10-فبراير-2022

اشتباكات عشائرية واغتيالات تطال قاض وضابط شرطة وعنصر في سرايا السلام (فيسبوك)

ألترا عراق - فريق التحرير

تشهد محافظة ميسان جنوب غربي العراق تصعيدًا أمنيًا منذ أيام اختلف طابعه بين العشائري وبين ما صار يُطلق عليه "سياسيًا" بحكم التعليقات الأخيرة من بينها تصريح زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.

اُغتيل قاضٍ متخصص في ملف مكافحة المخدرات بعد اشتباكات عشائرية طاحنة واغتيال لضابط شرطة

وشهدت ميسان نزاعًا عشائريًا طاحنًا في منطقة قلعة صالح بين عشيرتين أسفرت عن قتلى ومصابين وطالت الاشتباكات القوات الأمنية التي حاولت التدخل للسيطرة على الموقف لكنها تلقت رشقات من الإطلاقات المتبادلة.

اقرأ/ي أيضًا: حرب شوارع في ميسان: قوات الأمن تفرض حظرًا للتجوال.. وعشيرة توجه بإخلاء المنازل

اغتيال قاضٍ

وفي 5 شباط/فبراير الحالي أقدم مسلحون مجهولون على قتل القاضي أحمد فيصل المتخصص بملف مكافحة المخدرات على مقربة من 6 دوائر أمنية، يحيطها الحرّاس وكاميرات المراقبة، وفق معلومات حصرية لـ"ألتراعراق" كُشف عنها لأول مرّة، بعد ثلاثة اعتداءات مسلّحة على منزله، منذ تسنمه قضايا المخدرات والمؤثرات العقلية قبل عامين.

وعلى إثر الحدث، حضر رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان بنفسه إلى ميسان وجدد دعوته للقائد العام للقوات المسلحة لاتخاذ الإجراءات العاجلة الكفيلة لتعزيز الأمن في ميسان والقبض على المجرمين، كما أشار في بيان سابق إلى "تقصير متعمد في عدم اتخاذ الإجراءات الأمنية".

ولاحقًا، وصل رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي إلى ميسان التي "شهدت في الآونة الأخيرة تكرارًا للعمليات الإجرامية المنظمة وآخرها جريمتا اغتيال القاضي أحمد فيصل، واغتيال الضابط في وزارة الداخلية حسام العلياوي، فضلًا عن جرائم تجارة المخدرات وبعض النزاعات العشائرية المسلحة".

اغتيالات.. والخزعلي يدعو لوأد الفتنة

وكان مسلحون مجهولون قد اغتالوا الضابط برتبة رائد في شرطة ميسان حسام العلياوي أسفل مجسر ساحة التظاهرات وسط المدينة بعد أن فتحوا النار على سيارته، وذلك قبل يومين من اغتيال القاضي.

والضابط القتيل هو شقيق القيادي في حركة عصائب أهل الحق وسام العلياوي الذي قُتل أثناء محاصرته في سيارة إسعاف مع اندلاع الاحتجاجات الشعبية مطلع تشرين الأول/أكتوبر في 2019.

في الأثناء، دعا الأمين العام لحركة "عصائب أهل الحق"، قيس الخزعلي، زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر للبراءة من قتلة الرائد حسام العلياوي "الذين صدرت بحقهم أوامر إلقاء قبض من قضائنا العادل، ولكن الأجهزة الأمنية تعجز عن تنفيذ هذه الأوامر".

اتهم قيس الخزعلي عناصر تدعي الانتساب لسرايا السلام باغتيال حسام العلياوي ووسام العلياوي

وجاءت دعوة الخزعلي للصدر على خلفية "ادعاء هؤلاء المجرمين الانتساب إلى سرايا السلام" وكذلك "ضرورة تعريتهم ووأد الفتنة في مهدها"، كما ذكر الخزعلي في تغريدته على موقع تويتر، التي قال فيها إنّ "قتلة حسام العلياوي هم ذاتهم قتلة شقيقه وسام"، ولم يرد مقتدى الصدر على دعوة الخزعلي.

 لكنّ مساء التاسع من شباط/فبراير 2022 تناقلت وسائل إعلام من بينها "ألترا عراق" خبر هجوم مسلح استهدف مواطنًا يدعى "كرار أبو رغيف" ما أدى إلى مقتله وإصابة زوجته بجروح خطيرة وسط المحافظة، مع أنباء لاحقة عن وفاتها.

واتضح في ما بعد أن أبو رغيف أحد القياديين أو العناصر في سرايا السلام، الجناح المسلح التابع للتيار الصدري.

صورة منسوبة للقتيل أبو رغيف (فيسبوك)

وبعد ساعات، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر تشييعًا ينظمه أتباع الصدري لجثمان أبو رغيف، هاتفين باسم زعيم التيار وهم يجوبون شوارع المدينة.

 

الصدر يتحدث عن تصعيد سياسي

في الأثناء، نشر إعلام التيار الصدري ردًا مكتوبًا بخط اليد من مقتدى الصدر على تساؤل حول ما يجري في ميسان، وقال الصدر إنّ "ما يجري هو تصعيد على مستويين: عشائري، وسياسي بين العصائب والتيار".

حذر قيس الخزعلي من "خطأ الاندفاع بتوجيه الاتهامات من بعضنا إلى البعض الآخر  لأن في هذا مصلحة أعداء العراق وإسرائيل في مقدمتهم"

ودعا الصدر "الأخوة في التيار والعصائب إلى التحلي بالهدوء والتصالح بعيدًا عن القيادات" و"إن اختلفنا معهم سياسيًا ولم نرض بالتحالف معهم".

وكرّر الصدر الإشارة إلى التحالف مع العصائب  بالقول: "وحتى وإن كان استهدافهم في محافظة ميسان والتصعيد فيها تصعيدًا سياسيًا من أجل تسقيط محافظها أو للضغط من أجل التحالف فكل ذلك لا يحلل الدم العراقي".

بالمقابل، ردّ قيس الخزعلي بتغريدة هو الآخر دعا فيها "الأجهزة الأمنية إلى الاحتكام للقانون وأن تقوم بواجبها كاملًا" مع دعم القوى السياسية لها.

وأضاف الخزعلي: "نشكر ونؤيد كل خطابات التهدئة التي تدعو إلى تفويت الفرصة على مريدي إشعال الفتنة"، محذرًا "من خطأ الاندفاع بتوجيه الاتهامات من بعضنا إلى البعض الآخر، لأن في هذا مصلحة أعداء العراق، وإسرائيل في مقدمتهم".

 

 

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

الكاظمي يعلن فتح تحقيق بعمليات الاغتيال في ميسان ويتوعد المقصرين

القضاء العراقي يتعامل كخصم مع "السلاح المتخفي" لأول مرة: قناعة جديدة أم "ثأر"؟