23-مايو-2020

(علي طالب/ العراق)

1

القتلى الذين لم يجدوا قبرًا

يعيشون في عيوننّا

مثل دموعٍ يابسة.

2

لا تنتظرْ مني

أن أصفَ الوردةَ

أنا شجرةُ شوكٍ

نبتتْ تحتَ ظلِ مقبرةٍ.

3

غاب أخي كثيرًا

حتى لم أعد أتذكره

لكنه زارني في الرؤيا

على هيئة طائر

حين دنوت منه

صرت شجرة.

4

لم يحدث شيء

سوى أننا أغمضنا عيونهم

واتجهنا بهم

صوب البيوت المنهكة،

في الليل جمعنا صورهم

ورتّبناها حسب أعمارهم

وبكينا دون دموع.

5

بعد أن عدنا من المقبرة

عاد أخي معنا،

لم ننتبه إليه

وبمهارة لا يجيدها

سوى الموتى

دخل عيوننا

لكن دموعنا المالحة

ذرفته عند الطريق.

6

يغسل القتيل جرحه

بدمع الأم

ويعود إلى قبره

مثل وردة اصطناعية.

7

بعد أن غاب كثيرًا

وجدناه أخيرًا،

أخي الذي صار جمجمة

بين أسنانه

كلمات كثيرة لم نفهمها.

8

الذي وقفنا طويلًا عنده

لم يكن طابورًا للخبز

ولم يكن طابورًا للأمل

لقد كان رصاصة في الرأس.

9

الوردة التي وضعتها

على قبر طفل

صارت بستانًا.

10

سيأتي اليوم

أصدقائي القتلى

نذهب معًا

إلى المقهى الذي نحب،

سنضحك كثيرًا

أنتم تنسون موتكم

وأنا أنسى حياتي.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

وصية موتي

هكذا الوحيد

دلالات: