بعد تأجيلها عدة مرات، أعلن مجلس النواب عقد جلسة استثنائية لمنح الثقة لحكومة المكلف محمد توفيق علاوي يوم الخميس 27 شباط/فبراير، لكن النصاب لم يكتمل، واستمرت اجتماعات داخل مبنى البرلمان بين الكتل السياسية، ثم بين رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ونائبه حسن الكعبي مع الرئيس المكلف محمد علاوي، ولم تفلح الاجتماعات بالوصول إلى توافق حول تمرير الحكومة التي يعترض عليها تحالف القوى برئاسة الحلبوسي، والقوى الكردية، وبعض الكتل الشيعية التي يبدو أنها انقلبت مؤخرًا على علاوي.
لا تشير الأنباء حتى الآن إلى اجتماعات "مثمرة" بين علاوي والكتل السياسية المعترضة
قررت رئاسة مجلس النواب تأجيل عقد الجلسة الاستثنائية إلى يوم السبت، قبل يومين أو ثلاث من انتهاء المدة الدستورية المخصصة للتصويت على المنهاج الحكومي والتشكيلة الوزارية، واعتبر النائب الأول لرئيس البرلمان حسن الكعبي ما حدث في جلسة الخميس "خرق واضح لبنود الدستور".
اقرأ/ي أيضًا: بعد مشادة كلامية.. البرلمان يفشل في تمرير كابينة علاوي ويحدد موعدًا آخر
دعا الكعبي في بيان، ممثلي الشعب إلى "احترام الدستور والقانون بشأن عقد جلسة يوم السبت لمنح الثقة لكابينة رئيس الوزراء المكلف وعدم الانجرار خلف المصالح الضيقة للأحزاب التي كانت ولا زالت طامحة للمغانم والتحاصص باسم الاستحقاق الانتخابي".
ويبدو بيان الكعبي حاد اللهجة، إذ خاطب الساعين إلى المغانم بالقول: "كفاكم لعبًا على الآلام وجراحات الشعب فالعراق أكبر من الجميع والاستمرار بنهجكم السائد تحدٍ واضح لإرادة أبناء البلد"، مطالبًا أعضاء مجلس النواب بـ"الابتعاد عن ما تصبو إليه الأحزاب من محاصصة ومصالح مقيتة".
فشل النصاب؟
علّل رئيس كتلة بدر النيابية حسن شاكر أسباب تأجيل جلسة منح الثقة لعلاوي بأن "مجلس النواب كانت لديه القدرة بالتصويت لكن التأجيل جاء بسبب حرص الكتل السياسية على إشراك جميع المكونات في الحكومة".
أشار شاكر في تصريح صحفي إلى أن "الكتل السياسية منحت الرئيس المكلف الوقت من أجل فتح باب الحوار للوصول إلى نتائج مرضية"، مؤكدًا أن "اختلاف الكتل كان على آلية اختيار المرشحين في حكومة علاوي".
نائب: مطالب الكتل الكردية ذاتها لم تتغير منذ العام 2003 وإلى الآن
لكن تحالف الوطن برئاسة النائب مثنى السامرائي أكد "عدم حصول النصاب في جلسة الخميس"، معتبرًا ذلك بأنه "يزيد من تعقيد المشهد السياسي المتأزم مع عدم وجود خيارات بديلة لدى الكتل السياسية الرافضة لعلاوي".
اجتماعات مع الكرد؟
لا تشير الأنباء حتى الآن إلى اجتماعات "مثمرة" بين علاوي والكتل السياسية المعترضة، بل أن تصريحات النائب الأول لرئيس البرلمان فُسّرت من المراقبين للشأن السياسي إلى أنها إشارة لعدم وجود توافق حاسم.
اقرأ/ي أيضًا: بعد السني والكردي.. "انقلاب" شيعي على علاوي يهدّد تمرير حكومته
كان عضو وفد إقليم كردستان المفاوض ضياء بطرس قد ذكر عشية فشل الجلسة أن "الوفد الكردي سيبقى في بغداد وستكون له اجتماعات جديدة مع علاوي والكتل السياسية"، مبينًا أنه "في حال لم يبد علاوي مرونة في التفاوض فأن الأمور ستبقى على ما هي عليه حتى بعد مرور 48 قبل موعد التصويت على كابينته".
في السياق، كشف رئيس كتلة المشروع العربي النيابية أحمد الجربا عن "اجتماعات متواصلة مع الكتل الكردية للتفاوض ومن المحتمل أن تتقرب القناعات"، مبينًا أن "الساعات القادمة حبلى بالمفاجئات لكن الموضوع لم يحسم حتى الآن".
