ألترا عراق ـ فريق التحرير
حِراك وجدل مستمر يشغل كواليس المفاوضات السياسية بعد قبول مجلس النواب استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في 1 كانون الأول/ديسمبر 2019، على خلفية احتجاجات تشرين الأول/أكتوبر 2019، والتي كان أولى مطالبها إقالة عبد المهدي لتسببه بمقتل المئات من المحتجين بوصفه القائد العام للقوات المسلحة، بحسب بيانات ساحات الاحتجاج.
نحو 60 يومًا ورئيس الجمهورية برهم صالح عاجز عن تكليف رئيس وزراء جديد يحظى بتوافق الأطراف السياسية والإقليمية
نحو 60 يومًا ورئيس الجمهورية برهم صالح عاجز عن تكليف رئيس وزراء جديد يحظى بتوافق الأطراف السياسية والإقليمية، بالإضافة إلى موافقة المتظاهرين الذين دخلوا على خط الاختيار حيث حددوا مجموعة مواصفات لأي مرشح يكلفه صالح، أهمها أن يكون مستقلاً وغير منتم لأي حزب ومن غير مزدوجي الجنسية، ولم يكن وزيرًا أو بدرجةِ وزير أو برلمانيًا أو محافظًا، أن لا يكون عسكريًا ولا يتجاوز عمره الـ٥٥ سنة، بالإضافة إلى تعهده بعدم الترشح للانتخابات القادمة.
اقرأ/ي أيضًا: أزمة رئيس الوزراء أمام نهاية الفصل التشريعي.. ما هي رسائل المرجعية لعبدالمهدي؟
فيما قام المتظاهرون بحرق صور عدد من المشرحين لرئاسة الوزراء الذين لا تنطبق عليهم الشروط بعد تداول الأسماء في وسائل الإعلام، وأبرزهم وزير التعليم العالي قصي السهيل، ووزير العمل والشؤون الاجتماعية السابق محمد شياع السوداني، بالإضافة إلى محافظ البصرة أسعد العيداني، والنائب فائق الشيخ علي.
يرى المحلل السياسي جاسم الموسوي أن العوامل أعلاه "ضاعفت مصاعب الوصول إلى تسوية بعد أن كانت مقتصرة على التفاوض داخل البيت الشيعي ومن ثم الشركاء الآخرين، خاصة مع موقف ساحات الاحتجاج من كل مرشح يتم تداوله في الإعلام"، مبينًا خلال حديث لـ"ألترا عراق"، أن "دخول المتظاهرين كعامل مؤثر في اختيار رئيس الوزراء يعقد المشهد ويؤخر حسمه بين الأطراف السياسية".
مفاوضات قم تتعرقل
حول آخر التطورات يؤكد مصدر مقرب من رئاسة الجمهورية، أن "برهم صالح أنتظر قبل سفره إلى سويسرا للمشاركة في مؤتمر دافوس وصول أسم المرشح من مفاوضات رئيس تحالف الفتح هادي العامري وزعيم التيار الصدري في قم، بعد اتفاقهما على مرشحين يقدمان بشكل سري لضمان عدم حرقهما في الإعلام كما حصل مع المرشحين السابقين"، مبينًا أن "المفاوضات تعرقلت بين الصدر والعامري، ما جعلهما يعودان إلى العراق".
فيما رجح المصدر الذي رفض الكشف عن أسمه لأسباب تتعلق بوظيفته خلال حديث لـ"ألترا عراق"، أن "يكون الخلاف بدأ بين الصدر وقادة الفصائل أولًا على خلفية موقفه الداعم لبرهم صالح وخطابه في مؤتمر دافوس بعد أن هددته فصائل من لقاء رئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالإضافة لتوجيهاته للمظاهرة المليونية التي أظهرتهم بمظهر التابع وحدت من نفوذهم، بعد كسبه دعمهم وتحشيدهم للمظاهرة".
مصدر لـ"ألترا عراق": المفاوضات حول اختيار رئيس وزراء تعرقلت بين الصدر والعامري، ما جعلهما يعودان إلى العراق
كان الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، قد وجه رسالة عبر تسجيل مصور أطلع عليه "ألترا عراق"، كلمة إلى العراقيين بمختلف طوائفهم وقومياتهم، بحسب وصفه، دعاهم من خلالها للمشاركة في المظاهرة المليونية، فيما أعتبر المشاركة رسالة إلى ترامب بأن "في العراق شعب أبي ومقاومون هزموا الاحتلال الأمريكي عن حقيقة مشروعها في العراق من خلال رفضها الانسحاب"، مبينًا أن "أمريكا رفضت وترفض قرار البرلمان والحكومة والبلاد الآن يعيش مرحلة احتلال"، مشيرًا إلى أن "المقاومين بأعلى الجهوزية في حال رفضت أمريكا الانسحاب".
اقرأ/ي أيضًا: لماذا "يتهرب" رئيس الجمهورية من المادة 81 ويتجاهل "عشرات المرشحين"؟
أوضح الخزعلي أن "الجمعة المقبل سيكون يوم الدفاع عن السيادة ويوم ثورة العشرين الثانية"، معتبرًا أن "2020 هو عام ثورة العشرين لإنهاء الاحتلال الأمريكي"، لافتًا إلى أن "أبطال المقاومة جاهزون وقادرون على إجبار قوى الاحتلال على الانسحاب من العراق"، مؤكدًا أن "في العراق رجال مقاومون هزموا الاحتلال الأمريكي وحشديون هزموا مشروع داعش".
من جهته، بيّن صالح محمد العراقي "ثقة" زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، عبر صفحته في "فيسبوك"، أنه "ليس منهم من يعتدي على "ثوار تشرين" أو على الممتلكات العامة والخاصة، أو يحمل السلاح، فيما قال إنه "ليس منا الميليشيات غير المنضبطة، ولا نريدهم في مظاهراتنا"، فيما نشر صالح منشورًا آخر عقب لقاء برهم صالح بالرئيس الأمريكي اطلع عليه "ألترا عراق"، قال فيه "فخامة رئيس الجمهورية حامي السيادة وحامي الثوار".
وكانت كتائب حزب الله قامت بتهديد لبرهم صالح، وذلك عندما وضع المتحدث باسم الكتائب أبو علي العسكري، الرئيس صالح بين خيارين، في "تغريدة" نشرها في 21 كانون الثاني/يناير، دعا من خلالها الرئيس صالح إلى عدم الاجتماع بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مؤتمر دافوس الذي عقد في 23 كانون الثاني/يناير في سويسرا، وإلا سيواجه "الطرد من بغداد"، فيما واجه صالح تهديدًا مشابهًا من حركة النجباء في حال "صافح ترامب".
وما هي إلا ساعات مضت على هذه التهديدات، حتى التقى رئيس الجمهورية برهم صالح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هامش اجتماعات مؤتمر دافوس الاقتصادي، تحدث صالح خلال الاجتماع على ضرورة "استمرار الشراكة العسكرية بين العراق والولايات المتحدة".
اتهمت كتائب حزب الله برهم صالح بعد أن التقي دونالد ترامب بالضغط إلى جانب المحتجين لإسقاط عادل عبد المهدي
وعلى خلفية اللقاء، قال المتحدث باسم كتلة صادقون نعيم العبودي في تغريدة رصدها "ألترا عراق"، إن "رجل الدولة يجب أن لا يكون سببًا في انتهاك الدستور وسيادة بلده وأن لا يعمل على استفزاز مشاعر الملايين من الشعب".
اقرأ/ي أيضًا: خلافات الفصائل تتجدد مع رئيس الجمهورية وعلاقتها بالصدر موعودة بـ"التصدع"
من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم كتائب حزب الله محمد محيي في تصريحات صحفية اطلع عليها "الترا عراق"، إنه "إذا التقى برهم صالح بالرئيس الأمريكي فهو لا يمثل الشعب العراقي، ولم يحترم دوره كحامي للدستور"، معتبرًا أن "برهم صالح قد تجاوز دوره ولم يعد له مكان في بغداد كرئيس للجمهورية".
واتهم محيي برهم صالح بأنه "ضغط إلى جانب ما يسميهم بـ"المحتجين" لإسقاط رئيس الوزراء عادل عبد المهدي واستبداله"، مشيرًا إلى أنه "نحن مع كل الإجراءات التي تذهب إليها القوى السياسية لعزل برهم صالح".
وفي غمرة الخلافات بين القوى السياسية حول اختيار رئيس الوزراء، وتصعيد الفصائل ضد برهم صالح، قالت المرجعية في 24 كانون الثاني/يناير، وأثناء خطبة الجمعة، إن "تشكيل الحكومة الجديدة قد تأخر طويلًا عن المدة المحددة لها دستوريًا، فمن الضروي أن تتعاون الأطراف المعنية لإنهاء هذا الملف وفق الأسس التي أشير لها من قبل، فإنها خطوة مهمة لحل الأزمة الراهنة".
فيما قال زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر عبر تغريدة في "تويتر"، إنه "أعلن غضبي وبراءتي من كل سياسي يحاول تأخير عجلة التقدم بتشكيل حكومة قوية مستقلة ذات سيادة ووطنية ونزاهة وكفاءة، تبعد عنا الاحتلال والتدخلات الخارجية أجمع".
اقرأ/ي أيضًا:
قاطع حديث ترامب عن العقوبات.. برهم صالح "يصافح" الرئيس الأمريكي