25-ديسمبر-2019

يعيش المسيحيون في العراق "شتاتًا" في أوضاع حرجة و"غبن" سياسي (Getty)

الترا عراق - فريق التحرير

على غير عادتها، دفعت "انتفاضة العراقيين" الكنيسة في العراق إلى اتخاذ موقف سياسي عبّر عنه الكاردنال لويس رفائيل ساكو، رئيس الكنيسة الكلدانية، حين دخل إلى ساحة التحرير وركب "تكتك الاحتجاجات"، قبل أن يعلن إلغاء احتفالات أعياد الميلاد في كافة أنحاء البلاد هذا العام.

وجهت الكنيسة رسائل سياسية عبر دعم الاحتجاجات ومطالبات المجتمع الدولي بدعم المتظاهرين في العراق 

وفي الأمم المتحدة قدم المطران بشار متي وردة، رئيس أبرشية أربيل وتوابعها للكلدان، شهادة حول الاحتجاجات أمام مجلس الأمن، قال فيها إن الشعب العراقي "عبر رفضه للطبقة السياسية الفاسدة"، داعيًا إلى إجراء انتخابات مبكرة.

اقرأ/ي أيضًا: صور| "شهداء التظاهرات" أجراسٌ للميلاد.. "كريسماس" احتجاجي في بغداد

لكن تلك الموقف أشعلت خلافات واتهامات بين المسيحيين أنفسهم، حيث قال أحد "الأباء" في كنيسة "مار يوسف" في أربيل، إن "مطرانية أربيل ترى أن الحديث في السياسية له دوافع من قبل بعض رجالات الكنيسة، وكدين مسيحي وشريك في العراق، على رجال الكنيسة أن ينأون بأنفسهم عن ذلك، فالسياسة ليست لرجال الدين".

ويضيف "الأب" الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لـ "الترا عراق"، أن "مواقف الكاردنال ساكو تسبب بمشكلة داخل الكنيسة، التي تريد أن تكون بعيدة عن السياسة"، فيما أشار إلى أن "ساكو يسعى إلى دعم شخصية مقربة منه، كمرشح لتولي حقيبة وزارية، عبر أحد النواب في البرلمان الاتحادي".

في الوقت ذاته، تبرز مشاكل أخرى "أكثر تعقيدًا" تتعلق بتمثيل المسيحيين في كردستان، فبينما استقبلت عينكاوة، البلدة التي تشهد ذروة الاحتفالات المسيحية في العراق، أعياد الميلاد بحزن بسبب الأوضاع العامة في البلاد، نظم ناشطون مسيحيون عدة وقفات احتجاجية مسبقًا، مطالبين بتعديل قانون الكوتا للمكون الكلداني السرياني الآشوري وتحديد يوم خاص بالمكون للتصويت خلال انتخابات برلمان الإقليم.

ويقول المسيحيون، إن "الأحزاب الكردية الكبيرة تستحوذ على مقاعد المسيحيين في الإقليم من خلال نواب موالين لها وليس للأحزاب المسيحية، فيما كان تحالف "أبناء النهرين" المسيحي قد أعلن انسحابه من انتخابات 2018 في اقليم كردستان احتجاجًا على ذلك.

اقرأ/ي أيضًا: بطريركية الكلدان تلغي قداديس ليلة الميلاد: نصلي من أجل العراق

ويضمن المسحيون خمسة مقاعد وفق الكوتا في برلمان كردستان، كما حصلوا على منصب وزير النقل. لكن يوسف جولي، الناشط المسيحي في عينكاوة، يقول إن "الوزير أنو جوهر، شخصية محترمة لكن الجميع يعرف إنه كان مسؤول فرع عينكاوة في الحزب الديمقراطي الكردستاني (الحاكم)، وليس مرشحًا حصل على الوزارة من خلال الأحزاب المسيحية".

يشعر المسيحيون بالغبن في كردستان فيما تنقسم آراؤهم حول تدخل الكنيسية في السياسة بظل أوضاع حرجة يمرون بها دفعت الكثير منهم إلى الهجرة

ويضيف جولي لـ "الترا عراق"، أن "الكثير من المسيحيين في أربيل غادروا الإقليم إلى أوروبا، وحل محلهم مسيحيون قدموا من المناطق المضطربة في البلاد، حيث يسكنون مدينة عينكاوة، الملاذ الآمن الوحيد للمسيحيين، في ظل السياسات الحزبية في كردستان والبلاد برمتها"، مؤكدًا أن "الكنائس المسيحية على اختلافها لا تملك خارطة طريق واضحة، فهي تخلط بين السياسة والدين، وهو أمر يرفضه المسيحيون جميعًا".

بدوره يقول قيادي في كتلة الرافدين، إن "مشكلة المسيحيين لم تعد تقتصر على التهجير ومصادرة الأراضي في نينوى وبغداد، بل وصلت إلى مصادرة الآراء السياسية في أربيل"، مبينًا بشرط عدم كشف اسمه في حديث لـ "الترا عراق"، أن "وضع المسيحيين اليوم في كردستان وبقية أنحاء البلاد، ضبابي، في ظل تناسي قومياتهم والخلافات داخل الكنيسية حول المشاركة السياسية من عدمها".

 

اقرأ/ي أيضًا:

البابا فرنسيس يوجه رسالة للحكومة العراقية: أصغوا إلى صرخة الشعب!

نيويورك تايمز تحتفي بـ "ابن ثنوة".. هل هذا أنت يا صفاء؟