28-أغسطس-2020

قال الكاظمي إنني أركز على تهيئة الظروف للسماح بإجراء الانتخابات (Getty)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

يركز رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بشكل كبير على الانتخابات المقبلة "سواء كانت مبكرة أم لا"، على صعيد ضرورة إجراءها بأجواء سليمة بعيدًا عن ضغط السلاح، وبرهانٍ كبير على نجاح الكتلة أو الحزب الجديد المنبثق من احتجاجات تشرين، كما يقول في تصريحاته.

 يُراهن الكاظمي وبمساعدة فريقه المعروف باحتوائه شخصيات قريبة من ساحات الاحتجاج وتتشارك معها في الأهداف والرغبات

وتدريجيًا، صار الكاظمي يعرّف في الأوساط الشعبية والسياسية والدولية، بأنه "عدو" الفصائل المسلحة والسلاح المنفلت، هذه الصفة التي لم يكتسبها ـ بحسب مراقبين ـ بخطوات جريئة "مكتملة" ضد هذه الفصائل، بل يمكن اعتبارها أنها "أُهديت" له من قبل هذه الفصائل بفعل عدم رضاها عنه ومهاجمته بين الحين والآخر، وكما يبدو، أن هذه الصفة ربما تفوق جميع الضروريات الواجب توفرها في أي شخص ليحظى بثقة المحتجين والجو العام في الشارع العراقي الذي يطمح لبناء دولة قوية لا ترضى بسلاحٍ خارج منظومتها.

اقرأ/ي أيضًا: سفن إيران ورياح القوات الأمريكية: معادلة مهددة

ومن هذا المنطلق، يُراهن الكاظمي وبمساعدة فريقه المعروف باحتوائه شخصيات قريبة من ساحات الاحتجاج، وتتشارك معها في الأهداف والرغبات، كما يُراهن ـ بحسب تصريحاته ـ على فوز دماء جديدة في الانتخابات القادمة بأصوات من رحم ساحات الاحتجاج والفئات العراقية المناصرة لها.

تقارير كثيرة تحدثت عن تخطيط الكاظمي لإنشاء حزب ينافس في الانتخابات القادمة، هذا الحزب أو التجمع سيكون مقربًا من ساحات الاحتجاج أو منبثقًا منها.

وبالرغم من نفي الكاظمي، وبشكل غير مباشر عبر مقرب منه، ومن خلال وسائل إعلام محلية، نيته تشكيل حزب مرتقب لخوض الانتخابات المقبلة طرح تساؤلات حول مصير الكاظمي بعد الانتخابات المقبلة التي حدد موعدها في حزيران/يونيو من العام المقبل، وتشكيك بحقيقة هذا النفي، إلا أن تصريحًا جديدًا للكاظمي قد "حسم" الأمر نهائيًا، عندما أكد عدم ترشيحه للانتخابات المقبلة.

وقال الكاظمي في تصريح لصحيفة "ذا ناشيونال"، إنه "ملتزم بتقديم كل مساعدة ممكنة لشباب الاحتجاجات على صعيد الدخول بالعملية السياسية، بما في ذلك من خلال صندوق الاقتراع".

وأضاف الكاظمي أنه لن يترشح للانتخابات، موضحًا أن تركيزه الحالي هو "السماح للعراقيين بالتصويت بحرية، دون تزوير أو ترهيب أو التهديد باستخدام القوة".

وبيّن الكاظمي "أركز على تهيئة الظروف للسماح بإجراء انتخابات حرة ونزيهة واستعادة ثقة العراقيين في العملية الانتخابية، ولا أفكر في أي شيء آخر في هذه المرحلة".

ووسط تأكيدات إعلامية وسياسية وشعبية، على تأسيس حزب جديد مقرب من المحتجين سيخوض الانتخابات المقبلة، وبتقاطع هذه الحقيقة مع تصريح الكاظمي الأخير، يُرجح أن يكون الكاظمي بمنأى عن الحزب الجديد بشكلٍ واضح، إلا أنه على علاقة جيدة به، مراهنًا على فوز هذا الحزب أو الكتلة أو مجموعة كتل متقاربة في الأهداف، ليضمن له ولاية ثانية في الحكومة المرتقبة.

ويحمل هذا السيناريو، نقاطًا سيستفيد منها الكاظمي أمام الجمهور العراقي، فيضمن كسب الثقة بظهوره "غير راغب" بخوض العملية السياسية، وفقًا لمراقبين، ويبتعد عن البرلمان بصفته عضوًا فيه، والذي يعتبر "محرقة الشخصيات" ولا تفارقه "النقمة الشعبية"، ولا يضع نصب عينيه سوى "الولاية الثانية" عبر ترشيح من قبل الكتلة الفائزة الجديدة.

رمز سياسي.. لا نائب!

يرى المحلل السياسي الدكتور حيدر البرزنجي أنه عند الحديث عن المشروع السياسي، فإنه موجود بالفعل في خطط رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

ويبيّن البرزنجي خلال حديث لـ"ألترا عراق" أن "الكاظمي لديه طموح سياسي بالفعل ومشروع قد يكون بمشاركة برهم صالح والعبادي، ومن خلال الشخصيات في مكتب الكاظمي والمقربين من ساحات الاحتجاج، التي ستشهد بالفعل انطلاق حزب أو تيار جديد".

قال المحلل السياسي حيدر البرزنجي إن الكاظمي سلك استراتيجية خاطئة وغير منسجمة مع القوى السياسية التي بدورها تمتلك جمهورًا في الشارع، بل ذهب لاستراتيجية إعلامية 

وحول سبب عدم ترشيح الكاظمي في الانتخابات القادمة، يرى البرزنجي أن "الكاظمي لا يرتضي أن يكون جزءًا من السلطة التشريعية، بل يريد ويراد له أن يكون رمزًا سياسيًا"، مسيرًا إلى أن "الولايات المتحدة تدعم هذا التوجه لصناعة تيار علماني مواجه للتيار الإسلامي المسيطر على الساحة السياسية".

اقرأ/ي أيضًا: بعد تحديد موعد الانتخابات المبكرة.. ما هي سيناريوهات العمل السياسي للمحتجين؟

واعتبر البرزنجي أن "الطموح هذا مشروع ودستوري ولكنه ولد ميتًا، حيث أن الكاظمي سلك استراتيجية خاطئة وغير منسجمة مع القوى السياسية التي بدورها تمتلك جمهورًا في الشارع، بل ذهب لاستراتيجية إعلامية خلقت له أعداءً افتراضيين".

واستصعب البرزنجي "إمكانية حصول الكاظمي على ولاية ثانية، بفعل استراتيجيته التي خلقت له أعداءً سواء في الأوساط السياسية أو في الشارع العراقي".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

رسائل الكاظمي وجماعات السلاح.. هل تنتصر الدولة؟

قراءة في مضامين زيارة الكاظمي إلى واشنطن