13-فبراير-2021

عملية كبدت بغداد خسائر بـ25 مليار دولار منذ 2003 (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

لا توفر لغة الأرقام المجردة من التفاصيل فهمًا كافيًا للأوساط الشعبية وغير المختصة وبمختلف الأصعدة، ولا سيما في العراق، حيث صعوبة الحصول على المعلومة فيما يخص التعاملات المالية والإنتاج مقابل الاستيراد وما يرتبط بهما.

تقدر الأموال المصروفة على المشتقات النفطية التي اشتراها العراق من 2003 وحتى الآن، بأكثر من 25 مليار دولار

وتبرز تبعات هذه الإشكالية بشكلٍ واضح على واحدة من أكثر المعادلات الاقتصادية الخاسرة في العراق، والمتمثلة بملف المشتقات النفطية، وما يُصرف من أموال بأرقام كبيرة مقابلها، في واحدة من أكبر البلدان النفطية وثاني أكبر منتج ومصدر للنفط بين دول أوبك.

اقرأ/ي أيضًا: حصص النفط وأزمة الأسواق.. أربيل تحرج العراق وبغداد توضح

تقدر الأموال المصروفة على المشتقات النفطية التي اشتراها العراق من 2003 وحتى الآن، بأكثر من 25 مليار دولار، وبمعدل سنوي يصل إلى 5 مليار دولار سنويًا (7 مليون دولار يوميًا).

كم يحتاج العراق من المشتقات؟

ويمتلك العراق مصافي البصرة وبيجي والدورة، وسط آمال بإكمال مصفى كربلاء، إلا أن المصافي العراقية عاجزة عن توفير ما يكفي الحاجة المحلية من المشتقات من خلال تكرير النفط الخام، ما يدفع العراق لبيع نفطه خامًا، لتقوم الدول بتكريره واستخراج المشتقات والمنتجات النفطية الثانوية، ليقوم العراق بدوره باستيراده مجددًا.

يحتاج العراق بحسب البيانات الرسمية، حوالي 23 مليون لتر بنزين وما يماثلها من زيت الغاز، فيما يبلغ الإنتاج المحلي لزيت الگاز 17 مليون لترًا، أما إنتاج البنزين فيبلغ حوالي 13 مليون لترًا، ويتمّ تعويض الباقي من الاستيراد، فيما يأتي النفط الأبيض (الكيروسين) في المرتبة الثالثة بقائمة المنتجات النفطية التي يحتاجها العراق ويستوردها سنويًا.

وقال وكيل وزارة النفط لشؤون التكرير، حامد يونس الزوبعي، في تصريحات سابقة للوكالة الرسمية وتابعها "ألترا عراق"، إن "طاقة إنتاج مصافي التكرير مجتمعة بالعراق وصلت إلى 880 ألف برميل يوميًا"، مبينًا أن "الارتفاع في طاقة إنتاج مصافي تكرير النفط رفع مستويات إنتاج البنزين إلى 15 مليون لتر يوميًا، و20 مليونًا من مادة الكاز، و7 ملايين لتر من مادة النفط الأبيض، و50 ألف متر مكعب يوميًا من النفط الأسود، ومنتجات أخرى كالزيوت والأسفلت". 

وأشار الزوبعي إلى أن "كمية المشتقات المنتجة في المصافي تسد الحاجة المحلية باستثناء مادتي البنزين والكاز، إذ تقوم الوزارة باستيراد قرابة 10 ملايين لتر يوميًا من البنزين، و5 ملايين لتر من الكاز، لسد احتياجات إنتاج الطاقة الكهربائية".

ويقول الخبير  النفطي نبيل المرسومي في حديث لـ"ألترا عراق" إنه "وبحسب بيانات 2018، بلغت استيرادات العراق من المشتقات النفطية 2.813 مليار دولار منها  1.819 مليار دولار بنزين و926 مليون دولارًا لزيت الغاز و68 مليون دولارًا للنفط الأبيض".

ماذا يحتوي برميل النفط الذي يبيعه العراق؟

يقوم العراق ببيع برميل نفطه الخام بأسعار بلغت طوال العام الماضي مايقارب الـ40 دولارًا، فيما يحتوي هذا البرميل على منتجات مختلفة فيما لو تمّ تكريرها سيغطي العراق حاجته المحلية من الوقود، فضلًا عن بيع المشتقات وتصديرها ليحقق أرباحًا تفوق سعر برميل النفط.

 العراق باع برميل النفط الخام كاملًا بـ40 دولارًا، ثم عاد ليستورد ثلثيه فقط بـ48 دولارًا

يشكل منتجا البنزين والگاز 65% من مكوّنات برميل النفط الخام، حيث يحتوي البرميل 159 لترًا نفط خام، يشكّل البنزين منه 70 لترًا، والگاز 32 لترًا، و15 لتر من النفط الأبيض (كيروسين)، فضلًا عن مشتقات أخرى متمثلة بزيت الوقود والنفثا، وبهذا يعني أن البنزين والگاز يمثلان 65% من مكونات برميل النفط الخام، وهما أكثر منتجان يستوردهما العراق.

اقرأ/ي أيضًا: لماذا لا تستطيع بغداد التخلي عن شراء الغاز الإيراني؟

ويبلغ سعر غالون البنزين عالميًا (4.5 لتر) نحو دولارين، أي أن سعر لتر البنزين عالميًا يقدر بنحو 0.5 دولار، فيما يبلغ سعر لتر الگاز نحو 0.4 دولار، وهما المشتقان الأكثر استيرادًا بالنسبة للعراق.

 وبينما باع العراق برميل النفط الخام بمعدل 40 دولارًا خلال العام الماضي، فإنه باع برميلًا يحتوي على كمية بنزين بقيمة 35 دولارًا، وگاز بقيمة 13 دولارًا، وذلك دون احتساب باقي المشتقات من كيروسين وزيت وقود وأسفلت وزيوت من مكونات يحتويها برميل النفط، وبهذا، فإن العراق باع برميل النفط الخام كاملًا بـ40 دولارًا، ثم عاد ليستورد ثلثيه فقط بـ48 دولارًا.

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

أصول للبيع وشركات نفط مباحة.. فقرات "خطيرة" في موازنة 2021

وزير نفط سابق: دور العراق في أوبك هامشي.. ماذا لو عادت إيران؟