لفت الجربا في تصريح تلفزيوني تابعه "ألترا عراق"، إلى أن "علاوي ليس بعيد المنال من تمرير الحكومة ولا قريبًا منه".
من جانبه، قال النائب عن تحالف سائرون صباح طلوبي العكيلي إن "مطالب الكتل الكردية ذاتها لم تتغير منذ العام 2003 وإلى الآن، وعليها الحضور في جلسة السبت لتمرير الحكومة كون المقاطعة لا تحل المشاكل"، داعيًا الكتل السياسية إلى أن تكون "واضحة في مواقفها من منح الثقة لحكومة الرئيس المكلف لا سيما أمام الشارع ووسائل الإعلام".
بدر الزيادي لـ"ألترا عراق": إن حصلت حكومة علاوي على أغلبية النصف + 1 فستكون شرعية، وإن لم تحصل سينتهي دور علاوي
فيما كشف زميله في تحالف الفتح كريم عليوي عن وجود "إرادة من قبل القوى السياسية الشيعية على تمرير حكومة علاوي في جلسة السبت مع وجود موقف ممانعة من قبل القوى السنية والكردية بسبب عدم حصولها على مناصب في الحكومة".
اقرأ/ي أيضًا: علاوي في مواجهة الشعب.. ترقب لجمعة التطويق والرفض أمام الخضراء
في الوقت الذي يؤكد فيه نواب من تحالف القوى على صعوبة تمرير حكومة علاوي بالأغلبية، يقول النائب عن تحالف سائرون بدر الزيادي إن "الجلسة التي ستعقد إذا اكتمل النصاب ويتم تمرير الوزراء الذين يحصلون على الأصوات الكافية، وإن حصلت حكومة علاوي على أغلبية النصف + 1 فستكون شرعية، وإن لم تحصل سينتهي دور علاوي".
يقول الزيادي في حديث لـ"ألترا عراق" إن "سائرون لا يتقاطع مع اخوانه في مجلس النواب والكتل السياسية لها رأيها الخاص"، مبينًا أن التحالف "طلب أن يكون التصويت منقول وسيعرف الشعب العراقي من يريد المحاصصة ومن يريد الحكومة المستقلة التي تظاهر الشعب من أجلها".
وفي الوقت الذي يؤكد فيه الزيادي بأن سائرون لا يفاوض ولا يتحاور حول تشكيل الحكومة، يرى أن "الجميع يريد المحاصصة وأخذ الحصص"، مشيرًا إلى أن "الأمور ستكون صعبة" إذا رجعنا إلى المحاصصة.
أضاف: "سيكلف رئيس الجمهورية شخصية بديلة عن علاوي إذا فشل في الحصول على ثقة مجلس النواب، ونحن لا نريد الفوضى بل إرسال رسالة للشعب بأن مجلس النواب ممثل عنهم وفق النظام الديمقراطي، وهو من يرفض منح ثقة الشعب لحكومة علاوي".
طلب بالتأجيل
لكن أخبار الساعات الأخيرة أفصحت عن طلب رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي من مجلس النواب تأجيل الجلسة الاستثنائية إلى يوم الأحد"، ما يؤكد عدم ضمانه نصاب الجلسة المقرّرة يوم السبت، فيما وافق المجلس على طلب علاوي بشأن تأجيل الجلسة إلى يوم الأحد.
طلب رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي من مجلس النواب تأجيل الجلسة الاستثنائية إلى يوم الأحد فيما وافقت رئاسة المجلس
اقرأ/ي أيضًا: وسط رفض وانقسام الكتل السنية.. علاوي يغلق أبواب حكومته على "وزراء الخارج"
يأتي ذلك في الوقت الذي تشير مصادر إلى بدء الكتل السياسية اجتماعات للبحث عن بديل لعلاوي مع قرب انتهاء المدة المقررة لتشكيله الحكومة، فيما يجري الحديث عن عدم وجود سقف لانتهاء المدة طالما أن الجلسة (مكتملة النصاب) لم تعقد، ولم يجري التصويت منح الثقة من عدمه.
ويقول خبراء قانونيون إن "تصويت مجلس النواب بالسلب على حكومة علاوي سيتيح لرئيس الجمهورية تكليف شخص آخر وفق المادة 76 ف رابعًا وخامسًا".
اقرأ/ي أيضًا:
رسالة إلى القوى الشيعية.. دعوة لركوب الموجة!
هل سيرضى العراقيون بالقليل من حكومة علاوي؟