03-فبراير-2020

تمتد أزمة الغاز في أغلب أحياء أربيل بشكل متزايد منذ أكثر من أسبوع (Getty)

الترا عراق - فريق التحرير

في الآونة الأخيرة، ليس غريبًا أن ترى أربيليون مع آخرين في محافظة دهوك يصطفون في طوابير بالمحافظتين عند أماكن بيع الغاز الخاص بالطبخ، في محاولات الحصول على أنبوبة غاز واحدة بسعر يفوق الضعف عن الأيام السابقة. 

مصدر لـ"ألترا عراق": بدأت الأزمة عندما حصلت شركة مقربة من حركة "التغيير" على عقد الغاز، بعد انتهاء العقد السابق مع الشركة الأجنبية التي كانت تعمل في الإقليم

يقف الشاب هاوري، وهو من سكان أربيل في إحدى تلك الطوابير في منطقة روشنمبيري، محاولًا الحصول على أنبوبة غاز ويقول إنه "لا يملك أنبوبة غاز في منزله لطبخ الطعام، وإن سعر الأنبوبة الواحدة وصل إلى 12 دولارًا". 

اقرأ/ي أيضًا: صفقة قديمة و"تغاضي" عن المخالفات.. هل يعتبر علاوي نسخة عبد المهدي للكرد؟

أضاف هاوري لـ"ألترا عراق"، أن "أنبوبة الغاز كانت تصل إلى المنزل بشكل دوري من خلال الباعة المتجولين بـ5 دولارات فقط، وكان الناس يمكنهم أيضًا الحصول من أي مكان ثابت لبيع الغاز".

تمتد الأزمة في أغلب أحياء أربيل بشكل متزايد منذ أكثر من أسبوع، على خلفية خلاف نشب بسبب انتهاء عقد شركة أجنبية كانت تنقل الغاز، وتم منح العقد لشركة محلية.

يفتح ملف الغاز الأبواب نحو الخلافات التي تتسبب بها الأحزاب السياسية المسيطرة على موارد إقليم كردستان وعلى الإقليم بشكل عام.

يقول مصدر مسؤول في أربيل إن "الأزمة ابتدأت عندما حصلت شركة مقربة من حركة التغيير على عقد الغاز، بعد انتهاء العقد السابق مع الشركة الأجنبية التي كانت تعمل في الإقليم". 

أضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه لأسباب تتعلق بوظيفته، لـ"ألترا عراق" أن "مقربين من لاهور شيخ جنكي، القيادي في الاتحاد الوطني ورئيس جهاز مكافحة الإرهاب في السليمانية، إضافة إلى محمود سنكاوي القيادي في الاتحاد قاموا بمنع عمال الشركة الناقلين للمواد الأولية من منطقة كرميان قرب السليمانية إلى أربيل ودهوك من العبور، وقاموا بتخريب دولايب شاحانات النقل التي تمر من كرميان باتجاه أربيل عن طريق منطقة جمجمال في السليمانية". 

قائممقام أربيل لـ"ألترا عراق": مدير شركة نقل الغاز إلى أربيل تعرض للخطف والتعذيب الشديد، والتهديدات مستمرة للشركة لمنعها من العمل

من جانبه قال قائممقام أربيل نبز عبد الحميد لـ"ألترا عراق"، إن "مدير شركة نقل الغاز إلى أربيل تعرض للخطف والتعذيب الشديد، والتهديدات مستمرة للشركة لمنعها من العمل، ونحن ننتظر أن تقوم حكومة الإقليم بإجراءاتها في التعامل بشكل قانوني وأمني مع الموضوع". 

اقرأ/ي أيضًا: الاحتجاجات تطيح بـ"الصديق القديم".. ما هو موقف الأحزاب الكردية بعد عبد المهدي؟

وزير الداخلية في إقليم كردستان، أجاب على سؤال مراسل "ألترا عراق" في مؤتمر صحفي عقد بخصوص هذه القضية، عن الإجراءات التي ستتبعها الحكومة في الإقليم لحل الأزمة، وقال إن "رئيس الوزراء في إقليم كردستان مسرور بارزاني وجه قوى الأمن بالتعامل مع الملف". 

فيما قال المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان جوتيار ببيان تلقى "ألترا عراق"، نسخة منه، أن "هناك محاولات لمنع عملية الإصلاح الإداري في الإقليم وإن الحكومة مستمرة في تلك العملية، وستقوم بمحاسبة المافيات وفق القانون وتمنعهم من التحكم بمصير الناس". 

بيد أن اتفاقا قد عقد قبل أقل من عام في السليمانية بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني من جهة، وبين الحزبين وحركة التغيير لتقاسم السلطة، والعمل بشكل موحد في ملفات ثلاثة رئيسية، هي ملف كركوك وملف العلاقة بين بغداد وإقليم كردستان وملف الإقليم داخليًا.

ورغم أن الاتفاق ما يزال ساري المفعول، لكن الخلافات تبدو أكثر وضوحًا الآن بين الأحزاب، خصوصًا في ملف الغاز، وهو ما يترتب عليه مسائل تخص "الصفقات" التي تستحصلها الأحزاب من خلال نفوذها، بحسب مراقبين.

المحلل السياسي نشوان هوكر يرى أن "الخلافات السياسية تنعكس على الحياة الاجتماعية، وجميعها مرتبط بمصالح اقتصادية واسعة في الإقليم، وفي حال ضربت المصالح الاقتصادية، فإن المصالح السياسية ستضرب من دون العودة لأي اتفاقات سابقة، وهذا الأمر سينعكس سلبًا على الحياة بشكل عام في الإقليم". 

قال هوكر لـ"ألترا عراق"، أن "إقليم كردستان ومنذ تأسيسه، كانت العلاقة بين الحزبين الاتحاد والديمقراطي خلافات واسعة، ومعارك على الأرض، ومع نشوء حركة التغيير أصبح الأمر أكثر تعقيدًا، والعلاقة بين الأطراف بين ارتفاع وانخفاض وأزمة الغاز الحالية هي جزء من العلاقة المتوترة بين الأطراف الكردية، ولا نستبعد أن تجر الإقليم لمشاكل أكبر، فالاتحاد والوطني لديهم قوات عسكرية في البيشمركة، وكذلك الديمقراطي، وحتى التغيير لديهم أنصار ومؤيديين". 

محلل سياسي لـ"ألترا عراق": أزمة الغاز الحالية هي جزء من العلاقة المتوترة بين الأطراف الكردية، ولا نستبعد أن تجر الإقليم لمشاكل أكبر

أضاف أنه "بالرغم من أن الأزمة تبدو بين التغيير والاتحاد، لكن المتضرّر هم الأربيليون وأهالي دهوك، وهم قاعدة واسعة من مؤيدي الديمقراطي، ما يعني أن الأزمة تربط كل الأطراف السياسية الرئيسية في إقليم كردستان، وقد تجر الأمور لخلافات تفتح الجروح السابقة للكرد من ملف الانسحاب من كركوك وصولًا إلى ملفات أخرى خلافية". 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

رايتس ووتش: حكومة إقليم كردستان تمنع آلاف العرب من العودة لمناطقهم!

وثائق| "سومو" تكشف الضرر الناتج عن عدم تسليم إقليم كردستان مبالغ النفط