركة "لكنهم أعادوا السؤال أكثر من مرة، كأنهم يعرفون".

أضافت "بعد أن نصحنا بالانشغال بدراستنا، والابتعاد عن أجواء التظاهر، جاء بذكر نقابة المعلمين، وعن الإضراب، وسأل إن كان أحدًا يسير بتعليماتهم أم لا، وحين أجابوه بالنفي، عاد ليؤكد على الموضوع مرات أخرى"، "أخافني هذا الالحاح"، تقول الطالبة.

لفتت الطالبة إلى أنها "حين أخبرت أهلها عن ما حصل، كانوا "متفاجئين وخائفين"، قالت إنهم "قلقوا من إرسالي للدوام في اليوم الثاني، لا أحد يعرف كيف تدار الأمور".

صديقتها قالت إن "النقيب كان مترددًا، وكأنه يسرق الحديث"، مشيرة إلى أنه "أصر أن يمحي فكرة التظاهرات من رأس البنات، قال إن "التظاهرات لها (ناسها)، أي بمعنى ليست لنا".

خبير قانوني: لا يسمح بإدخال الرعب بقلوب الطلبة والكادر التدريسي، كون الأحكام السارية هي طبيعية وليست أحكام طوارئ ومن حق الكادر التدريسي رفع دعوة قضائية ضدهم

لفتت إلى أن "الإدارة كانت متفاجئة بحضورهم، لم يكن لديهم علم مسبق"، مشيرة إلى أنهم "خرجوا من المدرسة بعد ساعة ونصف تقريبًا من التحقيق والتخويف والنصائح"، مبينة: "ذهبت الى الإدارة لاستفسر عما حدث، سمعت المدير يتساءل أيضًا عنهم، مستغربًا من حارس المدرسة الذي لم يسحب أسلحتهم بباب الدخول".

اقرأ/ي أيضًا: المرجعية تجدد مساندتها للمتظاهرين: لن يكون ما بعد الاحتجاجات كما كان قبلها!

حاول "ألترا عراق"، التواصل مع وزارة الداخلية، لكنها امتنعت عن التعليق عن الموضوع، لكن الخبير القانوني صادق عبد الحسن اللامي، قال لـ"ألترا عراق"، إن "هذه الحادثة تعد مخالفة قانونية، مبينًا أن "هذه الأمور ليست من ضمن تخصصهم، وهناك تداخل وتضارب وتجاوزًا للصلاحيات، هذه مخالفة صريحة، لا يسمح بإدخال الرعب بقلوب الطلبة والكادر التدريسي، كون الأحكام السارية هي طبيعية وليست أحكام طوارئ"، مؤكدًا أن "من حق الكادر التدريسي رفع دعوة قضائية ضدهم".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

رعب "السيارة السوداء".. من يختطف الناشطين المتظاهرين ويغيبهم؟!

بيان دولي يوثق انتهاكات السلطة ضد الاحتجاجات في العراق.. قتل واحتجاز جثث!