17-فبراير-2019

غياب مقتدى الصدر عن تويتر (Google)

الترا عراق – فريق التحرير

كشف مقربون من زعيم كتلة سائرون مقتدى الصدر، عن أسباب غيابه عن الساحة الإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي منذ أسابيع، فيما رجح مراقبون ارتباط ذلك الغياب بـ "غضب" الصدر من رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، بعد مساعي الأخير لاحتواء كتلة الفتح و"ميليشياتها".

قال مقربون من الصدر إنه غاب عن الإعلام ومنصات التواصل بعد أن حقق أهدافه بصعود عبد المهدي وإبعاد الفياض 

وقال مقربون من الصدر وفق تقرير لـ "اندبندنت عربية"، إن "الصدر حقق ما يريد من أهداف عبر تغريداته وحضوره الإعلامي في المرحلة الأولى لتشكيل الحكومة، لذلك اعتكف موقتًا، لمراقبة الساحة"، بعد أن "ضمن وصول سياسي مستقل إلى منصب رئيس الوزراء، وهو عادل عبد المهدي وحال دون شغل فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي، حقيبة الداخلية"، وفقًا لهم.

اقرأ/ي أيضًا: ما الذي جرى بين الصدر وسليماني طوال 5 ساعات بضيافة نصر الله؟ 

نقل الموقع عن المقربين الذين لم يكشف عن هوياتهم قولهم أيضًا، إن "هذين الهدفين، يلخصان رؤية الصدر في شأن المرحلة المقبلة"، فيما وصف الصدر بـ "زعيم التيار الشيعي، المناهض للنفوذ الإيراني في العراق".

لكن معلومات كانت قد أشارت مؤخرًا، إلى لقاء جمع الصدر بقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، استمر لمدة 5 ساعات في منزل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، أثمر عن حسم منصب وزير الداخلية لمرشح آخر غير فالح الفياض، مقابل صلاحيات أكبر للأخير عبر تأسيس "وزارة الأمن الوطني" ومنحها له.

أشار الموقع، إلى توقف الصدر منذ حوالي 50 يوماً، عن الإدلاء بأيّ تعليق عبر وسائل الإعلام أو منصاته المختلفة في وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن "تبنى التعبير عن آراء كتلة الإصلاح عبر حسابه في تويتر، الذي يضم آلاف المتابعين، وهاجم في بعض التغريدات، خصومه بشراسة، لتتحوّل هذه المنصة إلى منبر سياسي مثير للجدل".

بين الموقع، نقلًا عن مصادر لم يسمها، أن "الصدر لعب دورًا محوريًا في تكليف عبد المهدي بتشكيل الحكومة، ولاحقًا بتسمية وزرائها"، حيث مثل صعود عبد المهدي مفاجأة سياسية في العراق، إذ جاء في لحظة بلغ فيها النفوذ الإيراني داخل هذا البلد، "أوج قوته"، ما حفّز توقعات على نطاق واسع، بأن رئيس الحكومة الذي يخلف العبادي سيكون "صنيعة إيرانية"، على حد وصف الموقع.

أدى "اعتكاف" الصدر عن التغريد في تويتر، إلى "تراجع" نشاط العراقين على الموقع الذي استغله سياسيون عراقيون للتعبير عن آرائهم ومواقفهم أسوة بالصدر، كما يقول الموقع. في حين قال رائد فهمي، القيادي في تحالف سائرون، إن "الصدر أفصح عبر سلسلة تغريدات قبل نحو شهرين، عن رؤيته بشأن تشكيل الحكومة، ثم ترك حسم التفاصيل للجان المفاوضات التي شكّلتها الأحزاب السياسية"، مؤكدًا أن "الصدر يواصل مراقبة أداء الحكومة، ولن يتوانى عن التدخل، في حال تطلّب الأمر".

اقرأ/ي أيضًا: السيستاني يرد على ترامب ويطلب من عبد المهدي نزع سلاح المليشيات

الكاتب والصحافي العراقي سرمد الطائي قدم تفسيرًا مختلفًا، لفرضية "اعتكاف الصدر"، وفق الموقع. ويقول الطائي إنه "سمع زعيمًا شيعيًا بارزًا، يتحدث عن برود كبير في العلاقة بين الصدر ورئيس الحكومة"، مضيفًا أن "الصدر، على ما يبدو، غاضب من عبد المهدي، الذي يعمل بإستراتيجية الحد الأدنى من الإنجاز، بينما يذهب زعيم التيار الصدري في طموحاته إلى آخر مدياتها".

"غضب" الصدر من عبد المهدي لمحاولته "احتواء" كتلة الفتح النيابية و"ميليشياتها" المقربة من طهران 

بين الطائي، بالقول : "نسمع من قادة بارزين أن الصدر وعلى الرغم من نجاحه اللافت في جمع البيت المعتدل العابر للمذاهب والمتنوع أيديولوجيًا، إلا أنه في الوقت ذاته يواجه بعض المشاكل في الانسجام مع رئيس الحكومة عادل عبد المهدي حتى لو كان كلاهما من مهندسي ما يعرف بعملية المراجعة والإصلاح منذ العام 2012 إبان الانسحاب الأميركي من العراق".

فيما رأى الطائي، أن "الفرق بين الرجلين يكمن في أن عبد المهدي المخضرم يؤمن بالحد الأدنى من الإنجازات السياسية، بينما يرتكز الصدر على نهج عائلته التاريخي المتمثل بالذهاب إلى الحد الأقصى في المطالبات والاندفاعات الثورية، ولذلك يحاول عبد المهدي احتواء كتلة الفتح النيابية وميليشياتها المقربة من إيران، بينما يبدو الصدر متمسكًا بضرورة التعامل العنيد الذي أجبر طهران على تقديم تنازلات واضحة في قضايا عدة".

 

اقرأ/ي أيضًا:

بعد مهاجمته إيران.. قوة من الحشد الشعبي تعتقل أوس الخفاجي وسط بغداد

مخاوف وتحذيرات من مديرية "أمن الحشد الشعبي".. ماذا تعرف عنها؟